استباقا لولاية ترامب وصفقات بالطريق…خريطة رسمية لـ«إسرائيل» تضم أراض فلسطينية وأردنية ولبنانية وسورية

- ‎فيتقارير
A general view taken from the Mount of Olives shows an Israeli flag with houses in Jerusalem's predominantly Arab neighbourhood of Silwan appearing in the background, on January 2, 2023. (Photo by AHMAD GHARABLI / AFP)

أثار نشر حساب يتبع وزارة الخارجية الإسرائيلية خريطة قال: إنها “تمثل إسرائيل التاريخية، تثير الكثير من المخاوف والتكهنات على الصعيد العربي”.

 

ونشر الخريطة حساب “إسرائيل بالعربية” التابع للخارجية الإسرائيلية، وتضمنت أراضي من دول عربية هي الأردن ولبنان وسوريا فضلا عن فلسطين.

 

بحسب هذه الخريطة، تبدأ حدود “المملكة” من صحراء سيناء جنوبا، وتمتد إلى حدود مدينة صيدا اللبنانية شمالا، وتضم أيضا أجزاء من الأردن وسوريا.

 

وجاء ذلك تحت عنوان تعريفي هو “هل تعلم أن مملكة إسرائيل كانت قائمة منذ 3000 سنة”، واستعرض ما قال إنه “تاريخ مملكتي إسرائيل ويهوذا حتى القرن السادس قبل الميلاد وسقوط المملكة الأخيرة بيد نبوخذ نصر”.

وعلق الحساب الرسمي الإسرائيلي على ذلك بالقول: “غير أن الشعب اليهودي في الشتات ظل يتطلع إلى نهضة قواه وقدراته وإعادة بناء دولته التي أعلن عنها في دولة إسرائيل في 1948″، وهو عام نكبة الفلسطينيين.

وتعليقا على ذلك، قال متحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن “نشر حسابات رسمية تابعة لسلطات الاحتلال خرائط للمنطقة تشمل الأراضي الفلسطينية والعربية، ونشر تصريحات عنصرية تدعو فيها إلى ضم الضفة الغربية وإنشاء مستوطنات في قطاع غزة، هي دعوات مدانة ومرفوضة”.

وأكد أن “هذا السلوك يشكل خرقا فاضحا لجميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي”.

فيما دعت حركة “حماس” الحكومات العربية والإسلامية إلى اتخاذ إجراءات قوية، لصد أطماع إسرائيل في احتلال مزيد من الأراضي العربية.

كذلك، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير سفيان القضاة، رفض المملكة المطلق لهذه السياسات والتصريحات التحريضية التي تستهدف إنكار حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.

وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن “إدانته الشديدة لقيام حسابات إسرائيلية رسمية بنشر خرائط تزعم أنها تاريخية”.

 

واعتبر البيان أن نشر هذه الخرائط “ليس تصرفا عشوائيا، بل يعكس حالة من التطرف اليميني والهوس الديني التي تسود الحكومة الإسرائيلية الحالية”.

 

كما أصدرت قطر بيانا، الثلاثاء، يندد بالمنشور الإسرائيلي، وقالت إن ذلك يعد “انتهاكا سافرا لقرارات الشرعية الدولية وأحكام القانون الدولي”.

 

 

الأخطر من الخريطة

 

تأتي الخريطة، ضمن المخططات الصهيونية لابتلاع الأراضي العربية، دون اكتراث بالدول العربية.

وتأتي الخريطة، وسط حملات متعددة من قبل مسئوليين صهاينة، حول توسع إسرائيل الحتمي، وذلك لضم الضفة الغربية وسوريا والأردن وأجزاء من الكويت والسعودية وسيناء المصرية.

وهو ما يسعى إليه على ما يبدو الرئيس الأمريكي الجديد ترامب،  الذي يهدد بجخين ينتظر الشرق الأوسط، وهي مؤشرات خطيرة، وسط توقعات باتجاه لضم الضفة الغربية لإسرائيل بعد توقف مؤقت للحرب في غزة، وذلك خلال العام 2025.

وكان فيديو يعود لعام 2016، قال  فيه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، وكان حينها عضوا في الكنيست (البرلمان)، في مقابلة مع قناة تلفزيونية إسرائيلية: إن “حدود القدس يجب أن تمتد حتى العاصمة السورية دمشق، وإن على إسرائيل الاستيلاء أيضا على الأردن”.

 

ذلك التصريح لم يكن فرديا، فسموتريتش، ومسؤولون إسرائيليون آخرون كرروا في عدة مناسبات تصريحات مشابهة عن توسيع حدود إسرائيل لتشمل أجزاء واسعة من المنطقة، وآخر تجليات ذلك، ما نشره حساب إسرائيلي رسمي على منصات التواصل الاجتماعي حيث شارك خارطة للمنطقة، تزعم أنها تاريخية لإسرائيل وتشمل أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن المملكة الأردنية الهاشمية ولبنان وسوريا.

ويخشى الكثير من المراقبين أن يكون موعد التوسع الأكبر للصهاينة قد حان، بعد صعود ترامب الذي يرة أن خريطة إسرائيل صغيرة جدا تحتاج للتوسع، ومنذ مجيئه ولفترة رئاسية تحدث عن صفقة القرن، التي تضمن لإسرائيل التوسع في الأراضي وطرد الفلسطينيين إلى سيناء ومناطق بالأردن، وهو ما يمكن أن يتكرر خلال السنوات الأربع القادمة، وسط اجتياح كبير لغزة وانتهاك لسيادة مصر والتحكم في الضفة الغربية وإدارة عباس الصهيونية في رام الله.