نقل موقع «الشرق» عن مصادر حكومية، أمس الأول، سعي مصر لاستيراد ما بين 155 و160 شحنة غاز مسال خلال العام المقبل لتلبية احتياجات السوق المحلية، بتكلفة تصل إلى ثمانية مليارات دولار، وفقًا لمتوسط سعر 48-50 مليون دولار للشحنة.
تضارب حكومي
ونقل «الشرق بلومبرج» عن المصدر أن تراجع إنتاج الغاز الطبيعي في مصر يدفعها لمواصلة استيراده حتى 2029-2030. وفي حين تستمر الوعود الحكومية بعودة إنتاج حقول الغاز المصرية إلى مستوياتها بحلول منتصف العام القادم، واصلت الحكومة خطواتها المعاكسة بتعاقدها على تأجير سفينة تغويز لمدة عشر سنوات، مطلع الشهر الجاري، دون إعلان رسمي.
الحكومة تسير عكس وعودها
وفي مقابل الوعود بعودة إنتاج حقول الغاز المصرية إلى مستوياته، بحلول منتصف العام القادم، واصلت الحكومة خطواتها في الاتجاه المعاكس، بتعاقدها على تأجير سفينة تغويز لمدة عشر سنوات، دون إعلان رسمي، وهي السفينة التي كانت تعمل لصالح الأردن، قبل أن يوقع الأخير اتفاقًا مع مصر يتيح له استغلال البُنى التحتية للغاز فيها.
الاتفاق المُوقّع، الاثنين قبل الماضي، يضمن لشركة الكهرباء الوطنية الأردنية الاستفادة من بواخر الغاز المسال لدى الجانب المصري، خلال العامين المقبلين، ويهدف إلى تأمين إمدادات الغاز الطبيعي المسال للأردن في حالات الطوارئ، حتى الانتهاء من مشروع ميناء الغاز المسال الجديد في العقبة، بحسب البيان الرسمي الأردني.
في المقابل، اكتفى البيان المصري الرسمي المُقتضب بالإشارة إلى أن الاتفاق يُمثل تعظيمًا للاستفادة الاقتصادية من البنية التحتية المصرية لاستقبال الغاز الطبيعي المُسال المُستورد، لخدمة الجانب الأردني، في إطار التكامل بين البلدين في قطاع الغاز.
ويعتمد كلٌ من الأردن ومصر على استيراد الغاز الطبيعي بطريقتين، الأولى في حالته الغازية من إسرائيل عبر شبكة أنابيب، والثانية هي شحنات الغاز المُسال الذي يتم تغويزه وضخه في الشبكات القومية للبلدين.
ويستأجر الأردن وحدة تغويز «Energos Eskimo» منذ عام 2015، لمدة عشر سنوات، تنتهي في مايو المُقبل، والتي ترسو بميناء الشيخ صُباح الأحمد بخليج العقبة.
أما مصر، التي اعتمدت في الماضي على وحدتيّ تغويز، تخلت عنها مع طفرة الغاز التي صاحبت اكتشاف حقل «ظهر»، فاضطرت للعودة إلى شحنات الغاز المُسال في الصيف الماضي في ظل أزمة الطاقة، ولجأت وقتها إلى الاعتماد على «Energos Eskimo» العاملة لدى الأردن، مع نقل الغاز إلى مصر عبر الأنابيب بين البلدين، قبل أن تتعاقد القاهرة مع شركة «هوج» النرويجية، لاستئجار وحدة التغويز العائمة «Hoegh Galleon» حتى فبراير 2026، والتي وصلت إلى العين السخنة بخليج السويس، مايو الماضي.
منصة «tradewinds» المتخصصة في شؤون الطاقة والملاحة ومقرها لندن، نقلت عن مصادر في القطاع، الخميس الماضي، أن الشركة المصرية للغازات الطبيعية «إيجاس» تعاقدت مع الشركة الأمريكية المالكة لـ«Energos Eskimo» على استئجارها لتعمل لصالح مصر لمدة عشر سنوات، دون الإفصاح عن قيمة التعاقد أو موعد تحرك السفينة التي تصل سعتها الاستيعابية إلى 160 متر مكعب، بقدرة تسييل 750 مليون قدم مكعب يوميًا كحد أقصى.
ووفق مصادر اقتصادية، فإن مصر استغلت انتهاء التعاقد بين الأردن والشركة المالكة لوحدة التغويز العاملة لديه في غضون أشهر قليلة، وتعاقدت على الوحدة، خوفًا من أن تجد السفينة تعاقدًا آخر.