وبدأت مجزرة رفح لإنقاذ نتانياهو من الهزيمة السياسية

- ‎فيعربي ودولي

 

في محاولة من نتانياهو  للهروب من مصيره المحتوم، بالسجن والعزل، لفشله في حر ب غزة ، بعد عدم قدرته على تحرير الرهائن بالقوة كما تعهد منذ أكتوبر الماضي، وعدم قدرته على القضاء على حركات المقاومة الفلسطينية، التي ما زالت تقف على أرض المعركة وتوجه لإسرائيل الضربات، ذهب نيتانياهو للأمام ببدء عمليات قصف جوي على مناطق برفح، تمهيدا لاجتياح بري محتمل، للضغط على حماس وفصائل المقاومة، لخفض سقف طموحاتها، بعد ساعات قليلة من رد حماس الإيجابي على مقترح التتهدئة، الذي قدمته كلا من مصر وقطر وأمريكا، لتهدئة وصفقة تبادل أسرى.

تصعيد عسكري صهيوني

 

ميدانيا، تواصلت غارات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، على المناطق الشرقية لمدينة رفح، وسط قصف مدفعي عشوائي، استهدف عددا من المنازل، وأسفر عن شهداء وإصابات، لم تستطع الطواقم الطبية الوصول إليها بسبب كثافة قصف الاحتلال.

 

فيما قدرت قناة الجزيرة وقوع 6 مجازر ، منذ مساء الاثنين، واستشهاد نحو 52  فلسطينيا، وسيطرة قوات إسرائيلية على الطرقات الموصلة لمعبر رفح من الجانب الفلسطيني.

 

وذكرت مصادر محلية أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين المقاومة وقوات الاحتلال خلال تقدم للآليات العسكرية في المنطقة القريبة من معبر رفح.

 

ونقلت قناة “القاهرة الإخبارية”، أن تبادل إطلاق النار بين عناصر حركة حماس وجيش الاحتلال وقع بالقرب من بوابة المعبر من الجانب الفلسطيني.

 

وأفادت قناة الأقصى الفضائية، أن آليات إسرائيلية تطلق النار بكثافة في محيط الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري، مؤكدة أن الاستهدافات الإسرائيلية طالت مباني في المعبر.

 

وكثفت القوات الإسرائيلية، مساء الاثنين، من قصفها المدفعي والجوي لمناطق شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في ظل رصد لحركة آليات عسكرية إسرائيلية عند السياج الحدودي الفاصل شرقي المدينة.

 

وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل مكثف قنابل إنارة في سماء مدينة رفح، خاصة المناطق الشرقية، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء المنطقة.

 

وتأتي هذه التطورات بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، صباح الاثنين، بدء عملية عسكرية في رفح، والمباشرة في إجلاء السكان الفلسطينيين “قسرا” من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح إلى منطقة المواصي جنوب غرب قطاع غزة.

 

وتضم المنطقة التي وجه الجيش الإسرائيلي بإخلائها معبر رفح على الحدود مع مصر، وهو المنفذ الرئيس لمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة، والوحيد الذي يُستخدم لنقل مصابين بجروح خطيرة لتلقي العلاج بالخارج؛ نظرا لشح الإمكانيات الطبية بمستشفيات القطاع جراء الحرب وقيود إسرائيلية.

 

وفي سياق متصل، نفذت طائرات الاحتلال غارة جوية استهدف منزلا يقع في حي تل السلطان غرب مدينة رفح، أسفر عن استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة 10 آخرين.

 

من جانبه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي: إنه “شن هجوما مباغتا على أهداف لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في منطقة شرق رفح”.

 

وأصدر مكتب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بيانا قال فيه: إن “مجلس الوزراء الحربي قرر بالإجماع أن تواصل إسرائيل عمليتها في رفح؛ من أجل ممارسة ضغط عسكري على حماس، للمضي قدما في إطلاق سراح مختطفينا وأهداف الحرب الأخرى”.

 

 

وحذرت الأمم المتحدة من عواقب عدوان بري إسرائيلي محتمل على رفح، مبينة أن عددا كبيرا سوف يتم تهجيرهم وأن المنظمة لن تشارك في التهجير القسري بأي شكل من الأشكال.

 

جاء ذلك على لسان متحدث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الاثنين، خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده في نيويورك.

 

وتطرق دوجاريك إلى أن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) حذر من العواقب الكارثية للهجوم البري على رفح، وذكر أن أمر الإخلاء الذي أصدره الجيش الإسرائيلي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الحالي.

 

وفي إشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي وجه المدنيين إلى منطقة المواصي جنوب غرب قطاع غزة، قال دوجاريك: “إن هذا المكان كان مزدحما بالأصل وليس آمنا”.

وحذر دوجاريك قائلا: “من المستحيل تنفيذ عملية إجلاء جماعية بهذا الحجم بشكل آمن”.

 

وأكد أن الأمم المتحدة لن تتدخل في النزوح القسري بأي شكل من الأشكال، وأنها لم تتخذ في هذا الإطار أي تدابير بشأن المنطقة الآمنة.

 

كما حذر من أن الهجوم المحتمل على رفح سيؤدي إلى انهيار عمليات الإغاثة الهشة بالفعل، وذكر أن الأمم المتحدة لم تغادر رفح ولكنها لا تستطيع تقديم أي مساعدات اليوم.

كما حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني من أن الهجوم البري الإسرائيلي المحتمل على رفح سيفتح صفحة جديدة من المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة.

 

وفي بيان له على منصة “إكس”، الاثنين، أشار لازاريني إلى أن الهجوم البري المحتمل على رفح سيجعل من العسير إيقاف انتشار المجاعة في المنطقة.

 

وأكد أن الأونروا ستظل في رفح قدر الإمكان وستواصل تقديم المساعدة.

 

وتأتي هذه التطورات بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، الاثنين، بدء عملية عسكرية في رفح والمباشرة في إجلاء السكان الفلسطينيين “قسرا” من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح إلى منطقة المواصي جنوب غرب قطاع غزة.

 

وصباح الاثنين طالب الجيش الإسرائيلي بإخلاء بعض الأحياء في شرقي رفح حيث لجأ الفلسطينيون النازحون.

 

ويوجد في رفح قرب الحدود مع مصر نحو 1.4 مليون نازح، وتزعم إسرائيل أنها “المعقل الأخير لحركة حماس”.

وسبق أن دعت دول عدة على رأسها الولايات المتحدة ومصر التي تقود الوساطة بين تل أبيب وحركة حماس بالتعاون مع قطر إلى تجنب أي هجوم على رفح المكتظة بالنازحين، إلا أن إسرائيل تصر على العملية بذريعة أن رفح آخر معاقل حركة حماس.

 

 

 

وأمس، أبلغت حركة حماس لوسطاء رسميا، بردها على مقترح الهدنة ، والمتضمن 3 مراحل لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق نار وصفقة تبادل، مدة كل مرحلة 42 يوما، تنتهي بوقف مستدام للأعمال القتالية.

 

وكشفت وسائل إعلام مصرية، أن الاتفاق بين حركة حماس والاحتلال، سوف ينفذ على 3 مراحل، ويتضمن اتفاقا لتبادل الأسرى والمحتجزين وهدنة إنسانية، مؤكدا أن الوفد المصري الذي يقود المفاوضات تلقى ردودا إيجابية من الطرفين.

ولاقى قرار حماس قبول التهدئة ارتياحا دوليا وترحيبا واسعا.

إلا أن اتجاه نتانياهو لتنفيذ عمليات عسكرية مكثفة في رفح، يبدو مستغربا، وهو ما يفسره مراقبون استجابة لضغوط اليمين الصهيوني المتطرف، الذي يرى أن أي تهدئة قبل فك أسر الرهائن الإسرائيليين هزيمة لإسرائيل، ومن ثم يحاول نتانياهو الظهور بمظهر من  يحقق انتصارا ولو  وهميا، عبر مزيد من الدماء فقط.