يتساءل العديد من المتابعين للشأن والإعلام المصري عن تغير الإعلامية التي اشتهرت بالتطبيل لقائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، وحكوماته وسياسته، 180 درجة، حيث شهدت الأيام الماضية العديد من التصريحات النارية ضد الحكومة وسياستها، وجاءت أبرز تلك التصريحات كما يلي:
أنقذنا السفينة فماذا عن الركاب؟
كتبت الإعلامية لميس الحديدي، مقالًا على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، قالت خلاله: “كان يمكن للزيارة المرتقبة غدًا لكريستالينا جورجيفا مدير صندوق النقد الدولي للقاهرة، أن تكون زيارة عادية بروتوكولية، فهي زيارة معدٌ لها منذ أكثر من شهر”.
وأضافت: “إلا أن التصريحات الرسمية المصرية الأخيرة بشأن إعادة التفاوض مع الصندوق وما جاء على لسان جورجييفا، بأن الإصلاحات المصرية يجب أن تكون عاجلة وليست آجلة، تجعلها زيارة مهمة تفتح أبواب التساؤلات حول العلاقة مع صندوق النقد، ماذا نريد منه وماذا يريد منا؟”.
وأضافت: “وللحق فإن صندوق النقد لا يطرق أبواب الدول، لكن الحكومات المتأزمة هي التي تلجأ إليه، كما أننا في كل برنامج كنا نفاخر بأن ما وقعنا عليه هو برنامجٌ وطني، وعند التفاوض على زيادة قيمة القرض في ٢٠٢٤ كانت بوادر الأزمة الإقليميّة وتأثيراتها علينا قد باتت واضحة، فكان يمكننا إعادة التفاوض حول المدد الزمنية بالذات في رفع الدعم وتخفيض سعر العملة وأسعار الفائدة وهي الأمور الأكثر تأثيرًا على المواطن والاقتصاد، لكننا لم نفعل وكان الهدف -حينها- الإسراع باتفاق التقاط أنفاس يساعد في تصنيفاتنا الائتمانية ويعيد الثقة في إنقاذ السفينة فماذا عن الركاب؟”.
تفاقم الديون وبيع الأصول
وفي تصريح آخر قالت: “تفاقمت المشكلات وتراكمت الديون فتعطلت المراجعات ثم جاءت صفقة “رأس الحكمة” المنقذة” وتلاها تعديلٌ في الاتفاق مع الصندوق مع التحرك لتنفيذٍ حاسم للإجراءات بكل ما فيها من تخفيضٍ جديد للعملة وخفض مستمر للدعم على الطاقة، وهو ما راكم الضغوط على كل الطبقات المصرية واستوجب وقفة نراجع فيها –عن حق– قدرتنا على الاستمرار فيما تعهدنا به”.
وعي الناس لا يجب وصفه بترويج للشائعات
علقت الإعلامية لميس الحديدي، على تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وشريف فتحي، وزير السياحة والآثار، بشأن أزمة أسود قصر النيل وهدم مقابر الإمام الشافعي.
ودعت في تدوينة عبر صفحتها الرسمية بمنصة «إكس»، إلى وضع «خطة للحفاظ على ما تبقى من منطقة المقابر من عبث المقاولين، مع تطويرها»، منوهة أن «ما هُدم لم يكن قليلًا».
ونوهت أن وعي الناس واستخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي، لا يجب وصفه من المسئولين بـ«ترويج للشائعات»، قائلة إن «نقص المعلومة والتطوير السري بيئة خصبة للشائعات».
لماذا تصر الحكومة على هدم متحف نبيل درويش؟
وقالت الحديدي، عبر حسابها بمنصة «إكس»: «في أزمات التراث وبعد تصريح د مدبولي ننتظر خطة للحفاظ على ما تبقى من منطقة المقابر من عبث المقاولين مع تطويرها مع العلم أن ما هدم لم يكن قليلا”.
وفي ردها على رئيس الوزراء: «عفوًا تعاطفك لوحده مش كفاية»
وعلقت الإعلامية لميس، على تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بشأن زيادة أسعار البنزين والسولار، بأنه أمر مؤلم.
لتضيف: «لكن ماذا يفعل المواطن في موازنته هو وكيف يسدد ديونه؟ ولو رفع الدعم كله كم سيوفّر، وهل يحل ذلك المشكلة؟ الإجابة معروفة والحل الاستثمار المحلي والخارجي، لذلك عفواً تعاطفك لوحده مش كفاية».
وقف الخلق ينظرون كيف يهدم أبنائي تاريخي وذاكرة السنين
علقت الحديدي، على هدم قبة مستولدة محمد علي باشا، وإزالة بعض المقابر في منطقة الإمام الشافعي.
وكتبت في تدوينة عبر صفحتها الرسمية بمنصة «إكس»: «وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبنى قواعد المجد وحدي، ووقفوا بعد دهر ينظرون كيف يهدم أبنائي تاريخي وذاكرة السنين، هكذا تتحدث مصر عن نفسها».
سحب وإخلاء أراضي طرح النهر من شبرا إلى حلوان
وقالت الحديدي في تدوينة عبر حسابها الرسمي بمنصة «إكس»: «ما هي حقيقة سحب أراضي طرح النهر من شبرا إلى حلوان وإخلاء ما عليها من منشآت؟».
وأضافت: «هذا يعني إزالة #المسرح العائم، حديقة أم كلثوم، كلية سياحة وفنادق، نادي جامعه القاهرة، أي مؤسسات تعليمية وثقافية، فما هو الهدف، وماذا سيبنى على #النيل وهل تم نقاش ذلك مع المتضررين مسبقًا؟».
عن طلاء أسود قصر النيل بـ«البويه»: «ناويين نهدهم؟!»
علقت الإعلامية لميس الحديدي، على الجدل المثار على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن صيانة أسود قصر النيل عبر طلائها بـ«البوية والورنيش»، وهو الأمر الذي يطمس القيمة الفنية للتماثيل العريقة.
قالت «الحديدي» عبر حسابها بمنصة «إكس»: «هذه أسود قصر النيل تقف شامخة منذ نهايات القرن ١٩ شاهدة على تاريخ مصر وربما غاضبة مما يحدث بها.».
وأضافت: «لكن السادة في وزارة الآثار مش شايفينها أثر، وبعيدا عن جدل الطلاء بالبويه والرولة- اتركه للمتخصصين- هي إيه أخبار لجنة التسجيل وإزاي الأسود مش مسجلة؟!».
وتابعت الحديدي: «إيه كنا ناويين نهدهم وإلا ننقلهم مكان تاني؟ وزير الآثار بقى اللي ظهر أخيرًا شايف المشكلة في السوشيال ميديا، وهو حضرتك كنت فين في أزمة المقابر؟ ما هي برضه مش مسجلة أثر».
عن «الدعم»: «القصة مش نقدي وعيني لازم الموازنة تنحاز للمواطن»
قالت لميس الحديدي: إن “قضية الدعم ليست مشكلتها في كونه عيني أم نقدي، لكن على اعتبار أن هناك عقدا اجتماعيا بين المواطن والدولة، هذا العقد الاجتماعي يقوم على حماية الفئات الأقل دخلًا من خلال منظومة الحماية الاجتماعية».
وتابعت عبر برنامجها «كلمة أخيرة»، الذي تقدمه على شاشة ON: «لازم نبص على كامل منظومة الحماية الاجتماعية، وكم تمثل من الموازنة العامة والإيرادات والمصروفات».
ولفتت «الحديدي»، إلى أنه يجب أن تظهر الموازنة انحيازًا واضحا لحماية المواطن بالأرقام والحماية الاجتماعية على حساب الإنفاق والديون، هذا هو الانحياز المهم الذي يجب أن يكون واضح للمواطن ومنحاز بالأرقام، هذا هو العقد بين الحكومة، والمواطن».
حملات التخوين لكل من يقول رأيه لن تنجح
ردت لميس الحديدي، على الهجوم الذي تتعرض له إثر تصريحاتها بشأن هدم الجبانات التاريخية، وذلك بعد هدم قبة مدفن «مستولدة محمد علي باشا» الشهير بمدفن «حليم باشا» بمقابر الإمام الشافعي في القاهرة التاريخية.
وقالت «الحديدي» عبر حسابها بمنصة «إكس»: إنه «حين نرفض هدم المقابر التراثية أو ننزعج لخطرٍ يهدد المسرح العائم أو نسأل ماذا يحدث في حديقة الأورمان والحيوان، وماذا حدث في المنتزه أو نحزن على تجريف شجرٍ لإقامة أكشاك خرسانية، حين نفعل كل ذلك وغيره – كمواطنين- فلسنا ضد التطوير أو ننكر ما أنجز في البنية التحتية بالذات وهو كثير».
وأضافت: «لكنها غيرة مشروعة على بلادنا التي نعرفها، قديمةٌ هي لكننا نحبها بقِدَمها بتاريخها ببصمات من مرّوا عليها، التطوير لا يعني هدم القديم، التحديث لا يعني محو بصمات الماضي بحلوها ومرها، بناء المدن الحديثة لا يعني تغيير طبيعة المدن القديمة، ويمكننا أن نحقق ذلك».
وتابعت الحديدي: «حملات التخوين لكل من يقول رأيه لن تنجح، من حقنا أن نعرف، من حقنا أن نُعلن رأينا – وإن اختلفنا- ومن واجب الحكومة أن تُعْلِم، تستمع وتناقش فلا نبقى في انتظار المفاجأة، نحن شركاء في هذا الوطن».