فتش عن الانتخابات الأمريكية .. ماذا وراء تعليق “بايدن ” صفقة تصدير القنابل للصهاينة ؟

- ‎فيتقارير

 

 

يعد أول قرار من نوعه منذ بداية الحرب على غزة، علقت إدارة بايدن صفقة تصدير قنابل أمريكية للكيان الصهيونى ، الأمر الذي أثار تساؤلات حول احتمالات تغير مواقف بايدن من الحرب، وإلى أي مدى يمكن أن يؤدي قرار تعليق صفقة القنابل الأمريكية لإسرائيل على خطط الأخيرة لمهاجمة رفح، وهل يتبع ذلك قرارات أخرى بتعليق صادرات الأسلحة الأمريكية لدولة الاحتلال.

واعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس 9 مايو 2024، بأن القنابل الأمريكية التي أرسلتها بلاده إلى الاحتلال الإسرائيلي استخدمت لقتل المدنيين الفلسطينيين، مهدداً علناً لأول مرة بوقف أسلحة معينة إذا شنّت إسرائيل هجوماً على مدينة رفح التي هددت بتنفيذه منذ فترة طويلة.

 

والثلاثاء 7 مايو ، قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أوقفت شحنة تتضمن 3500 قنبلة ذات زنة كبيرة إلى إسرائيل الأسبوع الماضي اعتراضاً على تحركات واضحة من جانب الإسرائيليين لاجتياح مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، كما تنظر الإدارة الأمريكية في تأخير شحنات أخرى تتضمن أسلحة ذكية.

 

 

وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أول مسؤول يؤكد علناً أن الولايات المتحدة أوقفت شحنة ذخيرة، وأن عملية إسرائيلية كبيرة في رفح يمكن أن تغير الحسابات الأمريكية بشأن المساعدة الأمنية لإسرائيل، لكنه أضاف أنه لم يتم اتخاذ “قرار نهائي بعد”.

 

ورداً على سؤال حول الخبر في جلسة استماع بمجلس الشيوخ أمس الأربعاء، قال أوستن: “إننا نراجع حالياً بعض شحنات المساعدة الأمنية على المدى القريب في سياق الأحداث الجارية في رفح”، مشدداً على أن التمويل الإضافي الذي أقره الكونغرس في أبريل/نيسان لإسرائيل وأوكرانيا، ليس في خطر، والذي تبلغ قيمته 95 مليار دولار، لأن الصفقة المعلقة ليست جزءاً منه.

وقال: “لقد كنا واضحين للغاية، منذ البداية، أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تشن هجوماً كبيراً ضد رفح دون حماية هؤلاء المدنيين هناك، وقمنا بتقييم الوضع، وأوقفنا شحنة واحدة من الذخائر ذات الزنة العالية”.

 

ولكن أوستن شدد على أن التحالف الأمريكي الإسرائيلي “صارم”.

 

وانتقد الجمهوريون في الكونغرس القرار، وقال السيناتور ميتش ماكونيل زعيم الحزب في مجلس الشيوخ، إنه اتصل بجيك سوليفان، مستشار الرئيس للأمن القومي، صباح الأربعاء “للتعبير عن القلق للإدارة من أن تأخير شحن الأسلحة إلى إسرائيل، كما أرسل هو ورئيس مجلس النواب مايك جونسون في وقت لاحق رسالة إلى بايدن احتجاجاً على القرار.

 

في المقابل، قال الديمقراطيون وخاصة التقدميين الذين يضغطون على بايدن للحد من الأسلحة أو قطعها للحد من الحرب الإسرائيلية، إن الإجراء الذي اتخذه الرئيس طال انتظاره، وما زال غير كافٍ بعد مقتل أكثر من 34 ألف شخص في غزة، بما في ذلك المقاتلون والمدنيون.

 

لماذا اتخذ بايدن هذا القرار غير المسبوق؟

يعد قرار الوقف المؤقت لـ”صفقة القنابل الأمريكية لإسرائيل”، والنظر في تأخير الشحنات الأخرى، تحولاً كبيراً في سياسة إدارة بايدن تجاه دولة الاحتلال، وأول حالة معروفة لحرمان الولايات المتحدة من المساعدة العسكرية لحليفتها الوثيقة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، حسب المحللين الأمريكيين.

 

وتعرضت إدارة بايدن لانتقادات بسبب سياستها في تسليح إسرائيل، والتي يقول المنتقدون إنها تنتهك القوانين الأمريكية التي تحظر المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة للدول المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان.

 

ويأتي قرار تعليق صفقة القنابل الأمريكية لإسرائيل في وقت كان يتعين على وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بحلول أمس الأربعاء أن يبلغ الكونغرس ما إذا كان يقبل التأكيدات الإسرائيلية بأنها لن تقوم بانتهاك القانون الدولي أثناء استخدام الأسلحة الأمريكية، حسب ما ورد في تقرير لصحيفة haaretz الإسرائيلية.

 

ويحاول بايدن تجنب هجوم واسع النطاق من قبل الإسرائيليين على رفح، حيث لجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين هرباً من القتال في أماكن أخرى في غزة، ويأمل أن يؤدي قرار حجب تسليم 3500 قنبلة إلى دفع إسرائيل إلى تغيير مسارها في حربها في غزة، حسب ما ورد في تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية.

وأمر الجيش الإسرائيلي يوم الإثنين عشرات الآلاف من المدنيين بالبدء في إخلاء الأجزاء الشرقية من مدينة رفح قبل ما وصفها بعملية “محدودة” للقضاء على مقاتلي حماس وتفكيك البنية التحتية.

 

وعلى الرغم من المعارضة الأمريكية الصريحة، يبدو أن إسرائيل مصرة على اجتياح واسع النطاق لرفح، المكتظة بالسكان، بينما يحذر مسؤولون أمريكيون من أن أي عملية في المدينة -حيث تضخم عدد السكان باللاجئين من أجزاء أخرى من غزة- يمكن أن تؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، حسب الصحيفة الأمريكية.

 

الرسائل الناعمة 

وقبل قرار تعليق صفقة القنابل الأمريكية لإسرائيل، لم تؤثر رسائل بايدن الناعمة لنتنياهو عبر المكالمات الهاتفية أو المبعوثين أو التصريحات العامة أو اجتماعات اللجنة المشتركة.

 

وهكذا، بسبب شعوره بالإحباط بسبب التجاهل، اختار الرئيس بايدن طريقة أكثر دراماتيكية لتوضيح موقفه للمسؤولين الإسرائيليين، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، التي تقول: “المقصود من قرار السيد بايدن بإيقاف تسليم 3500 قنبلة إلى إسرائيل مؤقتاً إرسال إشارة قوية مفادها أن صبره له حدود. ولذا اختار بايدن للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب استخدام سلطته باعتباره المورد الرئيسي للأسلحة لإسرائيل لإظهار استيائه”.

 

ويمثل القرار نقطة تحول مهمة في العلاقة التي دامت 76 عاماً بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي كانت تاريخياً واحدة من أوثق الشراكات الأمنية في العالم. لكنها قد لا تكون بالضرورة نقطة الانهيار، حسب وصف الصحيفة الأمريكية التي تقول إنه “لا تزال إدارة بايدن تسمح بإرسال أسلحة أخرى إلى إسرائيل”.

 

وقال مسؤول أمريكي اشترط عدم الكشف عن هويته إن القرار الأمريكي اتخذ بسبب الخوف من “الاستخدام النهائي للقنابل التي تزن ألفي رطل (907 كيلوغرامات)، والأثر الذي قد تسببه في مناطق حضرية كثيفة السكان كما رأينا في أجزاء أخرى من غزة”، حسب وكالة رويترز.

 

فتش عن الانتخابات الأمريكية

وقال كليف كوبشان، رئيس مجموعة أوراسيا، الذي عاد لتوه من رحلة إلى الشرق الأوسط، القرار نقطة مؤثرة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث تبدأ في وضع الأمن الإسرائيلي على المحك. ولم يكن أمام بايدن أي خيار. إن الحرب تشكل عائقاً لحملته الانتخابية، ولوحدة الحزب الديمقراطي، ولمكانة الولايات المتحدة في العالم”

 

ووفقاً لاستطلاع أجرته رويترز/إبسوس ونشر في أواخر فبراير قال 56% من المشاركين الذين عرفوا أنفسهم على أنهم ديمقراطيون إنهم أقل احتمالاً للتصويت لمرشح يدعم المساعدات العسكرية لإسرائيل، مقارنة مع 40% قالوا إنهم من المرجح أن يصوتوا لصالح مرشح يدعم المساعدات العسكرية لإسرائيل.

 

واتفق معه بواز بيسموث العضو البارز في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في إسرائيل لـ”بي بي سي” أمس الأربعاء إنه يعتقد أن الاعتبارات السياسية الداخلية الأمريكية تقف وراء قرار وقف تسليم القنابل.

 

ما هي صفقة القنابل الأمريكية 

تتكون الشحنة التي أوقفتها واشنطن من 1800 قنبلة تزن الواحدة منها 907 كيلوغرامات و1700 قنبلة تزن الواحدة منها نحو 227 كيلوغراماً، حسب ما نقلت وكالة رويترز.

 

وإضافة لذلك فإن الشحنات التي تأجلت لأسبوعين على الأقل تتضمن ذخائر من صنع شركة بوينغ تحول القنابل “الغبية” إلى قنابل دقيقة التوجيه، بالإضافة إلى قنابل صغيرة القطر (إس.دي.بي-1)، حسب ما نقلت رويترز عن 4 مصادر.

 

وقنابل (إس.دي.بي-1) عبارة عن قنبلة انزلاقية دقيقة التوجيه تحتوي على نحو 113 كيلوغراماً من المتفجرات.