«عايزين فلوس».. حكومة العسكر تدمر حديقة روكسي

- ‎فيتقارير

كما أكدت "بوابة الحرية والعدالة" في تقارير سابقة على وجود مخطط من سلطات الانقلاب لتقليص المساحات الخضراء، وتحويل الحدائق العامة لمشاريع استثمارية وعقارية لصالح الجيش، رافعا شعار توفير المياه إثر أزمة سد النهضة وتراجع كميات المياه الواردة لمصر، وهو ما جرى مع حديقة الطفل بمصر الجديدة، وحديقة الأورمان وحديقة الحيوان بالجيزة، بتحويل أجزاء منهما إلى كافيهات ومشاريع سياحية، وهو ما تكرر أيضا مع حدائق النيل بالمنصورة وتحويلها لأبراج سكنية ومشاريع عقارية تقيمها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

ويتكرر اليوم توحش السيسي ونظامه العسكري، الذي يريد أن يعيش المصريون جميعهم في بيئة صفراء جبلية أو أسمنتية لا خضرة فيها، مستغلا سلطاته غير المطلقة وعدم رقابة أي جهة أو محاسبته في ظل عجز مجلسي النواب والشيوخ المصنوعين على أعين وأيدي المخابرات والأجهزة الأمنية، ولا تكاد تنطق ألسنتهم إلا بسكريبت مرسل إليهم عبر رسالة سامسونج أيضا، كما الإعلام الذي لا يتكلم إلا بالتطبيل والتهليل لأي إنجاز للسيسي، حتى وإن كان نكسة حضارية أو سياسية أو اقتصادية.

واليوم قرر محافظ القاهرة في حكومة الاحتلال العسكري التي يقودها الجنرال السيسي، بتعديل خطوط التنظيم المعتمدة للحديقة أعلى جراج روكسي بحي مصر الجديدة، واعتماد استخدامها كـخدمات تجارية إدارية لصالح المحافظة، بحسب الوقائع المصرية ملحق الجريدة الرسمية.

ويعد نصيب المواطن المصري من المساحات الخضراء 1.2 متر مربع فقط، في حين أن المتوسط العالمي يجب ألا يقل عن 15 مترا، وهي نسبة متدنية للغاية ولها تبعات صحية وبيئية خطيرة، حسب تحقيق صحفي نشره موقع صحيفة الأهرام في 25 مايو الماضي.

كما كشفت البيانات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في حكومة الانقلاب، عن أن المساحات الخضراء الموجودة بالفعل في مصر أقل من 10% من المساحات الواجب توافرها لعدد السكان الحالي.

تلك الإحصائية المتدنية زادت من الجدل حول استمرار حكومة الانقلاب في اقتلاع الأشجار خاصة في العاصمة القاهرة، من أجل إنشاء محاور مرورية وجسور وطرق جديدة، لحل مشاكل الازدحام المروري وتخفيف الأعباء عن المواطنين.

وبدأ مخطط تطوير الطرق الجديد قبل أكثر من أربعة أعوام، وتضمن إزالة العديد من الأشجار في أحياء عدة، مثل مصر الجديدة ومدينة نصر، مرورا بحي المعادي العريق، وإزالة حديقة عرب المحمدي بأكملها وسط القاهرة الشهر الماضي.

وأصدر السيسي نهاية عام 2019 قرارا ببناء عدد من الجسور وتوسعة محاور الطرق في مصر الجديدة، للحد من الاختناقات المرورية وتيسير الحركة داخل شرق القاهرة، مما تتطلب إزالة آلاف الأشجار القديمة في الحي الراقي، وهو ما أثار غضب السكان الذين تعودوا على طبيعة المكان، في حين رحب به آخرون لما سببه من إنهاء لمعاناتهم المرورية اليومية.

وفي تقرير، أصدرته “هيومن رايتس ووتش”، حول قدرة المجتمع المدني المصري على العمل في مجال البيئة، قالت: إن “الحكومة المصرية قيّدت بشدة قدرة الجماعات البيئية على العمل المستقل المتعلق بالسياسات والبحوث الميدانية، الضرورية لحماية البيئة الطبيعية في البلاد، وتنتهك هذه القيود الحق في تكوين الجمعيات وتهدد قدرة مصر على الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالعمل البيئي والمناخي”.

وتؤكد الدكتورة إلهام محمد، الباحثة بمجال تغير المناخ، أن “وضع البحث العلمي في مجالي البيئة والمناخ صار يُرثى له”.

وتضيف أن “كثيرا من الباحثين توقفوا عن العمل واكتفوا بالتدريس في الجامعة، نظرا لعدم قدرتهم على التأثير بشكل حقيقي، لأن معظم ما يحصل ويحتوي على انتهاكات للبيئة والمناخ يحدث بموافقة الحكومة المصرية، ومهما قدّمنا حلولا واستشارات، هناك رغبة في فعل الأشياء بالطريقة ذاتها، دون الاستماع لصوت العلم، أو التحذيرات من عواقب وخيمة مستقبلا”.

وتقول: “لن يؤثر ذلك على مصر وحدها، لكن بالتأكيد سيؤثر على مصر أكثر من غيرها، بخاصة أنها من أكثر الدول المتضررة من تغير المناخ في العالم، تحديداً، مدنها الساحلية، والجميع يعرف ذلك، ولا يحتاج إلى باحثين أو علماء لقوله، وألاحظ بالفعل أن الباحثين يخشون نشر أبحاثهم المثيرة للجدل أو النتائج التي يتوصلون إليها بتقارير ومجلات علمية دولية، خوفاً من التضييقات أو المضايقات، وينشرون الأوراق والأبحاث العلمية الخالصة، حتى يتجنبوا الحديث عن الحالة المصرية”.

وتقول الناشطة مي حسين :"و هي فين الحديقة دي؟ ده الجردل اللي بلكونتي فيه زرع أكتر من اللي في الحديقة، أنا من رأيي يتكل على الله و يعمل المحلات و يعمل فوق منهم كوبري برسوم".

ويقول الناشط لؤي إبراهيم : "الزرع فين ؟ تحت الكباري عاملينه محلات ، في الدول المحترمة يستخدمون مثل هذه الأماكن لعمل أماكن للرياضة لإعطاء فرصة للشباب لتفريغ طاقاتهم ، الحياة يا ولاد ….. مش محلات و بس، الشعب ليه حق أنه يلاقي أماكن لممارسة الرياضة".

وتقول الناشطة نعمات إبراهيم:" اللي فاضل يفتحوا ملاهي ليلية وبيوت لا مؤاخذة، ده المجال اللي لسه الجيش مشتغلش فيه، بس أكيد هم على الطريق والعواهر في الجيش كثير مش هيغلبوا".

ويقول مصطفى النجار :" البلد تحولت لكانتين داخل كتيبة بالهايكستب هههه، ماتستغربوش الضباط دي تربت على نسبة أرباح من كانتين الكتيبة طول عمرها، أنتم مفكرين العساكر بتدخل الجيش ليه أصلا ؟بيدخلوا فقط عشان ينفعوا كانتين الوحدة اللي كل الضباط بيقسموا أرباحه عليهم كل شهر، ويمصوا دم أهالي العساكر ، فهو متربي على كدا".

ويقول أحمد خالد :" دي تعليمات بينفذها، الفكرة في اللي أعطاه التعليمات، السؤال هو ليه شغال على تقطيع الشجر وإزالته من أكتر من ٥ سنين، أماكن شفتها بعيني أقسم بالله أزال الأشجار اللي كانت فيها".

ويقول حساب مصري :" آخر حاجة يفكروا فيها الإنسان، أهم حاجة يطلعوا سبوبة من أي مصلحة، في أي دولة محترمة بيكون في كل حي حديقة مُتنفس لأهل الحي ، والأطفال تنزل تلعب فيها بعيد عن خنقة البيوت ودي أبسط الحقوق، الكآبة اللي في وشوش الناس والغُلب والشقى مش من فراغ كآبة المنظر انعكست على الوجوه".