تواصل قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين ، ففي قطاع غزة، ولليوم الـ 311 تواليا، شن الصهاينة عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95% من السكان، بينما شهدت الضفة العديد من الاعتقالات، وتم توثيق العديد من الانتهاكات بحق الأسرى.
مجازر جديدة
وأفاد شهود عيان أن طائرات الاحتلال ومدفعيته واصلت غاراتها وقصفها العنيف -اليوم الاثنين- على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين والشوارع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة: إن “الاحتلال الإسرائيلي ارتكب ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ48 ساعة الماضية”.
وأفادت الوزارة في تصريح صحفي اليوم الاثنين، بأن هذه المجازر راح ضحيتها 142 شهيدا، وصل منهم إلى المستشفيات 107 شهداء، فيما بلغ عدد الإصابات 150 جريحا.
وأشارت الصحة إلى أن عدد الشهداء لا يشمل الشهداء مجهولي الهوية الذين قضوا في مجزرة مدرسة “التابعين” بحي شرقي مدينة غزة.
وقالت الوزارة: إن “عددا من الضحايا لا يزال تحت الركام وتحت البنايات المدمرة وفي الطرقات، حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، بسبب تواجد آليات الاحتلال وخطورة تلك الأماكن”.
ووفق معطيات الصحة الفلسطينية ، فقد ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 39 ألفا و 897 شهيدا، و 92 ألفا و 152 إصابة، منذ 7 أكتوبر 2023.
10آلاف معتقل
إلى ذلك، قالت مؤسسات حقوقية فلسطينية اليوم الإثنين: إن “إسرائيل اعتقلت ما يزيد عن عشرة آلاف فلسطيني من الضفة الغربية والقدس بعد السابع من أكتوبر الماضي، بينهم أطفال ونساء تم الإفراج عن بعضهم”.
وذكر بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان أن من بين المعتقلين “345 امرأة و700 طفل و94 صحافيا”.
وأوضحت المؤسسات في بيانها المشترك: “بلغت أوامر الاعتقال الإداري منذ بدء حرب الإبادة، أكثر من (8322) أمرا ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد، منها أوامر بحقّ أطفال ونساء”.
وتستخدم إسرائيل قانونا بريطانيا قديما يتيح لها اعتقال الفلسطينيين بدون محاكمة لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، قابلة للتجديد بدعوى وجود ملف أمني سري للمعتقل.
وذكر البيان أن هذه “المعطيات لا تشمل أعداد حالات الاعتقال من غزة، علما أن الاحتلال اعترف أنه اعتقل نحو (4000) مواطن من غزة، أفرج عن المئات منهم، مع الإشارة إلى أن الاحتلال اعتقل المئات من عمال غزة في الضفة، إضافة إلى مواطنين من غزة كانوا متواجدين في الضفة بهدف العلاج”.
وجاء في البيان: “يبلغ عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال أكثر من 9900 ، وذلك حتى بداية شهر أغسطس 2024 فيما يبلغ عدد المعتقلين الإداريين (3432)”.
وأضاف البيان: “يبلغ عدد الأسيرات في سجون الاحتلال 83 أسيرة في سجن الدامون، من بينهن سيدة حامل، ومن بين الأسيرات 20 معتقلة إداريا”.
وذكر البيان أن عدد الاطفال المعتقلين في السجون الإسرائيلية ، ما لا يقل عن 250 طفلا.
انتهاكات بحق الأسرى
تتفق روايات الأسرى ممن أفرج عنهم أخيرا مع آخرين عايشوا بدايات الثورة الفلسطينية، بأن سجون الاحتلال الإسرائيلي تشهد أنواعا من التعذيب هي الأكثر فظاعة بشاعة وسادية، بشكل لا يتصوره عقل، لكن شهادات أسرى ما بعد السابع من أكتوبر تختلف تماما عما عايشه الأسرى قبل بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.
يقول أحد أسرى غزة المفرج عنهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي: إن “نحو 30 جنديا تناوبوا على ضربه خلال وقت قصير من اعتقاله في ديسمبر الماضي”.
ووثق المركز الفلسطيني للإعلام شهادة المحرر زين الدين، والذي اكتفى بالتعريف عن اسمه الأول، مبينا أنه أمضى 25 يوما في سجون الاحتلال دون أن يعرف المكان الذي احتجز فيه.
ويروي الشاب أنه تعرض لأنوع مختلفة من التعذيب والحرمان، كالشبح المستمر طوال أسبوع والضرب على مختلف أماكن جسدنا، والحرمان من قضاء الحاجة أو الحصول على الماء.
ووفق شهادات نشرتها هيئة شؤون الأسرى، فإن معظم أسرى قطاع غزة، تعرضوا للإغماء، عدة مرات خلال التعذيب، بينما بات شائعا في السجون ما يسمى بـ”حفلات التعذيب”، حيث يجمع سجانو الاحتلال الأسرى في ساحة معينة، ويمارس بحقهم تعذيبًا ساديا ووحشيا مروعا.
ثلاثة من الأسرى زارتهم الهيئة ونقل عنهم محاميها شهادات مروعة، جاء فيها: “نتعرض لفاشية حقيقية، تعرية من الملابس، وضرب وتعذيب وتنكيل، وتقييد الأيدي والأرجل، وتعصيب العينين”.
مقاومة الاحتلال تتواصل
وأعلنت قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري لـ “الجبهة الديمقراطية”، عن استهداف تجمع لقوات الاحتلال المتمركزة شمال شرق القرارة بقذائف الهاون.
وقالت كتائب “شهداء الأقصى”: إنها “تمكّنت من تفجير عبوة أرضية شديدة الانفجار بقوة إسرائيلية شرق مدينة رفح”.
وأعلن جيش الاحتلال عن مقتل الرقيب عومر جينزبرج ( 19عاما)، وقال إنه يخدم في الكتيبة 101 من لواء المظليين، في معركة جنوب قطاع غزة.