كشفت منصة إيكاد المتخصصة في “استخبارات المصادر المفتوحة” عن تحرك مستوطنين ليلًا، يشقون طرقًا ويوسعون مستوطنات، ويخططون لإعادة رسم الواقع شرق بيت لحم.
وأوضحت المنصة أن المستوطنين يريدون فرض واقع تُمحى فيه بلدات الفلسطينيين وتتصل فيه مستوطنات الإسرائيليين ضمن أنشطة الاستيطان في الضفة ومحاولات السيطرة على التلال لتسهيل مهاجمة البلدات الفلسطينية،.
ولفتت إيكاد أنها كشفت عبر تحليل دقيق لصور الأقمار الصناعية، عن تغيّرات جديدة تُجرى شرق بيت لحم جنوب الضفة الغربية تخدم هذا المخطط.
وسابقًا كشفت إيكاد عن مخطط يقوم به المستوطنون في مستوطنة “إيتمار” شمال الضفة الغربية؛ حيث يركزون على بناء بؤرهم الجديدة على المرتفعات لمراقبة الفلسطينيين ورصد تحركاتهم، ويعمل المستوطنون الذين يسكنون بؤر التلال كذلك على شق طرق تمكنهم من الوصول للقرى الفلسطينية بشكلٍ أسهل.
لكن في هذه المرة وفي 18 نوفمبر، نشرت شبكة “قدس” فيديو ذكرت أنه يُظهر طرقًا يشقها المستوطنون لربط المستوطنات ببعضها شرق بيت لحم، هذه الطرق تهدف لقطع الطرق بين القرى والبلدات الفلسطينية، بحسب المتداول.
وقالت المنصة أنه عملت على تحديد مكان التقاط الفيديو وكشف موقع الطرق بدقة في بيت لحم، وبتحليل شكل الطريق الترابي، وكذا أشكال الصخور والتضاريس الجغرافية في المكان، نرجّح أن المقطع التُقط في منطقة محاذية لمستوطنة معاليه عاموس، الموجودة على تلة مرتفعة .
وأضافت أنه بعد تحديد الموقع، حاولنا كشف التغيرات التي طرأت على هذه المنطقة، ومن خلال صور الأقمار الصناعية، رصدنا تغيّرات في 4 مواقع مختلفة في تلك المنطقة ومحيطها، تركزت التغيّرات تحديدًا في محيط بلدة تقوع الفلسطينية بين مستوطنتي كفر إلداد ومستوطنة ميتزاد.
شكل التغيّرات في المناطق الأربعة بالتفصيل
منطقة التغيّرات الأولى أول المواقع التي رصدنا فيها التغيّرات كانت بين مستوطنتي ميتزاد ومعاليه عاموس، وتقابل كل من بلدتي تعمرة وكيسان الفلسطينيتين. أظهرت الصور ما بين سبتمبر 2023 ونوفمبر 2024 أن المنطقة شهدت عمليات شق طرق نرجّح أنها لربط المستوطنات ببعضها.
منطقة التغيّرات الثانية ظهرت التغيّرات في المساحة الواقعة بين بلدة تقوع الفلسطينية ومستوطنات قريبة منها، رصدنا شق عدة طرق في المنطقة، نرجّح أنها لتسهيل وصول المستوطنين إلى البلدات الفلسطينية، لا سيما بلدة تقوع.
منطقة التغيّرات الثالثة وبجانب المنطقتين السابقتين، لاحظنا وجود عمليات شق طرق في منطقة محاذية لمستوطنة كفر إلداد وقرية جبة الديب الفلسطينية، تلك الطرق يبدو أنها تحاول تسهيل وصول المستوطنين إلى قرية جبة الديب وعزلها عن ما حولها من قرى وبلدات فلسطينية.
منطقة التغيّرات الرابعة آخر مناطق التغيّرات التي رصدناها كانت في محيط مستوطنة معاليه عاموس، لاحظنا وجود عمليات توسعة للمستوطنة وشق طرق جديدة، نرجّح أنها محاولات من المستوطنين لبسط سيطرتهم في هذه المنطقة المليئة بالتلال المطلة على القرى والبلدات الفلسطينية المجاورة.
خطة الاحتلال والمستوطنيين
وبتحليل مواقع التغيرات قالت إيكاد إنه يمكننا كشف خطة الاحتلال والمستوطنيين في هذه المنطقة، التي تتلخص في: التغيّرات في موقعي 1 و4 نرجّح أنها لتسهيل السيطرة على بلدتي تعمرة وكيسان الواقعتين في محيط مستوطنة معاليه عاموس. بعد ذلك سيتمكن الاحتلال من إحكام الخناق على بلدة تقوع؛ حيث ستكون محاطة من جميع الجوانب بالبؤر الاستيطانية: فمن الجنوب ستكون محاطة بكيسان، حال سيطرة المستوطنين عليها، ومن الشرق ستحاط بمنطقة التغيّرات الثانية التي تم فيها شق الطرق لتسهيل الوصول لها. من الشمال ستحدها مستوطنة تقوع، ما سيضعها بين كماشة تضيق علي الفلسطينيين بها وتسهل عملية استهدافهم واستهداف أراضيهم.
ولفتت أن هذه التغيّرات التي كشفناها في شرق بيت لحم لا تتم بشكل منفرد، بل تأتي ضمن سياق أكبر تستهدف فيه الأنشطة الاستيطانية بشكل ممنهج أراضي القرى الفلسطينية، عبر شق الطرق المؤدية إليها وتوسيع المستوطنات المحيطة بها. كما أنها تهدف لتوصيل المستوطنات في جنوب القدس وشمال بيت لحم ببعضها، وعزل البلدات الفلسطينية عن بعضها، في خطوة تهدد إمكانية إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا.
من يقود هذه التغيرات؟
وأوضحت إيكاد أنه بحسب ما تبيّن لنا من البحث، فإن مستوطنة معاليه عاموس التي تركزت التوسعات حولها، تتكثف منها الهجمات على البلدات الفلسطينية المحيطة بها، تلك المستوطنة تقودها مجموعة استيطانية تسمى “منتدى الكفاح من أجل كل دونم”، التي نرجّح أنها إحدى المنظمات التي تقود الهجمات والتوسعات الاستيطانية في شرق بيت لحم.
وأكملت إيكاد أنه نستنتج في النهاية: مثل ما فعل المستوطنون في مستوطنة “إيتمار” ومحيطها شمال الضفة الغربية، من شق طرق وتوسيع المستوطنات لتسهيل الوصول إلى البلدات الفلسطينية ومراقبتها، يقومون بالأمر ذاته جنوب الضفة الغربية، وفي البلدات الواقعة شرق بيت لحم.
ورصدت عدة تغيرات وشق طرق تحاول ربط المستوطنات الإسرائيلية شرق بيت لحم، كما تحاول هذه الطرق فصل البلدات الفلسطينية عن بعضها، لتهدد إمكانية إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا.
كل هذه التطورات تأتي في وقت انشغل فيه العالم بالحرب في لبنان وغزة؛ ولم تأخذ الزخم اللازم من الاهتمام رغم خطورة الأمر في الضفة.
من جهة أخرى، يستعد الرئيس الأمريكي الجديد “دونالد ترامب” لاستلام مهامه بعد أقل من شهرين، الذي كشفنا في تحقيق مفصل عن دعم حصل عليه شريطة الموافقة على عمليات الاستيطان.
واختتمت إيكاد متسائلة فكيف سيكون مصير ما تبقى من قرى عربية في الضفة خصوصًا المحاذية للمستوطنات والجماعات المتطرفة؟.
https://x.com/EekadFacts/status/1860253982884516102