أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، مساء الأربعاء، عن تنفيذ ست عمليات استهدفت تجمعات ومواقع وآليات جيش الاحتلال، في وقت تتواصل فيه حملة القصف الإسرائيلي على مواقع مختلفة من قطاع غزة. وأعلنت كتائب القسام، في بيانات منفصلة، استهداف موقع قيادة وسيطرة لجيش الاحتلال في محور “نتساريم” بصواريخ “107”، فيما تمكّن عناصرها من قنص جندي إسرائيلي وإصابته إصابة مباشرة في منطقة “التوام” شمال مدينة غزة. وأعلنت القسام أيضاً أن عناصرها استهدفوا قوّة إسرائيلية تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفة “تي بي جي” قرب دوار أبو شرخ غرب جباليا شمال قطاع غزة. وفي أكبر عملياتها لليوم، قالت “القسام” إن عناصرها تمكنوا من الإجهاز على خمسة جنود من جيش الاحتلال من مسافة صفر قرب مسجد الخلفاء وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة، كما فجّرت ناقلة جند بعبوة “شواظ” قرب مسجد الشهيد عماد عقل شرق مخيم جباليا أيضاً.
واليوم الثلاثاء، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على منازل في محيط مستشفى كمال عدوان بمدينة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، مع دخول الحرب يومها الـ439، وذلك وسط تحركات مكثفة جارية منذ أيام للتوصل إلى اتفاق تهدئة. وقال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية إنّ آليات عسكرية إسرائيلية متوغلة استهدفت المستشفى، اليوم الأربعاء، ما أدى إلى اشتعال النيران داخل قسم العناية المركزة فيه. ووصف أبو صفية الوضع في المستشفى، وبخاصة قسم العناية المركزة، بـ”الكارثي جداً، وأنه ما زال خطيراً”، ولفت إلى أن “العاملين حاولوا إطفاء النيران بأدوات بسيطة، ولا سيما أن المستشفى يُعاني من نقص في المياه منذ ثمانية أيام عقب استهداف الجيش الإسرائيلي الخزانات وشبكة المياه”.
على الصعيد الإنساني، يواصل جيش الاحتلال فرض حصار على شمال قطاع غزة بمنع دخول المساعدات إلى المنطقة التي تتعرّض منذ أكثر من شهرين متواصلين لحملة إبادة وحشية أدت إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى وتدمير المباني السكنية والمستشفيات. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إن إسرائيل ما زالت ترفض الجهود المبذولة لإيصال المساعدات إلى شمال القطاع، مضيفاً أن بعثات المساعدات التي تقودها الأمم المتحدة إلى شمال غزة، ولا سيما التي تحاول الوصول إلى المناطق المحاصرة، يُرفض أغلبها.
في الأثناء، أكّد قيادي في حماس، في تصريحات خاصة لـ”العربي الجديد”، اليوم الأربعاء، أن المفاوضات الجارية بشأن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تمكنت من حسم الغالبية العظمى من النقاط الخلافية، مضيفاً أن الاتفاق ربما يكون في مرحلة وضع “الرتوش” النهائية. وتشهد جهود الوساطة لوقف الحرب على غزة حراكاً مكثفاً في الأيام الأخيرة، وسط أنباء عن تقدّم باتجاه إبرام اتفاق ينهي الإبادة الجارية في القطاع. وعلم “العربي الجديد” أن وفداً قيادياً من حماس سيصل إلى العاصمة المصرية القاهرة في غضون يومين لاستكمال المناقشات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي تشهد مراحلها النهائية، وهو ما سيتزامن مع وصول وفد إسرائيلي أيضاً للهدف نفسه.