“نيويورك تايمز”: مشروع بناء غامض يتشكل في مصر بالقرب من غزة

- ‎فيأخبار

يجري تجريف رقعة كبيرة من الأرض وبناء جدار في المنطقة العازلة بين مصر ورفح، وهي مدينة جنوب غزة التي تفيض بأكثر من مليون فلسطيني مشرد، بحسب ما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز”.

وفي الوقت الذي تدفع فيه دولة الاحتلال سكان غزة إلى رفح، تقوم مصر ببناء جدار جديد بالقرب من الحدود، الجدار الذي يقام في صحراء مصر بالقرب من حدود قطاع غزة الذي مزقته الحرب، لا أحد يتحدث كثيرا عنه.

وتظهر صور الأقمار الصناعية والصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي حللتها صحيفة نيويورك تايمز رقعة كبيرة من الأرض يتم تجريفها والجدار الذي يتم بناؤه في المنطقة العازلة بين مصر ورفح، وهي مدينة جنوب غزة التي تفيض بأكثر من مليون فلسطيني نازح تستعد قوات الاحتلال لغزوهم.

كما تظهر صور الأقمار الصناعية بوضوح أرضا تم تصنيفها حديثا جنوب معبر رفح الحدودي. أشار تحليل لصور الأقمار الصناعية إلى أن العمل بدأ حوالي 5 فبراير.

لكن حكومة السيسي، التي تنظر بقلق إلى سكان غزة الذين شردتهم الحرب بين الاحتلال وحماس في رفح، رفضت مناقشة البناء الجديد. واكتفى متحدث باسم الحكومة بالإشارة إلى تصريحات الحكومة في الأسابيع الأخيرة التي سلطت الضوء على تحصينها للحدود.

ولم يتضح ما إذا كان الهدف من المبنى احتجاز سكان غزة الذين عبروا الحدود، ولكن إذا تم استخدامه بهذه الطريقة، فسيكون ذلك انعكاسا كبيرا لموقف مصر.

وقال مقاول ومهندس قابلتهما صحيفة التايمز وقدما صورا إن الجيش المصري كلفهما ببناء جدار خرساني بارتفاع خمسة أمتار – حوالي 16 قدما – لإغلاق قطعة أرض مساحتها خمسة كيلومترات مربعة في الموقع. وقالوا إنهم بدأوا العمل في 5 فبراير وبدأوا في الجدار قبل يومين.

وتحدث المقاول والمهندس بشرط عدم الكشف عن هويتهما، قائلين إنهما يخشيان الانتقام. وتفرض سلطات الانقلاب قيودا مشددة على المعلومات الواردة من المنطقة الحدودية.

ومنذ أكتوبر، عندما أدى هجوم تقوده حماس على دولة الاحتلال إلى انتقام عسكري إسرائيلي هائل في غزة، رفضت مصر مرارا أي اقتراح بأنها تستقبل بعض سكان غزة الذين فروا من الهجمات الجوية والبرية إلى مناطق قريبة من الحدود في رفح. ويخشى المسؤولون المصريون من أن يشكل تدفق اللاجئين خطرا أمنيا، ويشك العديد من الفلسطينيين في أن دولة الاحتلال قد لا تسمح للأشخاص الذين يغادرون غزة بالعودة عندما تنتهي الحرب.

وفي الأسابيع الأخيرة، تكدس سكان غزة المهجرون في رفح، على الحدود مع مصر، ويكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في الخيام والملاجئ المؤقتة مع ندرة الوصول إلى الغذاء وغيره من الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها، كما يقول عمال الإغاثة. وقدر أحمد الصوفي وهو مسؤول من غزة في رفح أن هناك أكثر من 100,000 فلسطيني نازح في مخيمات يضغطون على الحدود.

وفي اجتماع عقدته مصر يوم الخميس، قال مارتن غريفيث، كبير مسؤولي المساعدات في الأمم المتحدة، إن “احتمال حدوث امتداد، وهو نوع من الكابوس المصري، هو أمر أمام أعيننا”.

ومثل دولة الاحتلال، أغلقت مصر حدودها مع غزة، وفي الأشهر الأخيرة أضافت تحصينات إلى منطقتها الحدودية.

بعد يوم من الهجوم الذي قادته حماس على دولة الاحتلال في 7 أكتوبر، قالت محافظة شمال سيناء – حيث يجري العمل الذي تم التقاطه في صور الأقمار الصناعية – في بيان إن المحافظ عقد اجتماعا طارئا مع كبار المسؤولين المحليين “لدراسة قدرات المدارس والوحدات السكنية والأراضي الفارغة التي يمكن استخدامها كمواقع إيواء إذا لزم الأمر”.

لكن نائب محافظ شمال سيناء، اللواء هشام الخولي، قال يوم الخميس إنه ليس على علم بأي بناء جديد. ولم يرد محافظ شمال سيناء، اللواء محمد شوشة، على مكالمات هاتفية تطلب التعليق.

وقال أحمد عزت، رئيس عمليات الطوارئ في الهلال الأحمر المصري، الذي ينسق أعمال المساعدات الإنسانية المتعلقة بغزة على الحدود، إنه لم يسمع بالمشروع.

 

رابط التقرير: هنا