أعاد غرق القارب السياحي “سي ستوري”، في ساحل مرسى علم، تسليط الضوء واتجاه الأنظار على حوادث مشابهة شهدتها مصر في الآونة الأخيرة، وتحديدا في مياه البحر الأحمر.
وتأتي تلك الكارثة مع تكرار حوادث الغرق والحرائق و”الشحوط” في البحر الأحمر، مع تجاهل الحكومة لدعوات العديد من الجهات المهتمة بالسياحة إلى توفير وحدات إسعاف بحري مجهزة للتدخل السريع وضمان سلامة الرحلات السياحية والأنشطة البحرية في المنطقة، التي تعد وجهة رئيسية لسياحة الغوص في مصر.
غرق القارب سي ستوري
والاثنين الماضي غرق القارب السياحي “سي ستوري”، المملوك لمصري الجنسية وطوله 34 مترا وعرضه 9.5 أمتار، على بعد 46 ميل بحري من شاطئ مرسى علم، علما بأن القارب يملكه مصري الجنسية.
وكان على متن القارب 44 راكبا، هم 13 مصريا و31 من جنسيات أميركية وألمانية وبريطانية وبولندية وبلجيكية وسويسرية وفنلندية وصينية وسلوفاكية وإسبانية وأيرلندية.
وأوضح مسؤولون أن آخر تفتيش خضع له القارب بشأن السلامة البحرية، كان في مارس الماضي، حين حصل على شهادة صلاحية لمدة عام، ولا توجد أي ملاحظات أو عيوب فنية فيما يتعلق به.
والسبب المبدئي للحادث، وفقاً لروايات الأجانب والطاقم المصري، هو موجة ضخمة، صدمت المركب مما أدى لانقلابه، فيما كان بعض الركاب داخل الكبائن مما منعهم من الخروج بسرعة.
وكان من المقرر أن تستمر رحلة غطس انطلق القارب من أجلها من ميناء بورتو غالب بمرسى علم، خلال الفترة من 24 وحتى 29 نوفمبر الجاري، على أن يعود إلى مارينا الغردقة.
حصيلة الكارثة
وكشف بيان من السلطات الثلاثاء، أن الجهود المبذولة أسفرت حتى الآن عن إنقاذ 31 شخصاً، وانتشال 4 جثث فقط، بينما لا يزال البحث مستمر للعثور على 9 مفقودين آخرين.
حوادث متكررة
وأعادت الواقعة إلى الأذهان حوادث مشابهة شهدتها مياه البحر الأحمر قبالة سواحل مصر، ومن أحدثها:
7 نوفمبر 2024
شهدت منطقة أبو الكيزان جنوب البحر الأحمر، غرق قارب “لنش” سياحي يدعى “نوران” أثناء رحلة غوص.
وفقا للجهات المعنية، فقد تم إنقاذ 30 شخصًا، بينهم 15 سائحًا أجنبيًا و4 مصريين و11 فردًا من طاقم القارب.
ونُقل الناجون إلى “مارينا بورت غالب”، على متن قارب آخر يدعى “تالا”.
26 يونيو 2024
تعرض قارب سياحي يحمل 24 سائحًا فرنسيًا لـ”الشحوط” أثناء رحلة غوص في منطقة شعاب سطايح جنوب مرسى علم، مما أدى إلى أضرار جسيمة بالمركب وحدوث ثقب كبير فيه تسبب في غرقه بالكامل.
و”شحوط” القوارب هو مصطلح يستخدم عند دخول القوارب في مياه ضحلة، أو عندما تعلق في الشعاب المرجانية.
وحسب محافظة البحر الأحمر، فقد تم إنقاذ جميع السياح دون أي إصابات، بفضل تدخل قارب مجاور.
25 أبريل 2024
غرق القارب السياحي “كارتنون” شمال البحر الأحمر خلال رحلة غوص.
وتمكن العاملون على أحد القوارب السياحية المجاورة من إنقاذ 35 شخصًا، بينهم 26 سائحًا أجنبيًا، ونقلهم إلى “مرسى بحري” بسلام.
22 فبراير 2024
اندلعت النيران في قارب سياحي أثناء رحلة غوص جنوبي البحر الأحمر، أعلنت محافظة البحر الأحمر أنه تم إنقاذ 31 شخصًا، بينهم 17 سائحًا أجنبيًا و14 مصريًا من طاقم القارب.
17 سبتمبر 2024
تمكنت القوات البحرية المصرية من إنقاذ 3 غواصين بريطانيين جرفهم التيار أثناء رحلة غوص بالقرب من جزيرة الأخوين.
وأفاد بيان للمتحدث العسكري المصري، بأن الجهود المكثفة بالتنسيق مع مراكز الغوص والجهات المعنية، أسفرت عن العثور على الغواصين ونقلهم بأمان.
11 يونيو 2023
أعلنت شركة “سكوبا ترافل” البريطانية، وفاة 3 سياح بريطانيين كانوا في عداد المفقودين بعد اندلاع حريق في قارب “هوريكان” خلال رحلة غوص قرب مرسى علم، بينما تم إنقاذ 26 شخصًا آخرين، وذكرت السلطات المصرية أن الحريق نجم عن ماس كهربائي.
7 يونيو 2023
تعرض قارب سياحي يُدعى “نيوم دريم” للغرق أثناء رحلة غوص قرب شواطئ مرسى علم، وكان على متنه 26 سائحًا بولنديًا و8 أفراد من الطاقم، ووفقًا للجهات المختصة، تمكن طاقم قارب آخر من إنقاذ جميع الركاب دون وقوع إصابات.
ومع تكرار حوادث الغرق والحرائق و”الشحوط” في البحر الأحمر، دعت عدة جهات إلى توفير وحدات إسعاف بحري مجهزة للتدخل السريع وضمان سلامة الرحلات السياحية والأنشطة البحرية في المنطقة، التي تعد وجهة رئيسية لسياحة الغوص في مصر.