بدء سيناريو المظاهرات .. المعارضة تدفع أردوغان لانتخابات رئاسية مبكرة بعد خسارة البلديات؟!

- ‎فيعربي ودولي

ربط مراقبون بين مظاهرات بدأت فعليا في مناطق شرق تركيا (الأكراد) وبين سيناريو تدور رحاه الآن لخلخلة مكاسب حزب العدالة والتنمية التركي في الرئاسية والبرلمانية بعد أن خسر الكثير من البلديات في الانتخابات المحلية الأخيرة أمام حزب الشعب الجمهوري.

واشار مراقبون إلى أن المعارضة بعد انتصارها الكبير في الانتخابات المحلية ستدفع من خلال المظاهرات والاحتجاجات في الفترة القادمة للضغط على أردوغان حتى يعلن عن انتخابات رئاسية و نيابية مبكرة وسط ضغط مساو من الجانب الاقتصادي الذي سيكون دافعا كما في المحلية إلى خسارة جديدة.

 

ووفقاً للبيانات الأولية الصادرة عن مراكز الاقتراع، فإن حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض يهزم حزب العدالة والتنمية الحاكم للمرة الأولى منذ 20 عاماً، كما احتفظ رؤساء بلديات المدن الكبرى المعارضة – أنقرة واسطنبول وإزمير – بمناصبهم، وبحسب خبراء أتراك فإن سبب فشل الفريق الحاكم هو الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد.

 

وقال آخرون إن سيطرة العدالة والتنمية على البرلمان يعني أنه لن تكون هناك انتخابات رئاسية مبكرة والعدالة والتنمية لن يسقط.

 

ورأى مجدي عُقبة @MAGDIOQBAH1459، “بعد سقوط حزب الرئيس أردوغان في الانتخابات البلدية التركية … تركيا مقبلة ع أزمة عميقة ربما لن تخرج منها إلا بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة . المرحلة القادمة مرحلة إمام اغلو

 

https://twitter.com/MAGDIOQBAH1459/status/1774589401936416897

 

وأضاف الأكاديمي د. أوار هشام @hishamawar1، “صحيح أنّ الإنتخابات المحلية ليس بإمكانها قلب المشهد السياسي العام في #تركيا لكنّها سترخي بظلالها عليه وستؤسّس لحقبةٍ جديدة من مراحل الصراع السياسي الداخلي قد تدفع باتجاه إنتخاباتٍ رئاسيّة مبكرة خاصّة مع التحوّل الكبير في موازين القوى الشعبيّة.”.

 

https://twitter.com/hishamawar1/status/1774730596431904920

رفض إدارة أردوغان

وقال مستشار الرئيس التركي: ” الإدارة الرئاسية التركية رفضت الدعوات لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وولاية أردوغان تستمر حتى 2028″.

وجاء رفض إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدعوات لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في البلاد بعد فوز حزب المعارضة على الحزب الحاكم لأول مرة في انتخابات الحكومات المحلية، وأكد مستشار الرئيس التركي محمد أوكوم، أن فترة ولاية الرئيس الحالي ستستمر حتى عام 2028، وسيقود الرئيس أردوغان، بقيادته، تركيا إلى مرحلة جديدة، إلى دولة مستقلة وقوية”.

 

وأضاف أوكوم أن الذين يعولون على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية عامة مبكرة على أساس الأداء التصويتي للأحزاب في المجالس المحلية “يجب ألا يحاولوا عبثا”.

 

وتابع: “لن يتمكن النظام الرئاسي أبداً من تقديم مطالب انتخابية للحكومة والجمعية الوطنية التركية بناءً على نتائج الانتخابات المحلية، حتى في النظام البرلماني، يتم البت في مسألة تأثير الانتخابات المحلية على الانتخابات العامة في حالات الطوارئ القصوى، إن الاعتقاد بوجود مثل هذا النفوذ في النظام الرئاسي ليس أكثر من خيال فارغ”.

 

احتجاجات المعارضة

واجتاحت موجة من أعمال الشغب عدة مدن تركية، واحتج متظاهرون عنيفون من إزمير في الغرب إلى هكاري في الشرق على قرار وزارة العدل استبعاد مرشح مؤيد للأكراد في مدينة فان من الانتخابات التي جرت في البلاد في 31 مارس، نحن نتحدث عن عبد الله زيدان الذي ترشح لمنصب رئيس البلدية.

وهاجم أنصار زيدان مكتب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، زيدين كايا، في ولاية هكاري، وكذلك على خلفية اشتباكاتهم مع قوات الأمن، تم إحضار قوات الدرك إلى المدينة لضمان القانون والنظام في الشوارع، وكانت خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع عاجزة عن الإقناع في مواجهة الجماهير الغاضبة، وكان على السلطات أن تعارض قنابل المولوتوف، بما في ذلك ناقلات الجنود المدرعة.

وأعلن وزير الداخلية التركي علي يرليكايا، اعتقال 89 شخصاً في مناطق فان وهكاري وسيرت وباتمان وشرناق وإزمير. ووفقاً له، فإن أسباب الاعتقالات كانت المظاهرات غير المرخصة، والاعتداء على قوات الأمن بالحجارة، ولكن قبل كل شيء كانت المشكلة مختلفة، وأشار الوزير إلى أن مثيري الشغب سمحوا لأنفسهم بترديد شعارات تشيد بالمنظمة الإرهابية الانفصالية.

 

تحليل مراقب

ومن جانبه قال الصحفي قطب العربي في تحليل نشره موقع “الجزيرة نت” بعنوان، “نتائج البلديات التركية..هل تمهد لانتخابات رئاسية مبكرة؟” وأعاد نشره على حسابه @kotbelaraby: “في البحث عن أسباب الهزيمة الأخيرة ظهرت بعض أصوات من داخل العدالة والتنمية تحمل اللاجئين المسئولية، وهي نفس الشماعة التي كانت تستخدمها المعارضة من قبل لتبرير خسائرها، والحقيقة أن قضية المهاجرين لم تكن هي القضية الأولى ولا الثانية على أجندة الانتخابات الأخيرة، كما أن الحزب فاز بولايات مكتظة بالمهاجرين مثل غازي عنتاب، في حين لم يحصل حزب الظفر الأشرس في مواجهة المهاجرين على أي بلدية، وتراجع حزب الجيد إلى أدنى مستوى له، وهذا يفرض على قادة الحزب البحث عن الأسباب الحقيقية للهزيمة كما طلب الرئيس أردوغان حتى يتمكنوا من علاج القصور قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة”.

 

واعتبر أنه “من حسن حظ الحزب أن الهزيمة الكبرى جاءت في المحليات، والتي هي رغم أهميتها وسلطاتها التي تختلف عن نظيراتها في دولنا العربية إلا أنها أقل تأثيرا من البرلمان والرئاسة، وإذا كان البعض يرى أن نتيجة الانتخابات البلدية ستغري المعارضة بالمطالبة بانتخابات مبكرة فإن تحقيق ذلك سيظل احتمالا ضعيفا حتى لو علت المناداة به، ذلك أن تحالف الجمهور الذي يقوده حزب العدالة لا يزال يتمتع بأغلبية مريحة في البرلمان الذي سيكون مسرح تلك الدعوات، ولن يكتب لهذا الاحتمال النجاح إلا إذا تمكنت المعارضة من تفكيك تحالف الجمهور، وهو أمر بالغ الصعوبة في الأمد المنظور”.


نتنائج البلديات

وفي وقت سابق، اعترف أردوغان، عقب نتائج الانتخابات الإقليمية، بأن حزب العدالة والتنمية الحاكم لم يتمكن من تحقيق النتائج المرجوة في الانتخابات البلدية الأخيرة، كما وعد الرئيس التركي باستخلاص الخلاصات السياسية اللازمة من خسارة حزبه.

من جانبه، أعلن عمدة أنقرة المعارض منصور يافاش فوزه في الانتخابات البلدية في تركيا. وبعد معالجة أكثر من 90.74% من بطاقات الاقتراع في إسطنبول، يتقدم أكرم إمام أوغلو بنسبة 50.89%، وفي إزمير – جميل توغاي بنسبة 48.70%، وفي أنطاليا – محيطين بوتشيك بنسبة 48.63%. وهكذا يتصدر حزب الشعب الجمهوري أكبر مدن البلاد.

 

وللمرة الأولى منذ 20 عاما، تفوق حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض على حزب العدالة والتنمية الحاكم بعد فرز ما يقرب من 90% من الأصوات، وفقاً للبيانات التي نشرتها قناة تي آر تي خبر التلفزيونية الحكومية، وبالإضافة إلى إسطنبول وأنقرة وأنطاليا التي تحكمها منذ عام 2019، أصبحت مدن جديدة مثل المركزين الصناعيين في بورصة وتكيرداغ، تحت سيطرة المعارضة أيضاً.

وانتخب مواطنو الجمهورية رؤساء بلديات المدن ورؤساء البلديات والسلطات المحلية الأخرى، وبحسب لجنة الانتخابات المركزية، شارك 61.4 مليون ناخب في التصويت.