كشفت هيئة السكك الحديدية أن وزارة النقل تخطط لطرح مشروع إعادة إنشاء وتشغيل خط سكة حديد “أبو طرطور- قنا” بطول 468 كيلومترًا على القطاع الخاص بنظام الشراكة BOT، مطلع العام المقبل.
ووفق الهيئة، فإن خط “أبو طرطور- قنا” سيكون أول خط تطبق فيه الهيئة هذا النمط من الشراكة، بعدما كانت السكك الحديدية تحتكر إنشاء الخطوط لعقود طويلة.
ونظام BOT يعطي الحق للقطاع الخاص في إنشاء وتشغيل المشروعات، ثم إعادتها للدولة بعد نهاية فترة الامتياز.
وتروج هيئة السكك الحديدية منذ سنوات لطرح إنشاء خطوط تابعة لها على القطاع الخاص، مستغلة التعديل التشريعي في عام 2018، الذي أباح لها هذا النمط من الشراكات، وتداولت تقارير صحفية أنباء عن مفاوضات مع مستثمرين لهذا الغرض لكن لم يتم الإعلان عن الطرح الرسمي حتى الآن.
ووفق تصريحات عضو بمجلس الإدارة بهيئة السكك الحديدية، فإن ارتفاع تكاليف إنشاء المحطات مع مصاعب الحصول على تمويلات خارجية، هو السبب وراء سعي وزارة النقل لطرح خط أبو طرطور على مستثمري القطاع الخاص.
وقال المصدر: إن “الدراسات الأولية التي تم تنفيذها عن إعداد خطة تطوير السكك الحديدية في عام 2014، قدرت تكاليف خط أبوطرطور بنحو 800 مليون دولار، لكن في الوقت الراهن لن تقل التكلفة عن مليار دولار شاملة كل الأنظمة، والمحطات التبادلية، وورش صيانة الجرارات وعربات نقل البضائع”.
وكانت هيئة السكك الحديدية ضمن الهيئات التي نمت موازنتها الاستثمارية خلال العام المالي الجاري، بزيادة بنحو 30.5% عن العام الماضي، إلى 33.3 مليار جنيه، رغم القيود التي وضعتها الحكومة لكبح الإنفاق على الاستثمار العام، وستمول خطة الهيئة بالكامل عبر القروض، نصفها تقريبًا تمويلات خارجية، حسب بيانات الموازنة العامة.
ويمنح الاتفاق التحالف الفائز بالمشروع امتيازًا حصريًا بنقل خام الفوسفات والألومنيوم من منطقة أبو طرطور إلى باقي خطوط السكك الحديدية، كما يستطيع المشغل أن يقوم بتبادل خدمات الشحن والتفريغ مع الخط الثالث من شبكة القطارات السريعة الأقصر/ الغردقة/ سفاجا، وصولًا إلى المواني البحرية.
كما أن التحالف الفائز لن يكون ملزمًا بشراء قطارات لنقل البضائع، إذ يمكنه استئجار عربات الهيئة، فضلًا عن أن قيمة حق الانتفاع السنوية مقابل الأراضي التي سيقام عليها مسار الخط، ستكون منخفضة للغاية، وسيتم منحه فترتي سماح للسداد، الأولى خلال البناء، والثانية بعد بدء التشغيل الرسمي.
ويستهدف المشروع إعادة تأهيل الخط ليكون أكثر قدرة على نقل البضائع، ومده بحيث يخدم حركة السياحة بين الغردقة والأقصر، وغيرها من أنشطة النقل.
