مع دخول فصل الشتاء وانتشار الأمراض، خاصة متحورات فيروس كورونا في عدد من دول العالم، وجهت منظمة الصحة العالمية تحذيرات بضرورة فرض إجراءات احترازية مشددة والتطعيم بلقاحات كورونا وغيرها من اللقاحات الأخرى لحماية الأشخاص، خاصة مرضى الجهاز التنفسي والجيوب الأنفية.
ورغم تحذيرات الصحة العالمية، إلا أن حكومة الانقلاب لم تتخذ أي إجراء سوى رفع أسعار الأمصال واللقاحات، ما يعني تعجيز ملايين الغلابة من الحصول عليها، ليصبحوا عُرضة لكل الأمراض والفيروسات التي تنتشر في فصل الشتاء.
رفع أسعار اللقاحات يكشف عن تعمد حكومة الانقلاب إلحاق الأذى بالمصريين وعدم الاهتمام بحالتهم الصحية، ما يؤكد انتهاكها لحقوق الإنسان وإهدارها لكرامته.
كانت الأسابيع الأخيرة قد شهدت ظهور متحورات جديدة من فيروس كورونا، أبرزها متحور XEC، الذي لفت الأنظار عالميًا بسبب قدرته على الانتشار السريع والتهرب من المناعة المكتسبة.
وظهر هذا المتحور لأول مرة في ألمانيا وانتشر في 29 دولة حتى الآن، وأعراضه تقليدية، منها الطفح الجلدي، التهاب الملتحمة، وآلام عضلية غير اعتيادية. كما يظهر مقاومة للقاحات الموجودة، ما يتطلب تحديث اللقاحات الحالية.
كما انتشر متحور FL.1.5.1 “إيريس” في مناطق واسعة، خاصة الولايات المتحدة وأوروبا، ويتميز بقدرته العالية على التهرب من المناعة، وأعراضه لا تختلف عن الأعراض التقليدية لفيروس كورونا.
أيضًا انتشر متحور BA.2.86 “بيرولا”، الذي يتميز بتغيرات جينية كثيرة مقارنة بالسلالات السابقة، مما أثار المخاوف بشأن فاعلية اللقاحات، ويراقب العلماء هذا المتحور خشيةً من قدرته على الانتشار السريع.
الرصد الوبائي
حول هذه التطورات، قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إن المتحور XEC ليس جديدًا وهو موجود بالفعل منذ أغسطس الماضي، ولكن طبقًا للإحصائيات يُعد KN1 أقوى متحور خلال الفترة الماضية يليه XEC.
وأكد عنان في تصريحات صحفية عدم وجود متحور مقلق هذا الشهر، لكن هناك متحورين تحت المراقبة، موضحًا أن أعراض هذه المتحورات هي نفس الأعراض المتعارف عليها في متحور أوميكرون، مثل:
ارتفاع درجة الحرارة، تورم بسيط في الغدد الليمفاوية، احتقان في الحلق، كحة، فقدان حاسة الشم والتذوق، وأشار إلى أن هذه الأعراض تستمر لمدة أسبوع للتعافي وأسبوع آخر كفترة نقاهة.
وأوضح أن المنظمات الصحية تؤكد أن الفيروس سيستمر في التحور، ما يتطلب تعاونًا دوليًا مستمرًا لتحسين أنظمة الرصد الوبائي وتطوير علاجات ولقاحات أكثر فعالية، مؤكدًا أن الوقاية والوعي هما السلاح الأقوى في مواجهة هذه المتحورات، خاصة في ظل غموض خصائصها وتأثيراتها المحتملة.
فحص مخبري
وقال الدكتور محمد يونس، استشاري الأمراض الصدرية وعضو الجمعية الأوروبية لأمراض الصدر، إن ضعف الجهاز المناعي بسبب البرد الشديد في فصل الشتاء يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بفيروسات كثيرة، بما في ذلك فيروس كورونا، وانتشار الفيروسات عن طريق العطس والسعال، مما يؤدي إلى تلوث الأسطح والأشياء التي يلمسها المصاب.
وأضاف يونس في تصريحات صحفية: إن انتشار جائحة كورونا أثار تساؤلات حول العلاقة بين البرد الشديد وكورونا، ووجدت الدراسات الأخيرة أن بعض أعراض البرد الشديد تشبه أعراض الإصابة بفيروس كورونا، مثل السعال والحمى وانسداد الأنف، موضحًا أن هناك اختلافات مهمة بين الفيروسين، حيث يسبب فيروس كورونا أعراضًا أكثر شدة، مثل فقدان حاسة الشم والتذوق وضيق التنفس.
وشدد على ضرورة إجراء فحص مخبري للكشف عن وجود فيروس كورونا والتأكد من التشخيص الصحيح، مشيرًا إلى أنه في حالة الإصابة بكورونا، يجب اتباع الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع انتشار الفيروس على نطاق واسع.
مرضى الجهاز التنفسي
وقال الدكتور نادر نصر الدين، استشاري الأمراض الصدرية، إن مرضى الجهاز التنفسي والجيوب الأنفية أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات البرد الشديد، مطالبًا هؤلاء المرضى باتخاذ احتياطات النظافة الشخصية مثل غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، وتجنب لمس الوجه والعينين والفم، وتغطية الفم والأنف بمنديل أو كمامة عند السعال أو العطس. وأكد على ضرورة تغطية الفم والأنف بمنديل ورقي أو بمرفق الثوب في أماكن الزحام مثل وسائل المواصلات لحماية المريض ومن حوله بالتباعد الاجتماعي.
وشدد نصر الدين في تصريحات صحفية على ضرورة تجنب الأماكن المزدحمة وعدم الاختلاط بالأشخاص المصابين، والتهوية الجيدة لكل غرف المنزل، والالتزام بالعلاج الدوائي والحصول على التطعيمات اللازمة، مثل لقاح الإنفلونزا، لحماية الجسم من الفيروسات الأخرى.
وأشار إلى ضرورة الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول غذاء صحي ومتوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب التدخين والتعرض للتلوث، مؤكدًا أن الوقاية خير من العلاج.
وأوضح نصر الدين أن العلاج يتطلب الراحة التامة وشرب الكثير من السوائل الدافئة، واستخدام الأدوية المسكنة للألم وخافضة للحرارة، مثل الباراسيتامول والأيبوبروفين، ولكن في حالة تفاقم الأعراض، يجب استشارة الطبيب.
واعتبر أن البرد الشديد يعد من الأمراض الشائعة ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى بعض الفئات. لكن من خلال اتباع الإجراءات الاحترازية اللازمة، يمكن الحد من انتشار البرد الشديد والحماية من مضاعفاته، مطالبًا مرضى الجهاز التنفسي والجيوب الأنفية باتخاذ احتياطات إضافية للحفاظ على صحتهم.