علاوة على الخيانة والخنوع الاستراتيجي لنظام السيسي على طول العشرية السوداء تحت أقدام إسرائيل وأمريكا، نجح الصهاينة والأمريكان في مصالحهم الاستراتيجية وإخضاع السيسي لمزيد من الأوامر والإملاءات الصيونية، بما يكسر الأمن القومي المصري ويضربه بمقتل.
وفي سياق ذلك، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الجمعة 28 يونيو: إن “الجيش الإسرائيلي سيبقى في محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر لمدة 6 أشهر على الأقل، رغم إعلانه قرب انتهاء عمليته العسكرية في مدينة رفح جنوبي القطاع”.
وزعمت الصحيفة في تقرير “عثور الجيش الإسرائيلي خلال عملية رفح المستمرة منذ 8 أسابيع على 25 مدخلا إلى الأنفاق على طول طريق فيلادلفيا، الذي يمتد لحوالي 15 كيلومترا من حي تل السلطان على الواجهة البحرية في أقصى جنوب قطاع غزة، إلى الحدود مع إسرائيل، قرب كيبوتس (مستوطنة) كرم أبو سالم”.
الصحيفة أضافت: “سيستغرق الأمر وقتا أطول للسيطرة وبالتأكيد تدمير الأنفاق الـ25 التي تم العثور عليها حتى الآن وتحديد موقع باقي الأنفاق”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله: “في تقديري، سيستمر هذا لمدة 6 أشهر أخرى على الأقل، وسيتطلب وجودنا الدائم على طريق فيلادلفيا، لأنها عملية بطيئة ومعقدة”.
كما لفتت الصحيفة إلى “اقتراب انتهاء العملية في رفح، مدعية اقتراب الجيش الإسرائيلي من هزيمة لواء رفح التابع لحركة حماس”.
ولم يصدر تعقيب فوري من جانب حركة حماس بشأن مزاعم الجيش الإسرائيلي حتى الساعة.
إلا أن الواقع يختلف تماما عن المزاعم الإسرائيلية حول هزيمة حماس، إذا ما زالت قواعد المقاومة الفلسطينية تعمل وتوقع المزيد من الخسائر في صفوف الصاينة، بلا توقف.
وعلى الجانب الاستراتيجي، فإن توغل اسرئيل في منطقة الحدود مع مصر يحالف قواعد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، ويمثل تهديدا بالغا للأمن القومي المصري، وكسرا للخطوط الحمراء للأمن القومي المصري، كما كان يتشدق السيسي فيما يخص منطقة سرت الليبية، التي تبعد عن حدود مصر نحو ألف كلم، بينما الدبابات الإسرائيلية تستعرض على الحدود المصرية وتقتل الجنود والضباط المصريين، وفق خيانات النظام العسكري.
ومنذ 6 مايو الماضي تشن إسرائيل هجوما بريا على مدينة رفح (جنوب) استولت خلاله على معبر رفح الحدودي مع مصر؛ ما أدى إلى إغلاقه أمام إخراج جرحى للعلاج وإدخال مساعدات إنسانية شحيحة أساسا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في 29 من مايو الماضي، اكتمال السيطرة على محور فيلادلفيا (صلاح الدين) الحدودي؛ ما يعني فصل قطاع غزة عن مصر بالفعل.
وتواصل تل أبيب حربها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.
خيانة جديدة
ومن ضمن خيانات نظام السيسي، ما كشفت عنه الدوائر الإسرائيلية، أن مصر والإمارات أبدتا استعدادهما للمشاركة في قوة أمنية في غزة بعد الحرب، حسب ما أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن نظراءه خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، وفق ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن 3 مسؤولين مطلعين على الأمر، الخميس 27 يونيو 2024.
المسؤولون الثلاثة، أوضحوا أن بلينكن، وخلال زياراته إلى قطر ومصر وإسرائيل والأردن قبل أسبوعين، أبلغ محاوريه أن الولايات المتحدة أحرزت تقدما في هذه القضية، حيث تلقت دعما من القاهرة وأبوظبي لإنشاء قوة ستعمل جنبا إلى جنب مع ضباط فلسطينيين محليين.
الصحيفة أوضحت أن الولايات المتحدة تتطلع إلى تجنيد حلفاء عرب لهذه المبادرة، في حين تستعد لطرح رؤيتها لإدارة ما بعد الحرب في غزة، على الرغم من أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس لا يزال بعيد المنال.
إلى ذلك، قالت إحدى المصادر: إن “مصر تطالب أيضا بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وهو شرط من المرجح أن يتعارض مع تعهد نتنياهو بالحفاظ على السيطرة الأمنية الشاملة على القطاع بعد الحرب، مع القدرة على الدخول مرة أخرى لمنع عودة حماس”.
وفي الوقت نفسه، طالبت الإمارات بمشاركة الولايات المتحدة في قوة الأمن في غزة بعد الحرب، حسب ما قال مسؤول عربي.
وحسب الصحيفة فإن بلينكن قال لنظرائه: إن “الولايات المتحدة ستساعد في إنشاء وتدريب القوة الأمنية والتأكد من حصولها على تفويض مؤقت، بحيث يمكن استبدالها في النهاية بشهيئة فلسطينية كاملة، مضيفا أن الهدف هو سيطرة السلطة الفلسطينية في نهاية المطاف على غزة، وهو الأمر الذي ترفضه فصائل المقاومة الفلسطينية، التي تؤكد أن مصير غزة سيبقى بيد أهلها فقط، وأن أي قوة خارجية تدخل إليها تمثل احتلالا ودعما للصهاينة”.
يشار إلى أن إسرائيل نجحت في التحكم في كثير من السياسات المصرية، بعد قطع إمدادات الغازعن مصر، وهو ما تسبب في قطع الكهرباء عن مصر يوميا، علاوة على أزمات شح الدولار وتراكم الديون وفوائدها ورغبة السييسي ونهمه لابتلاع مزيد من القروض التي تقف ورائها المؤسسات الدولية التي تدير أغلبها أمريكا وتتحكم فيها، وهو ما حول مصر بإمكاناتها وتاريخها لتكون مطية للاحتلال الصهيوني والمصالح الأمريكية.