رَفعت سياسات السيسي الفاشلة نصيب المواطن من ديون مصر الخارجية إلى نحو 1444.5 دولارًا في الربع الأول من السنة المالية 2023/2024، مقابل 1360.7 دولارًا في الفترة ذاتها من العام المالي السابق.
وقال الخبير الاقتصادي د. إبراهيم نوار عبر “فيسبوك”: “ديون مصر الخارجية بلغت بنهاية العام الماضي 168,062 مليار دولار، في حين بلغت قيمة الدين العام الخارجي لدول الشرق الأوسط مجتمعة 443 مليار دولار.
أي أن ديون مصر وحدها كانت تعادل 37.9% من كل ديون المنطقة، ومع أن ديون مصر الخارجية تراجعت إلى 152.9 مليار دولار في يونيو الماضي، فإنها ما تزال تعادل أكثر من ثلث إجمالي الدين العام الخارجي لدول المنطقة”.
وحذّر نوار من ثلاث إشكاليات تتعلق بالديون الخارجية، منها: “الديون قيد على النمو، الديون قيد على ممارسة السيادة، الديون قيد على ممارسة دور قيادي إقليمي”.
مفاسد الاستدانة
وزير المالية الأسبق وعضو صندوق النقد الدولي د. محمود محيي الدين تحدث عن مفاسد الاستدانة وفتات العون الإنمائي في مقال نشره قبل يومين، قال فيه: “وتجد اليوم بلدانًا نامية بين مقترض متعسر أعلن تعثره عن سداد الديون المستحقة، ومقترض يتحاشى التخلف عن سداد الديون بالتخلف في التعليم والرعاية الصحية ومجالات الاستثمار الأساسية للتنمية. فعندما تتجاوز خدمة الدَّين نصف الموازنات العامة، على النحو المشهود في بعض البلدان الإفريقية، فمن أين لها تمويل التنمية، وإن أُعدت بشأنها استراتيجيات مطولة؟ فبغير التمويل تنتهي استراتيجيات التنمية إلى ذكريات مؤلمة لطموحات تحطمت على صخور واقع غابت عنه أولويات، وطغى عليه سوء إدارة الموارد، وافتراضات سخية في حسن ظنها في تدفقات مُيسَّرة للتمويل الدولي”.
أما الباحث جمال بكر (Gamal Bakr) فقال: “أتفهم أن تقترض لاختزال فترة التنمية إذا ما كانت بديلًا عن اعتمادك على مواردك المحدودة فتحقق التنمية وتتحمل أعباء الدين من أجل اكتساب الوقت ثم تقوم بالسداد، أما أن تقترض ولا توجد تنمية وتصبح أسيرًا للدين وفوائده فهذا ما لم أتفهمه حتى الآن! أين التنمية من هذه القروض؟ أين المشروعات التي ستسدد هذه القروض من عوائدها؟ ماذا فعلت البنية التحتية من الطرق والكباري في زيادة الاستثمار والمشروعات؟!”.
وتساءل “بكر”: “ماذا أنت فاعل من أجل سداد هذه الديون؟ بيع الأصول لن يكفي وإنما تسويف للمشكلة. الأحلام والأرقام الوردية من نوعية زيادة.. وزيادة.. وأول سيارة.. وأكبر مجمع.. كلها تتحدث عن المستقبل ولا ترتقي إلى أهداف يمكن تحقيقها وإنما أمنيات، بينما الحاضر مهموم بتوفير الأكل والشرب مع غلاء لم تشهده البلد من قبل!”. وعلق ساخرًا: “عموما إحنا أحسن من سوريا وليبيا والعراق واليمن والسودان ولبنان”.
وأضاف ماجد نصار (Maged Nassar): “حضرتك، ده الكلام العلمي وكلام الناس المتخصصة في الاقتصاد، لكن القروض اللي بيعملها السيسي دي مقصودة ولها غرض مالوش علاقة بالتنمية. أنا شايف أن غرضها الأساسي تثبيت أركان حكمه فقط لا غير. يعني ببساطة هو عارف أنه شخص منقلب على رئيس منتخب، والشخصية اللي زي دي بيكون عندها إحساس بالرعب من أنه يحصل فيه زي ما هو عمل في الرئيس المنتخب، فعشان يضمن أن مفيش دولة كبرى تحاول تحرك انقلاب ضده، فبيتعمد أنه يقترض اقتراضًا سفيهًا ومبالغًا فيه بحيث أي محاولة لإزاحته عن السلطة معناها عدم قدرة الدول الكبرى على استرداد فلوسها. تفكير لئيم ومعروف في مصر بين الموظفين أنه يتعمد ياخد سلف كتير بحيث يضمن أنه مش هيتعرض للرفد لأن شركته مش هتقدر تسترد فلوسها لو رفدته”.