بدلا من الكاميرات.. خبراء يطالبون تعليم الانقلاب بحل مشكلة كثافة الفصول

- ‎فيتقارير

 

 

آثار إعلان وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب عن تفعيل الكاميرات داخل الفصول الدراسية، إضافة إلى تفعيل لائحة الانضباط بشكل كامل بداية من العام الدراسي المقبل انتقادات أولياء الأمور وخبراء التعليم، مؤكدين أن تعليم الانقلاب تهتم بأشياء هامشية في حين أن المنظومة التعليمية بالكامل تعاني من الانهيار . 

وتوقع عدد كبير من أولياء الأمور والطلاب عدم نجاح تجربة الكاميرات داخل الفصول، وعد قدرتها على ضبط المنظومة التعليمية.  

وقال الخبراء: إن “تفعيل الكاميرات داخل الفصول قد يعمل على إجبار الطلاب على الحضور داخل الفصول، والتزام المدرسين بالحضور والشرح، لكن هناك الكثير من المشكلات داخل المنظومة التعليمية تعد الأولى بهذا الاهتمام والعمل على حلها”. 

وأكدوا أن دولة العسكر غير قادرة على تحمل ميزانية تفعيل الكاميرات ولا تمتلك إمكانيات التفعيل مطالبين تعليم الانقلاب بالعمل على تقليل كثافة الفصول ومراقبة المعلمين، وفي هذه الحالة سوف يلتزم الطلاب بالحضور .  

وأوضح الخبراء أن الكاميرات تتطلب تدريب العاملين بالمدارس وتوفير صيانة دورية لنظام الكاميرات وتوافر شبكة إنترنت قوية على مدار اليوم الدراسي، وهذا غير موجود في الواقع. 

كان محمد عبداللطيف، وزير تعليم الانقلاب قد وجه بتفعيل الكاميرات بالفصول الدراسية جنبا إلى جنب، مع تفعيل لائحة الانضباط بشكل كامل للمساهمة في ضبط العملية التعليمية بالمدارس. 

وزعم «عبداللطيف»، أنه يعتزم اقتحام المشكلات والمعوقات بمشاركة جميع الأطراف ذات الصلة بالمنظومة التعليمية، وإعادة هيبة المعلم وتقديم كل سبل الدعم له للقيام بدوره على أكمل وجه. 

 

مشاكل التعليم أولى 

 

من جانبه قال عزت محروس، أحد أولياء الأمور: «إيه لازمة الكاميرات داخل الفصول، مش هتفيد بحاجة». 

وأضاف: «احنا عندنا مشاكل كتير في المنظومة التعليمية، الأهم أن الوزارة تهتم بيها وتحلها بدل المصاريف اللي على الفاضي». 

بينما قال محمد محمود أحد أولياء الأمور: “فكره جيدة إذا تم التنفيذ بالشكل الصحيح وتفعيل الدور الرقابي حتى يلتزم المعلم قبل الطالب”. 

وطالب محمود تعليم الانقلاب بضرورة الاهتمام بالمنظومة التعليمية ككل، والعمل على حل المشكلات سريعا. 

وأشار إلى أن تفعيل الكاميرات داخل الفصول من الممكن أن يضبط المنظومة التعليمية من التزام الطلاب داخل المدارس، ومنع الغش،  والتزام المدرسين بالحضور والشرح داخل الفصول. 

 

فوضى التعليم 

 

وقال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج، بكلية التربية جامعة عين شمس: إن “التعليم قضية مجتمع وليست وزارة، مؤكدا أن قرار تفعيل الكاميرات داخل الفصول، يساعد في ضبط المعلمين أولا قبل الطلاب”. 

وأضاف «شحاتة» في تصريحات صحفية ، أن تفعيل الكاميرات في الفصول، تكشف الصورة الحقيقية للمدارس، وتعد الخطوة الأساسية التي يترتب عليها انضباط شامل في العملية التعليمية، من أجل قيام المعلم بواجباته والتزام الطلاب والمتابعة السليمة من القيادة داخل المدرسة. 

وأكد أن نجاح فكرة الكاميرات داخل الفصول تحتاج إلى دعم من رجال الأعمال والمجتمع المدني، والإعلام، مشددا على ضرورة أن تعمل تعليم الانقلاب على أن نعيد للمدرسة قدسيتها، والمدرسة معلم “إذا انضبط المعلم حضر الطالب”.  

وأعرب «شحاتة» عن أسفه، لأننا نعيش في فوضى التعليم فلا توجد متابعة ولا رقابة، مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات جديدة لعودة الهيبة للمدرسة مرة أخرى والعمل من أجل الارتقاء بالتعليم في مصر . 

 

لوائح وقوانين 

 

وقال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس والقياس والتقويم التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة: إن “تفعيل الكاميرات داخل الفصول قد يساعد في تحقيق مجموعة من الأهداف الجيدة والتي تعود بالنفع على العملية التعليمية منها: مراقبة انتظام العملية التعليمية والجدية في شرح المواد للطلاب، ومراقبة الانضباط المدرسي والالتزام داخل الفصول من كافة أطراف العملية التعليمية، والحفاظ على ممتلكات المدارس من التلف وتحديد المسؤول عن إتلافها بكل سهولة”. 

وأكد «حجازي» في تصريحات صحفية أن مديري المدارس والإدارات يستطيعون تفقد عدد كبير من المدارس والفصول في اليوم الواحد عن طريق مراقبة الكاميرات دون حاجة إلى الانتقال إلى المدرسة أو الفصل. 

وتوقع أن يؤدي تفعيل الكاميرات داخل الفصول إلى نتائج إيجابية على العملية التعليمية، ولكن بشرط وجود لوائح وقوانين قوية وجدية في التطبيق وإجراءات عقابية رادعة تدعمها.  

وأضاف «حجازي» : الكاميرات ستؤدي إلى اهتمام المدارس بجذب الطلاب للحضور حتى لا يتعرض مديرو المدارس لعقوبات، وسوف يلتزم المعلمون بالشرح بجدية، وبالتالي سيجد الطالب في مدرسته  ما يتمناه وسوف يجعله ذلك يقبل على المدرسة التي توفر له شرحا مجانيا لدروسه وتقدم له أنشطة تجذبه للحضور. 

وشدد على أن الكاميرات ستعمل على انضباط شرح المدرس، ولكن بشرط وجود قوانين وتشريعات جديدة تصل بالعقوبة للمعلم غير الملتزم بالشرح داخل الفصل إلى الفصل نهائيا من الخدمة. 

 

رجال الأعمال 

 

وأشار «حجازي» إلى أن هناك إمكانيات موجودة لنجاح منظومة تفعيل الكاميرات داخل الفصول، مؤكدا أن الأمر ليس صعبا، وبالتأكيد أيضا ليس سهلا جدا، بل يحتاج إلى تعاون ودعم من رجال الأعمال والمجتمع، ويجب أن ندرك أنه يحتاج إلى تدريب العاملين بالمدارس وتوفير صيانة دورية لنظام الكاميرات وتوافر شبكة إنترنت قوية على مدار اليوم الدراسي. 

وأكد أن التكلفة ستكون كبيرة جدا، ولكن تحديدها بدقة يتوقف على عدد المدارس والفصول وأنواع الكاميرات التي سيتم استخدامها، لكن ما يجب التأكيد عليه أنه في حال تطبيق هذا النظام بشكل جيد، فإن نتائجه ستكون كبيرة جدا على العملية التعليمية.