رغم قرارات محمد عبد اللطيف، وزير تعليم الانقلاب “مزور شهادة الدكتواره ” قبيل بداية العام الدراسي الجديد بإلغاء الدروس الخصوصية وغلق السناتر وبذل كل الجهود الممكنة لمحاربتها، تمهيدا للقضاء عليها، مع اتخاذ الإجراءات القانونية وكل التدابير والإجراءات اللازمة تجاه من يمارس مهنة التدريس دون وجه حق، لا سيما الذين هم في إجازات بدون مرتب أو إجازات طويلة ويمارسون التدريس بمراكز خاصة، إلا أن مراكز وسناتر الدروس الخصوصية تعمل، بل وأصبحت كاملة العدد بعد مرور شهر على بدء العام الدراسي ولم تلقِ بالا لقرارات الوزير الانقلابي.
كما أن قرار وزير تعليم الانقلاب بتكليف مديريات التعليم بتشكيل مجموعات تقوية لجميع صفوف النقل والشهادتين الإعدادية والثانوية العامة؛ على أن يعتمد مجلس الأمناء والآباء والمعلمين بالمدرسة سعر الحصة بحيث لا تتجاوز 100 جنيه لم ينفذ أيضا، ما يؤكد أن قرارات تعليم الانقلاب مجرد كلام في الهواء، وأن المصريين يدورون في حلقة مفرغة وأن حكومة الانقلاب غير جادة في القضاء على الدروس الخصوصية، لأنه لا يوجد تعليم في المدارس .
شرح الدروس
وقال يوسف عبد الله، طالب بالثانوية العامة: إنه “يذهب إلى السنتر لمدة 3 أيام في الأسبوع لحضور مواد التاريخ والإحصاء واللغة الإنجليزية ولا يذهب إلى المدرسة، لأنه لا يوجد مدرسون يقومون بشرح الدروس”.
وأشار عبد الله إلى أنه يستثمر وقته في المذاكرة والدروس ويدفع ثمن الحصة الواحدة حوالي 150 جنيهًا في السنتر نظير الشرح لمدة ساعة ونصف، مؤكدا أن سبب ذهابه إلى السنتر هو أنه في الصف الثالث الثانوي العام، ويقوم بالمذاكرة أولًا بأول من أجل الحصول على مجموع كبير يمكنه من دخول كلية الآثار.
المدرسة
وقال محمود سيد، طالب بالثانوية العامة علمي علوم: إنه “يأخذ دروسا في كل المواد، وإن هناك شرحا في المدرسة، ولكن ليس كل الحصص والموا،د ولهذا يذهب يوما أو يومين للمدرسة، ويفضل الاعتماد على الدروس الخصوصية، بسبب سهولة الشرح والمراجعة داخل السنتر عكس المدرسة.
وأكد سيد أنه يحصل على دروس في جميع المواد ويذهب إلى السنتر 4 أيام في الأسبوع ويدفع حوالي 120 جنيها للحصة في مواد العربي والإنجليزي، أما المواد العلمية فيدفع حوالي 180 جنيهًا للحصة الواحدة.
وأشار إلى أن معظم مدرسين السنتر معروفين وبعضهم يتوقع الامتحان، مثلما أخبرني زملائي، ولكنني أهتم بالمذاكرة ولا اعتمد على التوقعات.
مرحلة حاسمة
وقال محمد ناصر، طالب بالثانوية العامة شعبة رياضيات، إنه يحصل على دروس في جميع المواد، لأن الثانوية العامة مرحلة حاسمة في حياته الدراسية، مشيرا إلى أن والديه يعقدان أملا كبيرا عليه في دخول كلية الهندسة وهي حلمه منذ الطفولة .
وأضاف : أذهب يوميًا للسنتر ماعدا يومين في الأسبوع، لافتا إلى أنه حضر أول أسبوع فقط في المدرسة، ولم يذهب مرة أخرى، لأن المدرسة الشرح بها ممل ولا يكون هناك طريقة جيدة في الشرح والمقاعد متهالكة ومتسخة ولا يوجد اهتمام من قبل المدرسة.
وتابع : معظم زملائي يذهبون للسناتر ونقوم بالحضور معا، مؤكدا أنه يدفع حوالي 3000 جنيه شهريًا في السنتر لكل الدروس، وهو مبلغ كبير على والديه ويؤثر عليه ولكن هذه السنة حاسمة بالنسبة له.
تصريحات عنترية
من جانبها قالت الخبيرة التربوية الدكتورة بثينة عبد الرؤوف: “منذ تسعينات القرن الماضي، والمصريون يسمعون تصريحات عنترية مع بداية كل عام دراسي بأنه سيتم القضاء على الدروس الخصوصية، لكن على أرض الواقع لا يحدث شيئًا، وتظل السناتر التعليمية تواصل العمل، موضحة أن السبب في ذلك هو أن المدارس لفظت أبناءها، والطالب لا يتلقى شرحا في المدرسة، ومعظم المعلمين لا يشرحون في الثانوية العامة والجداول فارغة، فأين المعلمون؟”.
وأكدت د. بثينة عبدالرؤوف في تصريحات صحفية أن هناك ضعفا كبيرا في الإمكانيات داخل المدرسة مقارنة بالسناتر مثل المايك والسبورة الذكية وأدوات تساعد المعلم على إيصال المعلومة إلى الطلاب، وأيضًا الكتاب المدرسي لا يحتوي على كثير من الشرح البسيط، مثل الملازم التي يعدها المدرس الخصوصي، مما يسهل عملية فهم الطالب واستيعابه.
وأضافت : هناك أشياء أخرى تجذب الطلاب إلى السناتر والدروس الخصوصية، وبالتالي اعتماد طلاب الثانوية العامة والشهادة الإعدادية يكون بشكل كامل على الدروس الخصوصية، لأن الطالب يعلم أن المدرسة لن تعطيه ما يريده، وهذا عبء مادي على أولياء الأمور الذين يدفعون من أجل أن يحصل أبنائهم على أفضل تعليم ممكن، لأنهم في مرحلة الشهادات ويتمنون حصولهم على أعلى مجموع لدخول كليات القمة .
وأشارت د. بثينة عبدالرؤوف إلى أن إلغاء بعض المواد مثل اللغة الأجنبية الثانية والفلسفة وعلم النفس أراح إلى حد ما ميزانية أولياء الأمور وقلل المنهج عن الطلاب، لكن العجز في المعلمين للشرح داخل الفصول وصل إلى المواد الأساسية مثل اللغة العربية والرياضيات واللغة الإنجليزية.
حلقة مفرغة
وأكدت الدكتورة ولاء شبانة، استشاري الصحة النفسية والتربوية والعلوم السلوكية، أن الدروس الخصوصية أزمة تتكرر مع كل عام دراسي جديد، ولن تنتهي إلا بقرار حاسم من حكومة الانقلاب، معربة عن أسفها لأنه يتم الحديث عن الدروس الخصوصية كل عام ولا يحدث شيء وكأننا ندور في حلقة مفرغة.
وقالت د. ولاء شبانة في تصريحات صحفية : إن “هناك أسباب كثيرة وراء انتشار الدروس الخصوصية أولها غياب الدور الرقابي داخل المدارس وعجز عدد المدرسين وثقافة ولي الأمر وقناعته أكثر بالدروس الخصوصية، وثقافة الطالب الذي يلغي دور المدرسة على اعتبار أنه يأخذ دروسا، بالإضافة إلى عدم اهتمام المعلم بالتدريس داخل الفصل المدرسي.
وأضافت: فكرة الدروس الخصوصية مرفوضة من الأساس فكيف نتقبلها عبر المنصات التي تطرحها تعليم الانقلاب والتي تفقد أهم عوامل العملية التعليمية وهي التفاعل بين المعلم والتلاميذ، مشددة على ضرورة أن يتم تغذية المدرسة بعدد كافٍ من المعلمين والتربويين والمتخصصين، وهذا من شأنه حل أزمة الدروس الخصوصية.