تكميم الأفواه.. لماذا قامت شرطة الانقلاب بتوقيف صحفية مدى مصر سبب تغطيتها لصفقة رأس الحكمة ؟

- ‎فيأخبار

تدهورت حرية الإعلام والحقوق المدنية بشكل حاد في مصر على مدى العقد الماضي، وتصنف الآن على أنها ثالث أسوأ سجان للصحفيين في العالم، بحسب تقرير لـ”العربي الجديد”.

 

مع اقتراب اليوم العالمي لحرية الصحافة، واصلت مصر قمع الصحفيين بعد اعتقال مراسلة مدى مصر، رنا ممدوح، بسبب عملها الصحفي حول تأثير بيع رأس الحكمة إلى الإمارات العربية المتحدة.

 

ووفقا لموقع مدى مصر الإخباري المستقل، أُطلق سراح رنا وأمر بدفع 5000 جنيه مصري (حوالي 100 دولار أمريكي) ككفالة في وقت مبكر من يوم الاثنين، بعد ساعات من احتجازها وهي في طريقها إلى مدينة العلمين الجديدة على البحر الأبيض المتوسط.

 

وأضاف البيان أن رنا أُوقفت عند نقطة تفتيش وسئلت عن وجهتها عندما أظهرت للسلطات بطاقتها الصحفية وأخبرتهم أنها في طريقها إلى رأس الحكمة، وهو منتجع فاخر في مدينة العلمين المتوسطية.

 

وبعد ذلك، احتُجزت واقتيدت إلى أقرب مركز للشرطة بزعم إجراء مقابلات صحفية دون تصريح، ومع ذلك، فإن التهم الرسمية التي تواجه رنا لا تزال غير واضحة.

 

وعندما اتصلت بها “العربي الجديد”، قال رئيس نقابة الصحفيين خالد البلشي: إنه “كان يتابع قضيتها حتى تأكد من إطلاق سراحها”.

 

وأضاف “لا تزال التهم الموجهة إليها غير مؤكدة، لذلك لا يمكنني التعليق على الوضع في الوقت الحالي حتى يبلغني محاموها بالاتهامات التي تواجهها”.

 

ومع ذلك، قال مصدر أمني لـ”العربي الجديد” شريطة عدم الكشف عن هويته لعدم السماح له باطلاع وسائل الإعلام: إن “رنا كانت على وشك إجراء مقابلات مع القبائل البدوية التي كانت على وشك الإخلاء من الأراضي في رأس الحكمة”.

 

وفي الآونة الأخيرة، تصدرت رأس الحكمة الأخبار بعد أن دخلت حكومة السيسي في اتفاقية بقيمة 35 مليار دولار مع الإمارات العربية المتحدة لتطويرها في محاولة لتوليد العملات الأجنبية التي تشتد الحاجة إليها للبلاد التي تضررت بشدة من أزمة اقتصادية لا ترحم.

 

يعيش بدو رأس الحكمة على الأرض منذ عقود، لكن ليس لديهم حقوق ملكية، وبدلا من ذلك ، لديهم ملكية عرفية بدون وثائق قانونية. 

 

رسميا، كانت المنطقة مملوكة للجيش المصري، لكن في الشهر الماضي، أحالها مرسوم رئاسي إلى وكالة مدنية تابعة لوزارة الإسكان.

 

يمكن القول: إن “مدى مصر هو أحد الأصوات الحرة القليلة المتبقية في مصر على مدى العقد الماضي، مما دفع السلطات إلى استهداف موظفيها، ومن المعروف أن المنفذ الإعلامي ينشر تقارير استقصائية تكشف عن مخالفات مزعومة للدولة”.

 

وجاء اعتقال رنا ممدوح يوم الأحد بعد أقل من شهر من الإفراج بكفالة عن رئيسة تحرير مدى مصر، لينا عطا الله، على ذمة التحقيقات في تهمتي نشر أخبار كاذبة و إدارة موقع إلكتروني دون ترخيص”.

 

وجاءت القضية المرفوعة ضد عطا الله، وهي صحفية حائزة على جوائز، بعد أن نشر مدى مصر تقريرا استقصائيا حول الدور غير القانوني المزعوم لرجل أعمال قوي في إجلاء الفلسطينيين المنكوبين من غزة إلى شمال سيناء.

 

ومن بين التقارير المهمة الأخرى التي أدارها مدى مصر في السنوات الأخيرة، تقرير عن نجل السيسي، ضابط المخابرات البارز محمود السيسي، ومنذ ذلك الحين، يعتقد أن الخلاف بين السلطات ومدى مصر قد تصاعد.

 

على مدى العقد الماضي الذي شهد حكم عبد الفتاح السيسي، تدهورت حرية الإعلام والحقوق المدنية بشكل حاد في مصر، البلد الذي يصنف على أنه ثالث أسوأ سجان للصحفيين في العالم.

 

ويقبع حاليا 21 صحفيا خلف القضبان، إما يقضون عقوبة أو في الحبس الاحتياطي، بتهم تتعلق بعملهم، وفقا للجنة الحريات في النقابة.

 

كما تم حجب حوالي 600 موقع إخباري محلي ودولي، بما في ذلك العربي الجديد، الشركة الشقيقة الناطقة باللغة العربية في مصر.

 

رابط التقرير: هنا