قالت مؤسسة “عدالة لحقوق الإنسان” إن زيارة وفد من السفراء والدبلوماسيين الأفارقة لمركز الإصلاح والتأهيل في العاشر من رمضان تأتي ضمن سلسلة زيارات لا تعكس الواقع المأساوي داخل السجون المصرية، حيث تستمر الانتهاكات الجسيمة بحق آلاف المعتقلين السياسيين.
وأدانت المؤسسة ما وصفته بـ”المسرحيات الإعلامية المتكررة” التي ينفذها النظام المصري لتجميل صورته الحقوقية.
وقال مدير مؤسسة عدالة، المحامي محمود جابر، إن هذه التحركات تأتي في سياق محاولات النظام المصري تضليل المجتمع الدولي، خاصة مع اقتراب موعد عرض ملف حقوق الإنسان أمام الأمم المتحدة في إطار الاستعراض الدوري الشامل. وأضاف جابر: “النظام يسعى لتزييف الحقائق عبر زيارات منظمة ومعدة مسبقًا، بينما السجون المصرية تمثل بيئة قمعية لا تمت بصلة إلى معايير حقوق الإنسان الدولية”.
وأكدت مؤسسة عدالة أن الإشادات الصادرة عن بعض أعضاء الوفد لا تعدو كونها استجابة لمظاهر دعائية، لا تعبر عن الواقع الحقيقي الذي توثقه التقارير الحقوقية المحلية والدولية.
وأشارت المؤسسة إلى أن النظام المصري يتجاهل بشكل ممنهج الانتهاكات المستمرة داخل السجون، بدءًا من التعذيب والإهمال الطبي وصولًا إلى الحرمان من الزيارات العائلية، في تناقض صارخ مع ما يروّج له إعلاميًا.
ودعت المؤسسة المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم تجاه الانتهاكات الممنهجة في مصر، وعدم الانخداع بالزيارات المنظمة التي تهدف إلى التغطية على جرائم حقوق الإنسان المستمرة، وأكدت أن تحسين الأوضاع الحقوقية يبدأ بالإفراج عن المعتقلين السياسيين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وليس من خلال عروض دعائية سطحية.
وتكررت زيارات السجون في إطار حملات دعائية حكومية، حيث نظمت حكومة السيسي عدة زيارات لما تسميه “مراكز الإصلاح والتأهيل”، ففي 25 و30 ديسمبر الماضي، شارك فنانون وإعلاميون وحقوقيون محسوبون على النظام، إلى جانب أعضاء “المجلس القومي لحقوق الإنسان” المعين من قبل النظام، في زيارة لمركز الإصلاح والتأهيل بالعاشر من رمضان.
وعلى قناة “صدى البلد”، قال الإعلامي أحمد موسى، أحد الأذرع الإعلامية للنظام: “مركز الإصلاح والتأهيل بالعاشر من رمضان يضم مركزًا طبيًا متكاملًا، ويتيح إجراء العمليات الجراحية للنزلاء، ولكل واحد منهم خطة علاجية خاصة به يمكنه متابعتها حتى بعد الإفراج عنه”.
وضم وفد زيارة مجمع سجون العاشر من رمضان اللواء طارق مرزوق، مساعد وزير الداخلية لقطاع الحماية المجتمعية (مصلحة السجون سابقًا)، وهو أحد المسؤولين عن الانتهاكات الممنهجة ضد المعتقلين السياسيين، بما في ذلك الإهمال الطبي والتعذيب.
وكان مركز الإصلاح والتأهيل بالعاشر من رمضان قد استقبل وفدًا من السفراء والدبلوماسيين الأفارقة للاطلاع على مرافق المركز وبرامج الإصلاح والتأهيل المطبقة داخله، والتي يدّعي النظام أنها تتماشى مع أعلى المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
يذكر أن السجن بالعاشر من رمضان افتُتح رسميًا يوم الثلاثاء 21 مارس 2023.