كتب : عبدالله رمزي
مع بدايات الربيع العربي وبشائر نجاح الثورة التونسية، حاول إعلام السلطة في مصر تزييف الوعي الجمعي، مدعياً أن مصر ليست مثل تونس، وبعد اندلاع الثورة السورية، كرر الإعلام المصري نفس الخطاب، ليخرج لاحقاً رأس النظام الانقلابي في مصر مدعياً أنه لم يقتل أحداً ولم يسرق أموال أحد، في محاولة لتبرئة نفسه من التشابه مع المستبدين الآخرين في المنطقة.
ولكن الحقيقة الصادمة هي أن الاستبداد كله ملة واحدة؛ لا يفرق بين مستبد وآخر سوى في الدرجة وليس في النوع، بشار الأسد، الذي أحرق سوريا وقمع شعبها، والسيسي، الذي دمر مقدرات مصر وانتهك حقوق شعبها، كلاهما وجهان لعملة واحدة، فكلاهما استباح الوطن، نشر الظلم، أهدر كرامة المواطن، قتل الحريات عمدًا، وبنى السجون بدلًا من المدارس والمستشفيات.
وإذا كان بشار قد قصف شعبه وهجره، فإن السيسي تفوق عليه ببيع مقدرات الوطن والتفريط في حقوق مصر وسيادتها، بدأ ذلك برسم الحدود البحرية في المتوسط، والتنازل عن حقوق الغاز الطبيعي، مرورًا بالتفريط في جزيرتي تيران وصنافير، ثم بيع أراضٍ واسعة لجهات خارجية، مثل 1000 كم لولي العهد السعودي، ومناطق استراتيجية مثل “رأس الحكمة”.
لم يتوقف الأمر عند بيع الأرض، بل امتد إلى تمكين القوى الإقليمية الطامعة من مفاصل الاقتصاد المصري، وخصخصة القطاعات الأساسية، حتى وصل به الحال إلى المتاجرة بآلام الفقراء عبر تخصيص المستشفيات العامة، السيسي لم يعد يكتفي بالقمع الداخلي، بل أصبح أداة لخدمة قوى إقليمية تسعى لتهميش مصر وتحجيم دورها إقليمياً ودولياً.
لكن مصر، بتاريخها وثورتها وشعبها، ليست استثناءً من موجات التحرر، مصر هي تونس، هي سوريا، هي السودان، وهي نبض كل مكان يشتاق إلى الحرية والكرامة، وما أوقن به يقيناً هو أن الظلم لن يدوم، وأن مصر ستتحرر قريباً على يد أبنائها، وعندما يأتي ذلك اليوم، ستنهار الجدران التي يحتمي بها النظام الانقلابي، وسينقلب السحر على الساحر.
كما قال الله تعالى: “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.