بعد الهجوم المفاجئ للجيش السوداني شمال مدينة الخرطوم، ارتفعت وتيرة الاشتباكات مع قوات الدعم السريع في الخرطوم بحري التي تشهد معارك عنيفة منذ ليل أمس السبت.
قد أفاد شهود عيان اليوم الأحد بأن الجيش أطلق عددًا من القذائف الصاروخية عبر المدفعية الثقيلة، مستهدفًا مواقع الدعم السريع في المدينة، بعد عملية الهجوم في شمال المدينة عند محور مصفاة تكرير النفط الذي تقدم نحوه الجيش بشكل مفاجئ يوم أمس.
السيطرة على ود مدني
هذا وتستمر القوات المسلحة السودانية في عمليات تنظيف وتمشيط القرى والبلدات المختلفة في ولاية الجزيرة جنوب شرقي العاصمة بعد تمكّن الجيش من استعادة السيطرة على عاصمتها مدينة ود مدني يوم أمس.
يذكر أن السيطرة على ود مدني، وهي مدينة تتمتع بموقع استراتيجي، إذ تصل مناطق مختلفة ببعضها، تفتح أمام الجيش المجال لتحقيق مكاسب عسكرية عديدة.
الجيش السوداني يعثر على أسلحة إماراتية
ذكر الجيش السوداني، أنه عثر على مخزن ذخائر وصواريخ إماراتية في ود مدني بعد تحريرها من قوات الدعم السريع.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعثر فيها الجيش السوداني على أسلحة إماراتية، حيث عثر الجيش السوداني في أكتوبر الماضي، على أسلحة وذخائر ومستلزمات طبية إماراتية المنشأ والتصدير تركتها قوات الدعم السريع بعد فرارها من جبل موية الذي سيطرت عليه القوات المسلحة السودانية والقوات الشعبية الداعمة لها.
وأوضح الجيش عبر حسابه على موقع “فيسبوك”، أنه “في كل يوم تتكشف خيوط المؤامرة وأبعادها من جديد.. القوات المسلحة في محور تقدمها في منطقة جبل موية وبعد استيلائها على عتاد حربي لمليشيا آل دقلو المتمردة التي تم دحرها ما بين قتيل وهارب.. عثرت على أسلحة وذخائر ومستلزمات طبية إماراتية المنشأ والتصدير.. !!!”.
وأضاف أن “ديباجة صناديق الذخائر والأسلحة والأدوية أدلة دامغة توضح بجلاء تورط دولة الإمارات العربية في دعم مليشيا آل دقلو الإرهابية”.
وختم بقوله: “ما أنفقوه صار الآن بأيدي أبطال القوات المسلحة، لينقلب السحر على الساحر، وتستفيد منها قواتنا في دحر مليشيا آل دقلو العميلة، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.
مدن الخرطوم
وتتكون الخرطوم باعتبارها عاصمة السودان من 3 مدن هي الخرطوم (جنوب شرق) وبحري (شمال شرق) وأم درمان (غربا) وترتبط فيما بينها بجسور على نهري النيل الأزرق والنيل الأبيض.
فيما يسيطر الجيش حالًيا، على معظم أجزاء أم درمان، باستثناء مناطق محدودة جنوب وغرب المدينة لا تزال تحت قبضة قوات الدعم السريع.
أما في بحري، فيُحكم الجيش قبضته على شمال المدينة، باستثناء مصفاة الجيلي التي يسيطر عليها الدعم السريع، بالإضافة إلى أجزاء من شمال وشرق المدينة.
وفي الخرطوم، يسيطر الجيش على منطقة المقرن، إضافة إلى مقار عسكرية مهمة مثل القيادة العامة ومقر سلاح المدرعات، والأحياء المحيطة بها مثل اللاماب، والشجرة، وجزء من منطقة جبرة.
بينما تسيطر قوات الدعم السريع، على وسط الخرطوم، بما في ذلك القصر الرئاسي، وأحياء في جنوب وشرق المدينة.
الدعم السريع يرد
أكد قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو أن قواته “خسرت مدينة ود مدني” عاصمة ولاية الجزيرة السبت إثر هجوم للجيش.
وتعهد دقلو في كلمة صوتية موجهة إلى مقاتليه بـ”استرداد” كامل المدينة الواقعة في وسط السودان والتي سيطرت عليها قوات الدعم السريع منذ ديسمبر 2023.
ودعا قوات الدعم السريع إلى إعادة تنظيم صفوفهم، وأن لا تؤثر خسارتهم للمدينة على معنوياتهم على حد تعبيره.
وأضاف دقلو في كلمته “اليوم خسرنا جولة ولم نخسر المعركة”.
وجاءت كلمة دقلو بعدما قال المتحدث باسم الحكومة السودانية إن الجيش سيطر على مدينة ود مدني.
وأودت الحرب التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 بعشرات الآلاف وشردت 12 مليون سوداني، ما يقرب من تسعة ملايين منهم لا يزالون داخل البلاد، في ما تقول الأمم المتحدة إنها أكبر أزمة نزوح في العالم.
وفي حين يسيطر الجيش على ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف والشمالية وسنار بالكامل وعلى نحو 90 في المئة من ولاية نهر النيل، يبسط الدعم السريع سيطرته على 6 ولايات ويتقاسم الطرفان السيطرة على العاصمة الخرطوم وولايات الجزيرة والنيل الأبيض وكردفان.