أكدت مصادر بوزارة التربية والتعليم، أن الإدارات التعليمية ومديري المراحل بالمديريات للإشراف على امتحانات قد تلقوا تعليمات شفوية، تفيد بالعمل على حصول جميع طلاب النقل في كل المراحل “ابتدائي وإعدادي وثانوي”، على 50 درجة في أوراق التقييم، الخاصة بالمعلم ليتبقى 20 درجة من الـ 70 ما يعني نجاح جميع الطلاب، وذلك من أجل تصدير صورة جيدة للرأي العام عن نجاح وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف في تحقيق أهدافه التي وعد بها، حيث أإن الحقيقة أن المنظومة التعليمية ثبتت فشلها بسبب زيف وتزوير وقلة خبرة الوزير المزور.
فشل العام الدراسي
رغم الشعارات الرنانة والاستعدادات المهولة والخطط التعليمية الفذة التي أعلن عنها المزور وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف، والتي أعلن فيها حل مشاكل نقص المدرسين وكثافة الفصول، إلا أنه على أرض الواقع ما حدث غير ذلك فهناك مدارس لم تجد للطلاب فصولا وخصوصا الصف الثالث الإعدادي والصف الثالث الثانوي، بالإضافة لعجز كبير في أعداد المعلمين وقصر زمن الحصة والتي يفشل المعلم لتوصيل معلوماته في تلك الفترة الزمنية القصيرة.
ومع قرب الإنتهاء من نهاية الفصل الدراسي الأول، مازال أولياء الأمور يتقدمون بعدد من الشكاوى لوزارة التربية والتعليم للمشكلات التي تحاصر أبنائهم خلال الانتظام بالمدارس، أبرزها تكدس الطلاب والعجز في أعداد المدرسين وقصر زمن الحصة الدراسية.
عجز المعلمين
ومن جهتها أكدت داليا الحزاوي مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة الأسرية إلي أنها مازالت تتلقى العديد من شكاوي أولياء الأمور في جروب حوار مجتمعي في التعليم عن وجود عجز في المعلمين في مدارسهم، مما يجعل اليوم الدراسي بلا أي استفادة، مطالبة الوزارة بالوفاء بالوعود التي أطلقتها وإيجاد آليات سريعة لحل مشكلة عجزعدد المعلمين حتى يستفيد الطلاب من اليوم الدراسي.
كما طالبت الحزاوي بأن يكون هناك تأهيل للمعلم أيضا، كما نرجو توفير تأمينات مناسبة في المدارس في الفترة المسائية، خصوصًا في الأماكن الغير آمنة حفاظا على الطلاب وتخفيف الضغوط النفسية على أولياء الأمور خوفا علي أولادهم.
وقال حازم حامد، منسق اتحاد معلمي مصر، إنه حتى الآن هناك عدم انتظام في وصول نشرات ندب المعلمين والمعلمات لمدارس العجز.
قصر وقت الحصة
وأضافت الحزاوي أن هناك شكاوي أيضا من كم المطلوب من التقييمات اليومية والأسبوعية التي تشكل ضغطا كبيرا علي الطالب وولي الأمر، فضلا عن أن وقت الحصة قليل لا يكفي للشرح في وسط ما هو مطلوب من المعلم تأديته من أعمال.
طلاب بلا فصول
وقالت منى أبوغالي، منسق حملة (حوار مجتمعي تربوي) إن “هناك شكاوى متعددة لأولياء الأمور من سوء توزيع الطلاب وتقسيمهم على نظام الفترتين، بجانب عجز المعلمين بخلاف بعد مسافات المدارس التي تم نقلهم لها عن مقر سكنهم وهو ما نتج عنه عبء مادى وجهد إضافي على الطلاب”.
وأشارت إلى أن كثافة الفصول تم تقليلها في عدد قليل من المدارس، ولكن على حساب عجز المعلمين بجميع المراحل، وهناك أغلبية مدارس لا تضم فصولا للصف الثالث الإعدادي والصفوف الأول والثاني والثالث الثانوي.
ورأى حساب“الموقف المصري” أن الوزير لم يلتزم بأي من وعوده وأنه كان على الوزير أن يطالب الحكومة بتحسين نسبة مخصصات التعليم، أو على الأقل سد أكبر قدر من حاجتها من الفصول الدراسية، وأن ذلك الحل الوحيد للأزمة، لأنه الفصول هي الأساس في العملية التعليمية كلها، وبدونها لن يكون هناك تطوير أو تعليم.
مشاكل لا حصر لها
ومن جهتهم تحدث العديد من أولياء الأمور عن مشاكل عديدة لا حصر لها تصاحب وجود أبنائهم في المدارس، فالحمامات لا تصلح، ومدة الحصة قصيرة لا تكفي المعلم لإيصال المعلومة، والذي أصبح ماكينة لا ترتاح حيث يطبق فترتين دراسيتين لسد عجز المعلمين، ما يلقي عليه ضغوطا فوق الضغوط الأخرى، حيث يتعامل مع أكثر من 90 طالبا في الفصل الدراسي الواحد وليس كما يدعي الوزير، 50 طالبا.
كما أن عدد الحصص الاحتياطية قد زاد نظرا لعجز المعلمين واصفين الوزير بالكاذب، حيث إن طلاب الصف الثالث الإعدادي والثالث الثانوي، لا يجدون مدرسين في معظم المدارس الحكومية.
وكان وزير التعليم محمد عبد اللطيف، قد أدلى بتصريحات أمام مجلس النواب، تفيد أن الكثافة الطلابية في الفصول لم تتجاوز 50 تلميذاً في مدارس الوزارة على مستوى الجمهورية، وذلك بعد إضافة نحو 98 ألف فصل جديد من خلال تطبيق نظام الفترتين بدلاً من اليوم الواحد، وهو ما تم تكذيبه من جميع جروبات أولياء الأمور واصفين بأن يتحدث عن المدارس الخاصة وليست الحكومية.
كما أوضح عبد اللطيف، في بيان أمام مجلس النواب، أن زيادة عدد الفصول أسفرت عن ارتفاع عجز المعلمين إلى أكثر من 665 ألف معلم، مما دفع الوزارة إلى زيادة مدة التدريس الفعلية من 23 إلى 31 أسبوعاً خلال العام الدراسي، ونسي أن يقول إنه قلص زمن الحصة المدرسية للنصف، ما يعني أنه تم تقليص مدة التدريس الفعلية وليس كما يدعي.
وأشار إلى أنه تم تأمين المخصصات المالية اللازمة لتوظيف 50 ألف معلم بنظام الحصة في المواد الأساسية، مع تحديد مبلغ 50 جنيهاً (ما يعادل دولاراً واحداً تقريباً) لكل حصة، وهذا لم يحدث، حيث إنه لم يتعاقد مع المدرسين بالحصة في معظم المدارس الحكومية.
ويبلغ إجمالي عدد التلاميذ الملتحقين بمراحل التعليم الأساسي في مصر 25 مليوناً و494 ألفاً و232 تلميذاً للعام الدراسي 2023-2024، موزعين بين المدارس الحكومية والخاصة، مع وجود 843 ألفاً و490 معلماً و500 ألف فصل دراسي، في حين يبلغ العجز نحو 250 ألف فصل دراسي.
تجربة العام الماضي بإنجاح إجباري
يشار إلى أن نفس التعليمات، صدرت العام الماضي، من قبل هيئات سيادية عليا، للإدارات العليمية والمدارس، بإنجاح كل التلاميذ، بغض النظر عن إجاباتهم، وذلك بدعوى أنها تعليمات رئاسية بتخفيف الأحمال والأعباء المعيشية عن الأسر المصرية، وسط تردي الأوضاع الاقتصادية، والعجز المالي وغلاء الأسعار وغيرها.
فيما يرى معلمون وخبراء تربويين أن ذلك الأمر يهدد المجتمع المصري ككل، إذ يهدر تكافؤ الفرص ويضيع جيل كامل، ينجح بلا مجهود وبلا تحصيل.
وقد سبق أن عوقب كثثير من المعلمين إلى تحقيقات قانونية، بسبب إصرارهم على مراعاة قواعد المهنة، وعدم إنجاح إلا من يستحق النجاح فقط.