بالأرقام..خسائر الشركات العالمية الداعمة لإسرائيل بسبب حملات المقاطعة نجاح شعبي كبير

- ‎فيتقارير

 

يأتي إعلان شركات عالمية خسائرها الفادحة واضطرار سلاسل محلات كنتاكي لإغلاق عدد كبير من الفروع وترجع أسهم ستربكس بالبورصات، ليؤكد إلى حد كبير، نجاح حملات المقاطعة للشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، وكدليل على بقية حياة لدى شعوب العالم، ضد الصلف الصهيوني، وكتعبير رافض للعدوان على الشعب الفلسطيني الأعزل.

 

وانتشرت منذ بدء الحرب العديد من القوائم التي تضم الشركات الداعمة للاحتلال لمقاطعتها.

وقد أحدثت المقاطعة الاقتصادية لتلك الشركات  طوال سبعة أشهر، خسائر فادحة  لتلك الشركات، علاوة على تحقيق مكاسب في فضح الجرائم الإسرائيلية وترويج عدالة القضية الفلسطينية من جهة أخرى، انسجاب شركات عالمية من السوق الإسرائيلية.

 

تأتي إنجازات المقاطعة الحديثة لاستكمال النجاح في إنهاء دعم وتواطؤ شركات عالمية بارزة مع الاحتلال، مثل شركة الأمن الخاصة “جي 4 إس – G4S” التي قررت بيع جميع أعمالها المتبقية في الأراضي المحتلة، وشركة “فيولا – Veolia” الفرنسية التي أصبحت أول شركة عالمية تنسحب بشكل كامل من السوق الإسرائيلية بعد خسارة عقود عمل تقدر بأكثر من 20 مليار دولار، بحسب ما أفادت به حركة مقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS).

 

وانسحبت شركة الاتصالات الفرنسية “أورانج – Orange” من السوق الإسرائيلية بعد حملات ضدها في فرنسا ومصر، وشركة “إتش بي – HP” العالمية، التي فسخت عقدها مع سلطة الاحتلال لتوفير خوادم لحوسبة قاعدة بيانات السكان الإسرائيليين.

 

ماكدونالدز

 

وفشلت شركة ماكدونالدز الأمريكية في تحقيق هدف مبيعاتها، وتراجعت بسبب مقاطعة العملاء للشركة الداعمة للاحتلال خلال الحرب على قطاع غزة.

 

وأعلنت الشركة نتيجة ذلك عن أول خسارة فعلية في المبيعات منذ ما يقرب من أربع سنوات، واعترف رئيسها في السابق بتأثير الحرب في غزة على المبيعات، وألقى باللوم على المعلومات المضللة.

 

وبدأت حملة المقاطعة على خلفية دعم فرع “ماكدونالدز إسرائيل” للجيش الإسرائيلي وحربه في غزة من خلال تقديمه وجبات مجانية للجنود، ما دفعها إلى نشر بيان تؤكد فيه بشكل قاطع، أنها لا تمول أو تدعم أي طرف من أطراف الصراع”ونشرته على صفحاتها الرسمية وعلى على صفحات الفروع في كل من السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان.

 

ونتيجة الحملة العالمية فقد قدمت شركة “ليونهورن بي تي إي المحدودة” السعودية، المالكة لفرع ماكدونالدز في ماليزيا وصاحبة الامتياز، دعوى قضائية بهدف الترهيب ضد مجموعة المقاطعة في ماليزيا (BDS Malaysia)، واتهمت المجموعة بالتشهير، مطالبة بتعويضات تفوق المليون دولار.

 

ومع استمرار الضغط الشعبي، فقد اضطرت ماكدونالدزالأمريكية في  مارس 2024، إلى إسقاط الدعوى في ماليزيا، فيما أعلن المدير المالي للشركة أنها فشلت في تحقيق مبيعاتها المستهدفة لأول مرة منذ سنوات، مضيفا أن المبيعات الدولية ستنخفض تباعا في الربع الحالي، ما أدى إلى انخفاض أسهم الشركة 2% في التعاملات المبكرة.

 

نتيحة هذا الضغط أيضا، أعلنت ماكدونالدز أنها ستعيد شراء جميع مطاعمها في الأراضي المحتلة بعد تراجع المبيعات في المنطقة إثر المقاطعة، بينما تستخدم سلسلة المطاعم الشهيرة نظام الامتياز التجاري، الذي يمنح الترخيص للمشغلين الفرديين لتشغيل منافذ البيع وتشغيل الموظفين.

 

وتدير شركة “ألونيال” جميع مطاعم ماكدونالدز في إسرائيل لأكثر من 30 عاما، وشملت عملية الشراء جميع منافذ البيع الـ 225، مع الاحتفاظ بجميع موظفيها البالغ عددهم 5000، بالإضافة إلى مطاعمها وعملياتها في إسرائيل بشروط متساوية.

 

شركة بوما

 

كما أعلنت شركة بوما الألمانية في  ديسمبر الماضي، أنها لن تجدد عقدها مع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم الذي ينتهي بنهاية عام 2024، وهو ما أكدت حركة المقاطعة أنه يمثل رضوخا لضغوطها وللحملة العالمية ضدها، رغم أن الشركة قالت في بيان مقتضب: إنه “قرار اتخذته قبل أحداث السابع من أكتوبر، وأنها ستنهي في 2024 عقود بعض الاتحادات الوطنية مثل إسرائيل وصربيا”.

 

وبدأت الحملة ضد “بوما” في 2018، وتمثلت في الضغط عليها لإنهاء التعاقد مع إسرائيل، ثم تطورت لتشمل المقاطعة الاقتصادية للشركة والعمل ضدها، وذلك بعدما تم الإعلان أن شركة “أديداس – Adidas” لم تعد الراعي لاتحاد كرة القدم الإسرائيلي، وعقب حملة واسعة أيضا حتى تتخلى عن عقد الرعاية.

 

وجاءت شركة بوما لتكون الراعي الرسمي للمنتخب الإسرائيلي في عقد مدته أربع سنوات كان من المفترض أن ينتهي في يونيو 2022، إلا أنه تم تجديده دون الإعلان عن تفاصيل العقد الجديد، الذي جاء حاليا ليتم إنهاؤه بعد أقل من عامين فقط.

 

وخلال سنوات الحملة، انضم أكثر من 100 ألف شخص إلى حملة #BoycottPuma العالمية حتى يوليو 2022، مشيرة إلى تسببها في خسارة الشركة للملايين من الدولارات على هيئة عقود رياضية مهمة، بحسب بيانات حركة المقاطعة.

 

وانضمت في 2019 أكثر من 50 مدينة حول العالم إلى أيام العمل العالمي ضد شركة “بوما”، إذ تصدر وسم #BoycottPUMA منصات التواصل الاجتماعي مع أكثر من 7 ملايين ظهور، و16 مليون انطباع.

 

وأعلن 14 فريقا إيطاليا من فرق الرجبي للهواة من الرجال والنساء دعمهم لحملة مقاطعة بوما، بينما دعا لاعب كرة القدم السابق في برشلونة “أوليغير بريساس” الشركة لإنهاء دعمها للاحتلال الإسرائيلي.

 

ثم أعلن كل من نادي كرة القدم الفرنسي “مينيلمونتان”، ونادي قطر الرياضي، ونادي “كلابتون سي إف سي”، وإيه إف سي ويمبلدون الإنجليزيين وغيرها، عدم تجديد التعاقد مع “بوما”، بينما تعهد البعض الآخر بالمقاطعة حتى إنهاء “بوما” لدعمها الاحتلال الإسرائيلي.

 

كارفور 

 

بدأت حملة مقاطعة وسحب الاستثمارات من سلسلة متاجر “كارفور” العالمية، نهاية عام 2022، مع إعلانها عن اتفاق تبدأ بموجبه بالعمل في الأراضي المحتلة والمستوطنات، بما يتضمن اتفاقية امتياز جديدة في إسرائيل مع شركة “إليكترا كونسيومر برودكتز” وشركتها الفرعية “ينوت بيتان”.

 

وكشف تقرير وقعته 7 منظمات مجتمع مدني بارزة في نوفمبر 2022، عن تواطؤ مجموعة كارفور في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، كما أن شركة “إليكترا كونسيومر برودكت” و”الشركة الشقيقة إليكترا غروب” مملوكتان لشركة Elco Ldt الدولية ومقرها إسرائيل، وهي المدرجة في قاعدة بيانات الأمم المتحدة للشركات المشاركة في مشروع الاستيطان الإسرائيلي غير القانوني.

 

وعقب الكشف عن تفاصيل الشراكة بين الشركة الفرنسية والاحتلال، انضمت العديد من الجهات وأفرع حركة المقاطعة للحملة ضد كارفور، ومنها حركة المقاطعة في مصر وحركة المقاطعة في الأردن، والعديد من الجهات داخل فرنسا نفسها، كما أنه انتشر وسم BoycottCarrefour# في عدة مناسبات خلال تنظيم عواصف للتغريد عليه.

 

وخلال الحرب الإسرائيلية الحالية، أعلنت شركة “بن العميد” الأردنية عن إغلاق جميع فروعها في كارفور، التي أغلقت بدورها أربعة فروع لها في الأردن، بسبب تنامي حملة المقاطعة ضدها.

 

ومع توسع حركة المقاطعة بالأردن ، قامت “كارفور – الأردن” بإغلاق 4 فروع هي فروع: بنيات، سحاب، طبربور، عرجان، نتيجة المقاطعة الشعبية الواسعة.

 

ستاربكس

 

سجلت سلسلة المقاهي الأمريكية الشهيرة إيرادات وأرباحا ونموا أقل من المتوقع في مبيعاتها، وظهر تراجع في تكرار زيارات العملاء وحجم الطلبات، بحسب ما أفاد موقع “ياهو فاينناس”.

 

وتصاعدت الحملات التي تدعو لمقاطعة “ستاربكس” في العالم العربي، بعد أن رفعت السلسلة دعوى قضائية ضد نقابة العاملين بها، بتهمة مناصرتهم لفلسطين، وهي التي أعلنت وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، وذلك وفقا لمبادئ النقابة الداعمة للحقوق والحريات.

 

ويعد هذا هو أول انخفاض ربع سنوي في مبيعات ستاربكس منذ عام 2020، عندما أدت عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا إلى زعزعة الصناعة، بينما انخفضت إيرادات الربع الثاني بنسبة 2 %، على أساس سنوي إلى 8.6 مليار دولار، وانخفضت ربحية السهم المعدلة بنسبة 8 بالمئة إلى 0.68 دولار.

 

ولا تعد الحملة الحالية الأولى من نوعها ضد ستاربكس، وخلال عام 2014 خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، خرجت  دعوات على منصات التواصل الاجتماعي للمقاطعة بسبب دعمها لإسرائيل.

  

كما أغلقت سلسلة مطاعم كنتاكي مئات الأفرع بالعديد من الدول الأوروبية والعربية، بعد تفاقم حملات المقاطعة لها.

 

ومع توسع ححملات المقاطعة الشعبية للعلامات التجارية الداعمة لإسرائيل، تراجعت أغلب البورصات في العديد من الدول كالخليج ومصر والأردن ودول أوروبية عدة.

 

وتمثل المقاطعة أضعف الإيمان ، لدور الشعوب، وفي الوقت ذاته تمثل رسالة شديدة الوضوح للصهاينة والدول الداعمة لها.