عاجزون أم لا يريدون.. لماذا ترك العرب جنوب إفريقيا وحدها في محاكمة الكيان الصهيوني؟

- ‎فيعربي ودولي

من يحاصر غزة لا يتجرأ على دعم جنوب إفريقيا، ومن يدعم الاحتلال لا يتجرأ على دعم جنوب إفريقيا، ومن قال لهم نتنياهو اصمتوا لا يتجرؤوا على دعم جنوب إفريقيا، ومن طبع مع الاحتلال لا يتجرأ على دعم جنوب إفريقيا، ومن يحرم رفع علم فلسطين أو إقامة تجمعات دعم للمقاومة لا يجرؤ على دعم جنوب إفريقيا.

وإلى الآن الدعم الذي تم تقديمه لجنوب إفريقيا في دعواها ضد جرائم الاحتلال معنوي فقط.

وقالت هيئة البث الصهيونية إن تل أبيب متخوفة من أن تصدر محكمة العدل الدولية، “قرارا بوقف الأعمال القتالية في قطاع غزة”، وذلك في أعقاب الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضدها.

وقالت هيئة البث الرسمية في بيان مقتضب، إن “تل أبيب تخشى صدور قرار من المحكمة في لاهاي يأمر بوقف الأعمال القتالية في غزة”، دون تفاصيل أخرى.

ومطلع يناير الجاري، رفعت جنوب إفريقيا دعوى قضائية أمام “العدل الدولية”، تتهم فيها تل أبيب بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب شرسة منذ نحو ثلاثة أشهر، وتم نظر الدعوى في يومين، أحدهما استمعت فيه المحكمة لدفوع جنوب إفريقيا فيما استمعت في اليوم التالي لادعاءات إسرائيل ردا على اتهامها بالإبادة الجماعية.

ولم تكن الدعوى الإجراء الوحيد الذي قامت به جنوب إفريقيا ضد إسرائيل؛ ففي 21 نوفمبر الماضي، علّقت علاقاتها مع كيان العدو الصهيوني، احتجاجا على هجماتها في غزة، وسبق ذلك استدعاء سفير إسرائيل لديها، للتشاور بشأن الهجمات على القطاع.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الصهيوني حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى اليوم، السبت، 24927 شهيدا و62388 إصابة، معظمها بين النساء والأطفال، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، حسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

ويرى محللون أن عدم وقوف الدول العربية والإسلامية في دعوى جنوب إفريقيا ضد العدو الصهيوني، وخاصة ما يتعلق بكسر الحصار وفرض إدخال المساعدات، يرتبط بغياب الإرادة السياسية والخوف من أن يفعل بهم الاحتلال الإسرائيلي ما يفعله بأهل قطاع غزة.

وكان زعماء الدول العربية والإسلامية دعوا -في بيان ختامي للقمة العربية الإسلامية المشتركة التي انعقدت في العاصمة السعودية- إلى وقف الحرب على قطاع غزة، وإلى كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية إلى القطاع.

وقال المحلل في الشؤون الدولية حسام شاكر إن الغطاء الجماعي المشترك بين العرب والمسلمين يفترض أن يوفر مظلة كافية لأي خطوة عربية باتجاه إدخال قوافل إنسانية إلى قطاع غزة، ويمكن أن تنضم لهذا الموقف دول أخرى من أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.

غير أن القمة العربية والإسلامية التي انعقدت مؤخرا في الرياض، تفتقد إلى الإرادة السياسية، مرجحا أن يكون العجز العربي في حالة غزة يعود للخوف من الاحتلال الإسرائيلي الذي قال إنه يرعب الإقليم بما يفعله بالفلسطينيين في غزة، حيث إن ما يجري هو رسالة للعواصم “من يرفع رأسه سنفعل به هكذا.. سنلقي عليه القنبلة الذرية”، التي هدد بها غزة أحد وزراء حكومة بنيامين نتنياهو.

ورغم حالة العجز العربي والإقليمي، فإن شاكر يرى أن ضغطا شعبيا عربيا واضحا ومباشرا وسريعا يمكن أن يساعد في تقوية الموقف الرسمي، وذلك بأن تطالب الشعوب بتطبيق قرارات القمة الأخيرة بشأن قطاع غزة.

وأشار في السياق نفسه إلى أن الإقليم العربي استطاع أن يقاوم الإرادة الأمريكية في موضوع “أوبك بلوس” مثلا وتحكّم في أسعار النفط.