“المبادرة المصرية” تعلق مشاركتها في الحوار احتجاجا على اعتقال مؤسس استقلال المعلمين

- ‎فيحريات

أعلنت "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية" الأربعاء 13 سبتمبر 2023م، تعليق مشاركتها بجلسات الحوار الوطني بعد الكشف عن اعتقال القيادي النقابي محمد زهران، مؤسس الاتحاد الوطني المستقل للمعلمين المصريين، بتهمة الانضمام لجماعة إثارية ونشر أخبار كاذبة. وقالت المبادرة عبر حسابها في منصة "إكس" إنها علقت مشاركتها في جلسات الحوار إثر اعتقال زهران.

وحسب موقع "مدى مصر" فإن زهران  حبس  15 يومًا على ذمة التحقيق في القضية 2123 لسنة 2023، بتهمتي الانضمام لجماعة إثارية، ونشر أخبار كاذبة، وينقل الموقع عن محامي زهران أن نيابة أمن الدولة العليا أصدرت القرار في 6 سبتمبر، ولم يعلم به المحامي سوى الثلاثاء 12 سبتمبر، لافتًا إلى أن زهران تم إيداعه في سجن العاشر من رمضان.

واختفى زهران قبل يوم من قرار حبسه، بعد ساعات من تلقيه استدعاء من جهاز اﻷمن الوطني، بحسب شقيقته. بينما أوضح أمين التنظيم ورئيس لجنة الانتخابات بحزب المحافظين، هلال عبد الحميد، أن زهران طُلب منه في هذا المكالمة إلغاء الحفل الذي يُنظمه للاحتفال بعيد المُعلم، ورَد زهران بأنه لا يملك إلغاء الحفل لأنه من تنظيم حزب المحافظين، وأنه مجرد مدعو، فاستدعاه الضابط للحضور إلى مكتبه.

وتنقل صحيفة "العربي الجديد" اللندنية عن مصدر قضائي وصفته بالبارز في نيابة أمن الدولة العليا، صحة قرار حبس زهران، وأضاف المصدر أن زهران تم التحقيق معه بتهمة  الدعوة إلى مؤتمر خاص بالمعلمين دون أخذ التصاريح الأمنية المنظمة لهذا الأمر، و"الانضمام إلى جماعة إثارية"، و"نشر أخبار كاذبة".

ورصدت منظمات حقوقية وسياسية، منها حركة "الاشتراكيون الثوريون"، و"لجنة العدالة" (كوميتي فور جستس)، القبض على زهران، وإخفاءه قسرياً منذ القبض عليه منذ أيام. وقالت "لجنة العدالة"، إنها قد أُبلغت عن اختفاء زهران منذ يوم الثلاثاء الموافق 5 سبتمبر، دون أن يعرض لعدة أيام أمام أي نيابة أو جهة قضائية.

وسبق أن ألقي القبض على محمد زهران عام 2020 على خلفية احتجاجات للمعلمين، ويعد من أنشط الشخصيات النقابية في صفوف نقابة المعلمين في مصر. ويشغل حالياً منصب مدير رعاية الموهوبين بإدارة المطرية التعليمية التابعة لمحافظة القاهرة، ورئيس اللجنة النقابية للمعلمين بالمطرية.

وكانت حملة "أوقفوا الاختفاء القسري" قد رصدت في تقريرها السنوي الثامن بعنوان "انتهاك بلا توقف"، في أواخر أغسطس الماضي"2023"، أن الاختفاء القسري قصير الأمد، الذي يتعرض فيه الأشخاص لاختفاء لا يتجاوز ستة أشهر، يمثل العدد الأكبر من ضحايا الاختفاء القسري في مصر.

ووثقت الحملة، 3611 حالة اختفاء قسري، منذ انطلاقها عام 2015، وحتى عام 2022، من بينها 2411 حالة اختفاء قسري لمدد أقل من ستة أشهر. وفي الفترة من أغسطس 2022، وحتى أغسطس 2023، وثقت الحملة 821 واقعة اختفاء قسري، شكل المختفون لفترات أقل من ستة أشهر نحو 80 في المائة من الناجين، بواقع 614 حالة من أصل 766 هم الناجون من الاختفاء القسري.

وأكدت "لجنة العدالة" أن "الممارسات على أرض الواقع تصطدم بتصريحات السلطات حول الحوار الوطني ومدى جدواه، ففي الوقت الذي يمنح فيه النظام حرية التعبير داخل قاعات الحوار، يقوم باعتقال كل من يعارض أفكاره خارج تلك القاعات، ما يعني عدم وجود جدوى من جلسات الحوار الوطني، وعدم وجود تأثير لها على أرض الواقع". كما طالبت اللجنة سلطات الانقلاب بالكشف عن مصير مؤسس تيار استقلال المعلمين، محمد عبد الكريم زهران، وإطلاق سراحه فوراً، وفتح الفضاء المدني، وحماية الحق في التعبير بحرية.

وفي 26 إبريل 2022، دعا السيسي لإجراء حوار وطني مع القوى الوطنية، ولاحقاً جرت إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسية. وانتهت الجولة الأولى من الحوار الوطني بعد نحو مائة يوم من المناقشات التي لم تسفر عن تحقق مطالب المعارضة العلمانية. وشهدت الفترة بين جولتي الحوار الوطني، التنكيل بسياسيين وحقوقيين وصحافيين، مثل القبض على الناشر ورئيس مجلس أمناء التيار الحر هشام قاسم، والقبض على المواطن علاء الدين سعد محمد العادلي، ووالد الناشطة السياسية فجر العادلي، أثناء وصوله من ألمانيا، والقبض على والد الصحافي المعارض أحمد جمال زيادة، ومعاودة القبض على محمود محمد أحمد حسين، المعروف إعلامياً بـ"معتقل التيشرت"، وأخيرا اعتقال مؤسس تيار استقلال المعلمين.