تنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي منذ الساعات الأولى لانتصار الثورة السورية، والإطاحة بنظام الأسد الذي أزل السوريين لأكثر من 5 عقود، جملة من الشائعات والمزاعم التي تشوش على الجمهور وتثير جدلًا في غير وقته ومزاعم تقتل لحظة الفرح بانتصار الثورة، تطلقها أبواق الطغاة لتخوين الثوار عبر نشر الشائعات وخلق الفتن.
وحتى من قبل أن تنتصر الثورة وأبواق الطغاة الإعلامية قدمت تقييمات مبكرة عن الثور والفصائل المعارضة بهدف شيطنتهم وتحليلات تستند في الأساس على التشكيك والتخويف من المستقبل، ما يعكس واقع الصدمة التي أحلت بالجميع إثر حدوث مالم يكن يومًا متوقعًا، ما لم يدر بخلد أعتى أجهزة الاستخبارات، وغاب عن قراءات وتحليلات واستطلاعات مراكز الأبحاث والدراسات المعتبرة.
وتأتي تلك الشائعات المضللة، وطرحها على موائد النقاش السياسي، بعد تضخيمها إعلاميًا، في سياق خطة ممنهجة لتشويه المعارضة السورية وتخويف السوريين ممّا هو قادم، ومحاولة خلق فجوة كبيرة بين فصائل المعارضة والحاضنة الشعبية التي كانت ضلعها الأبرز نحو إسقاط نظام الأسد.
أبواق الطغاة جن جنونهم بعد ما حدث في سوريا
من جهته يرى السياسي والحقوقي أسامة رشدي أن أبواق الطغاة جن جنونهم بعد ما حدث في سوريا فهم لايكفون عن الشائعات لخلق الفتن ويحملون الثوار المسئولية عن الهجمات المدمرة لجيش الاحتلال الصهيوني على بعض المواقع العسكرية، ودخولهم للمنطقة العازلة استغلالا للظروف.
النظام السوري لم يطلق رصاصة واحدة على الصهاينة
وبتفنيده للشائعات المضللة قال رشدي أولاً: “سوريا كانت مستباحة للطيران الصهيوني صباح مساء وبشار وجيشه كانوا كالبطة العرجاء ولم يطلقوا رصاصة واحدة عليهم، ولم تحميه روسيا التي منحها قواعد لم تكن تحلم بها في شرق المتوسط.”
وتابع أن ما تقوله اسرائيل من أنها تخشي من وقوع الأسلحة او الطائرات التي دمرتها في أيدي الثوار يعني أنها كانت مطمئنة على وجودها في أيدي بشار لأنه كان يستخدمها لابادة شعبه ولم يكن ينتابها القلق منها، رغم أنهم كانوا يستطيعون ايضا تدميرها من قبل.
ولفت رشدي أن الثوار لم يقوموا بحل الجيش السوري بل هو الذي انهار لأنه لم يكن جيشًا وطنيًا بل كان جيشا طائفيًا تورط في المجازر ضد شعبه طوال ال14 عامًا الأخيرة، ولذلك سارع ضباطه بالهروب بعد هروب السفاح الذين كانوا في خدمته، وخلعوا ملابسهم وهربوا أو عادوا لبيوتهم، وأضاف كان بوسع بشار أن يتفاوض على إدارة انتقالية ولكن هروبه وهروب قادته هو ما أدى لانهيار الجيش.
وتساءل أين هو الدور العربي لإدانة هذا الهجوم الصهيوني على سوريا؟ والوقوف بجانب سوريا واحترام خيار شعبها والمساهمة في تضميد جراحه لطي هذه الصفحة المؤلمة من تاريخه، بينما سارع #السيسي بدعوة هيرسي هاليفي رئيس أركان جيش الاحتلال ورئيس الشاباك للقاهرة لبحث مخاوفهم من تأثير الأوضاع في سوريا عليهم كما افاد الإعلام العبري.
وأشار أنه يكفي نفاقًا وتضليلاً، الثوار الذين سحقوا طوال الـ 14 عامًا الأخيرة، ولم يتسلموا السلطة بعد، ولم يتمكنوا حتى من بحث مصير عشرات الآلاف من المختفين قسريًا، ويبحثون عن السجون السرية التي قد تكون لاتزال عامرة، ولم يتمكنوا من اعادة بناء الجيش، والسيطرة على المليشيات التي لاتزال مسلحة، ولم يتمكنوا من بناء اجهزة الدولة المنهارة؛ لا يمكن تحميلهم مسئولية خوض حرب مع الصهاينة يمكن ان تكون لها انعكاسات خطيرة.
“اهدوا شوية .. فسوريا باتت حرة رغم أنوفكم”.