برنامج الإصلاح الاقتصادي حوّل حياتنا إلى جحيم..المصريون يطالبون صندوق النقد بأن يحمل عصاه ويرحل

- ‎فيتقارير

 

 

مع تدهور الوضع الاقتصادي وتراجع مستوى المعيشة، والارتفاع الجنوني في أسعار السلع والخدمات، ومع عدم استجابة حكومة الانقلاب للمطالبات والمناشدات بالرفق بالغلابة من خلال زيادة المرتبات والمعاشات ومواجهة قطار الأسعار الذي لا يتوقف، طالب المصريون صندوق النقد الدولي بأن يرفع يده عن مصر وأن يحمل عصاه ويرحل، مؤكدين أن الصندوق حوّل حياتهم إلى جحيم وأن أكثر من 70 مليونا من المواطنين أصبحوا يعيشون تحت خط الفقر .

وقال المصريون: إن “صندوق النقد الدولي لم يتعاون مع أي دولة في العالم الثالث، إلا وتسبب في إفلاسها، معربين عن أسفهم لأن الصندوق يعمل من أجل التدمير وليس التعمير”.

وأوضحوا أن الصندوق لا يدرك أن مصر في زمن عصابة العسكر تواجه تحديات اقتصادية ضخمة وفساد غير مسبوق وسرقة ونهب في كل القطاعات، بالإضافة إلى التحديات التي يواجهها الاقتصاد المصري، بسبب الصراعات في غزة ولبنان والسودان وسط خسارة 70% من إيرادات قناة السويس.

وأكد المصريون أن ما يسميه الصندوق “برنامج إصلاح اقتصادي” لا يتصمن أي إصلاح، بل هو التخريب في أبشع صوره، وهذا ما ينفذه زبانية الصندوق في مصر عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموي وعصابة العسكر التي أفسدت البلاد ودمرت حياة العباد.

وتساءلوا ماذا قدم برنامج الإصلاح الاقتصادي المزعوم الذي ينفذه صندوق النقد  للمصريين، خاصةً الفئات ذات الدخل المحدود؟ مؤكدين أن الصندوق وزبانية العسكر لا يهمهم حياة هؤلاء ولا موتهم وإنما يعملون من أجل مصالحهم الخاصة فقط  .

 

شروط مجحفة

 

من جانبه طالب المهندس عبدالله الغزالي، رئيس جمعية مستثمري بلبيس، صندوق النقد الدولي أن يرفع يده عن الشعب المصري، مشددا على ضرورة عدم تدخل مسئولي الصندوق في الشئون المصرية والسياسات الداخلية الاقتصادية والماليةح لأنهم يفرضون شروطاً مجحفة تؤدي إلى مشاكل في الاقتصاد المصري.

وقال الغزالي في تصريحات صحفية: إن “شروط الصندوق تجبر حكومة الانقلاب على اتخاذ قرارات تؤدي إلى ارتفاعات متتالية في أسعار كل شيء بداية من البنزين ثم الكهرباء والطاقة، وغير ذلك من الخدمات والسلع التي يحتاجها المستثمر، الذي هو في الأساس مواطن مصري أصبح يعاني أشد المعاناة بسبب الصندوق، مشيرا إلى أنه في كل ساعة بقى فيه أسعار زيادة ومش عارفين نشتغل وخصوصا البنزين اللي بيأخذ وراه كل السلع.

وكشف أن هذه الزيادات والتذبذب في الأسعار يؤثر على أداء المصانع وأرباح المستثمرين، لأن المصنع يتعاقد على إنتاج البضاعة بسعر، ثم يتفاجأ عند التوريد بزيادة الأسعار بشكل كبير، ما يؤدي إلى تحقيق خسائر أو ربح قليل للغاية، محذرا من أن الصناعة لن تتقدم في ظل عدم ثبات الأسعار.

وشدد الغزالي على أن الصندوق لا يجب أن يهتم سوى بالأقساط الخاصة بقروضه وسدادها في الوقت المحدد، ثم يترك حكومة الانقلاب تعمل بما يحقق مصالح الشعب.

 

رجل أرزقي

 

وأكد رمضان عبدالحميد، عامل في قطاع مواد البناء، أنه بسبب صعوبة الحياة الآن لم يعد يستطيع تلبية احتياجات أسرته كما كان في الماضي.   

وقال عبدالحميد في تصريحات صحفية: “أنا راجل أرزقي على باب الله، يوم بنشتغل ويومين لا، مبقتش عارف أعيش بسبب الغلاء والأسعار اللي كل يوم بتزيد”.

وأضاف، كل يوم نصحى الصبح نلاقي الحاجة بقت بسعر جديد، ده حرام والله، إحنا عاوزين الأسعار تنزل تاني وترجع زي زمان، بقينا مش قادرين نعيش.

أبعدوا الصندوق

 

وقال أحمد الصاوي، صاحب قهوة في أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة: إن “أسعار المنتجات الأساسية التي يتم استخدامها في القهوة ارتفعت بشكل مبالغ فيه؛ بسبب الظروف الاقتصادية التي نواجهها، ما أدى إلى تدهور حركة البيع والشراء داخل المقهى”.

وأضاف الصاوي في تصريحات صحفية : أنا قهوجي، الشاي والبن اللي أكتر حاجة بتطلبهم الزبائن أسعارهم دلوقتي زادت جدا، كيلو البن بقى بـ 500 و600 جنيه بعد ما كان بـ 100 و150 جنيهاً من سنتين أو تلاتة، كيلو الشاي بقى بـ250 جنيهاً بعد ما كان بـ 60 و70 جنيها، وده خلانا نزود أسعار المشروبات على الناس ومبقناش عارفين نشتغل زي الأول، إحنا عاوزين الصندوق يبعد عننا ويسيبنا في حالنا، كفاية أوي لحد كده، مش عارفين نعيش ولا نبيع ولا نشتري.

 

سبب الخراب

 

وقال سعيد الفيومي، بائع خضروات: “كلما ترتفع أسعار البنزين، ترتفع أسعار الخضراوات، بل إنها تتضاعف ولا ترتفع بشكل بسيط”.  

وأضاف الفيومي في تصريحات صحفية، الحاجة اللي كانت بـ 5 بقت بـ 15 جنيها، مش هقول 10 جنيه.. لأ.. الحاجة زادت بشكل مش طبيعي، بسبب طلبات الصندوق من حكومة الانقلاب كل شوية برفع الدعم عن الطاقة، وكل ما البنزين يزيد، الفلاحون يزودوا أسعار الخضار لأن التكلفة بتزيد عليهم هم كمان، وفي الآخر مبقناش نعرف نبيع زي الأول .

وتابع: اللي كان بيشتري كيلو بقى بيشتري نص، واللي كان بيشتري 5 كيلو بقى بيشتري 2 بس، والحال ده ميرضيش ربنا، إحنا مش عاوزين مصر تتعامل مع الصندوق تاني، لأنه سبب الخراب اللي إحنا فيه .

 

الملابس

 

وقال زاهر الصعيدي، تاجر ملابس: إن “أسعار الملابس أصبحت فوق طاقة معظم أفراد الشعب المصري، نتيجة ارتفاع التكاليف بعد برامج حكومة الانقلاب مع صندوق النقد الدولي”.

وأضاف زاهر في تصريحات صحفية: الأسعار ولعت ومبقتش في حدود إمكانات الغالبية العظمى من الشعب، علشان تجيب لبس كويس دلوقتي لازم تدفع مرتب شهر أو اتنين، وعلشان كده الناس بقت تتجه للملابس الأقل جودة، أقل قميص دلوقتي بـ 300 و400 جنيه بعد ما كان بـ 100 و150 جنيها، والبنطلون مفيش حاجة أقل من 250 جنيها، أما البدلة والبليزر فأسعارها بقت عالية أوي على الناس.

وتابع، طبعا الكلام ده خلا التجار مبقتش عارفة تبيع ولا تشتري، واللي كان بيبع 500 قطعة بقى بيبيع 100 أو 150 بس، وده خراب بيوت والناس كلها بقت بتقفل لأنها مش عارفه تشتغل، إحنا عاوزين مصر تبعد عن صندوق النقد ده وتمشي بدماغها .

 

يخرب ولا يعمر

 

وقال محمد علي، صاحب محل بقالة: إن “حركة البيع والشراء أصبحت ضعيفة للغاية خلال الفترة الأخيرة، وكلما تبدأ الحركة في النشاط تتخذ حكومة الانقلاب قرارات طبقا لتوجيهات الصندوق، فترتفع الأسعار وتنخفض المبيعات مرة أخرى”.

وأضاف علي في تصريحات صحفية،  محلات البقالة كانت في الماضي تحقق مكسبا جيدا لصاحبها، لكن الوضع الآن اختلف كثيرا وأصبحت تكفي مصاريفها فقط.  

فيما طالب صلاح البنداري، موظف، حكومة الانقلاب بالتوقف عن التعاون مع صندوق النقد الدولي قبل فوات الآوان.

وقال البنداري في تصريحات صحفية: “مفيش دولة لجأت لصندوق النقد وفلحت أو نجحت أو تقدمت أو حصل فيها تنمية، ده صندوق داخل يخرب مش داخل يعمر، ومش هيسيب البلد إلا لما يدمرها تماما وتسقط ومتقومش تاني” .