ملايين الأسر لا تحصل على المتطلبات اليومية..الغلاء وحش كاسر يطحن المصريين بعزبة العسكر  

- ‎فيتقارير

 

 

الغلاء تحول إلى وحش كاسر يطحن المصريين في زمن الانقلاب، وأصبحت الأسر لا تستطيع توفير المتطلبات اليومية الضرورية وتعجز عن شراء ما تحتاج إليه من أطعمة .  

في ظل هذه الأوضاع تتعالى الأصوات التي تشكو من صعوبة العيش، بسبب الارتفاعات المتكررة في أسعار السلع، بالتزامن مع تراجع الدخول وانهيار قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية .  

ورغم أن غالبية الأسر خاصة أبناء الطبقات المتوسطة ومحدودى الدخل يكافحون لتوفير الاحتياجات الأساسية ويضطرون إلى التخلي عن جميع وسائل الترفيه والكماليات، إلا أن الأزمة تتزايد بسبب قطار الأسعار الذي لا يتوقف .  

  

ارتفاع جنوني

  

حول هذه الأزمة قالت دينا محمود «ربة منزل» : تنازلت عن جميع السلع الترفيهية وأعتمد حاليا على السلع الرئيسية فقط، مشيرة إلى أن أزمة ارتفاع الأسعار اضطرتها إلى الاستغناء عن جميع منتجات الألبان والجبن والعصائر المفضلة لأبنائها وأضافت، أترقب عروض المحال التجارية على السلع لشراء احتياجاتي الأساسية، إلا أن مصاريف المدارس والدروس باتت تشتت تفكيري كل شهر، متساءلة كيف أدبر نفسي وأضطر أحيانًا إلى التوسل إلى المدرسين؛ لتخفيض سعر الحصة، أو تقسيط المبلغ للأولاد حتى أتمكن من الوفاء به، وهذا يكسر قلبي، وكلما شكوت لزوجي ما أنا فيه، وأن المصروف لا يكفي، أجده بلا حيلة أيضا.  

 وتابعت، طوال عمرنا نجد ارتفاعا في الأسعار بالمواسم والمناسبات، هذا الارتفاع كان في حدود جنيه أو اثنين أو حتى 10 جنيهات، لكن كيف ترتفع الأسعار في شهر واحد ليصل سعر كيلو اللبن الحليب إلى 40 جنيها بدلا من 20 جنيها، والجبن الرومي 75 جنيها للربع كيلو بدلا من 50، وكيلو الدجاج وصل إلى 100 جنيه، أما اللحوم فلم نعد نفكر في شرائها، حتى الأسماك التي كنا نطلق عليها أكل الغلابة أصبحت تكلفة وجبة السمك البلطي تصل إلى  300 جنيه.  

 

اللحوم 

 

وقالت منال رضا، ربة منزل،: “الغلاء أثر على حياتي كلها، فلم يعد المصروف الذي يعطيه لي زوجي يفي بأبسط احتياجات البيت والأولاد من ملابس ومصروفات مدارس، وعندما أطلب منه المزيد يقول من أين؟، وهذا يسبب مشاكل دائما، فهو لا ينزل السوق، ولا يعرف الأسعار، ولذلك أنا دائمًا مهمومة بتدبير نفقات البيت، ومصروفات ولدين في المدرسة”. 

وأكدت منال رضا أنها لم تعد قادرة على شراء اللحوم البلدية من محال الجزارة لارتفاع أسعارها بشكل جنوني، وتعتمد بشكل أساسي على اللحوم المستوردة نظرا لانخفاض أسعارها.  

 

حمى الغلاء 

 

وقالت هالة مصطفى : “حمى الغلاء طالتنا، فبعد أن كنت أذهب لشراء احتياجات البيت كل شهر، فإنني في ظل الغلاء الذي طال القوت الضروري واحتياجات الأسرة أذهب إلى السوبر ماركت وأقف حائرة، ماذا أشتري، وبكم؟ وبعد هذه الحيرة أغير أولوياتي، وأستغني عن أشياء كثيرة كنت قد اعتدت على شرائها، ولو طالبت زوجي بزيادة المصروف، يجيب بأنه لا فائض لديه، وعليك أن تدبري أمورك في حدود المبلغ المتاح، لأجد نفسي في مأزق كبير”.   

 وأضافت هالة مصطفى: قللت كميات البروتين الحيواني إلى الحدود الدنيا، لكن هل معقول أن يصل سعر كيلو البطاطس إلى 30 جنيها، وزجاجة الزيت 85 جنيهًا، والأرز البلدي 40 جنيها،  ولو قررت طبخ وجبة بسيطة، كيلو ونصف بطاطس بسعر 45 جنيها تقريبًا، وكيلو رز بـ40 وطماطم بـ20 جنيها، وزيت وسمن وتوابل وبصل بـ100 جنيه ، ستبلغ تكلفة الوجبة «القُرديحي» 205 جنيهات، بمعنى أن تكلفة وجبة غذاء لأسرة من 5 أشخاص في الشهر تبلغ 6000 جنيه، مع استبعاد البروتينات كليًا . 

وحذرت من انتشار بأمراض سوء التغذية والسمنة ومشكلات النمو لدى الأطفال، ومن الخلافات الأسرية والطلاق.  

 

منتجات الألبان 

 

وقالت ياسمين إسماعيل أم لثلاثة أبناء: “الأسعار في تزايد مستمر كل يوم وفي بعض الأحيان تصل الزيادة إلى الضعف عن اليوم السابق، مما يجعلني في حيرة دائمة لتوفير وجبة كاملة بها مصدر للبروتين والعناصر الغذائية لأطفالي”.   

وتابعت ياسمين إسماعيل، بجيب اللي محتاجاه بالظبط مش بقدر اشتري كميات، مؤكدة أن فاكهة الموسم أصبحت بنداً مرهقاً بالنسبة لنا.  

وشددت على أن أبناءها يحبون منتجات الألبان والجبن بأنواعها وهي وجبة مفيدة ومغذية وبسيطة وسهلة الحفظ دون خوف من فسادها على مدى ساعات اليوم الدراسي، لكن أسعارها في ارتفاع مستمر، ومع ذلك أحاول توفيرها لهم بأي شكل حتى لو على حساب مستلزمات أخرى، وأحاول أن أصنع بعض البدائل منزلياً كالمعجنات.  

  

إعلام الانقلاب 

 

وقالت فريدة علاء أم لطفلتين ما تعرضه وسائل الإعلام على لسان مسئولي الانقلاب عن أسعار الأغذية شيء وما نجده في الأسواق شيئا مختلفا تماماً، مؤكدة أن تكلفة الوجبات يوميًا أصبحت بحاجة إلى ثروة، نظرا لارتفاع أسعار الخضراوات والبقوليات والحبوب واللحوم والدواجن طبعا .  

وأضافت فريدة علاء : البحث عن الأكل الصحي بات معضلة، مشددة على أن أسعار اللحوم منعتها من جعلها صنفاً أساسياً، لكنها تحاول توفيرها ولو ليوم واحد ، سواء كانت دجاجاً أو سمكاً أو لحوم حمراء.  

وأشارت إلى  أن  البيض أيضا أصبح من  المحرمات بعد أن ارتفعت أسعاره إلى ستة وسبعة جنيهات للبيضة الواحدة، وفقاً لنوعيته وحجمه، لافتة إلى أنها اعتادت من قبل أن تكون الحاجات الغذائية موجودة في المنزل بشكل مستمر ، وليس بكميات «على القد»، وهو أمر يضايقها بشدة ويشعرها بالتقصير تجاه أطفالها.