افتتاح مسجد مصر الكبير غدًا الجمعة وسط تطبيل إعلامي وفقر مدقع وعجز بالمستشفيات والمدارس

- ‎فيتقارير

تبدأ سلطات المنقلب السفيه السيسي مهرجان كبير باعلان افتتاح “مسجد مصر الكبير” بالعاصمة الإدارية الجديدة يوم الجمعة 17 يناير 2025، وسط حالة من الجدل المجتمعي حول التكلفة الضخمة للمشروع الذي يُعد واحدًا من أضخم المساجد في العالم.

و يلقي الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، خطبة الجمعة الأولى بالمسجد تحت إشراف وزارة الأوقاف، وبحضور وزير الأوقاف وكبار رجال الدولة، ووفود الشباب والجامعات، لتكون الانطلاقة الحقيقية لمسجد مصر الكبير ومركزه الثقافي الإسلامي ودار القرآن الكريم، ويأتي هذا عقب تصديق عبد الفتاح السيسي على نقل تبعية مسجد مصر الكبير إلى وزارة الأوقاف.

 

ويقع المسجد على مساحة تبلغ حوالي نصف مليون متر مربع، ويتسع لأكثر من 130 ألف مصلٍ، ما يجعله أحد أكبر المساجد عالميًا، ويتميز المسجد بتصميمه الفريد الذي يتضمن أكبر نجفة في العالم، بقطر 22 مترًا وارتفاع 6 أمتار، ويبلغ وزنها حوالي 50 طنًا، تتألف النجفة من أربعة مستويات مزودة بأكثر من 5000 وحدة إضاءة و400 قطعة زجاجية مبهرة.

كما يضم المسجد أكبر منبر في العالم بارتفاع 16 مترًا، صُمم يدويًا باستخدام أجود أنواع الأخشاب، مما يُضفي لمسة فنية على التصميم الداخلي للمسجد.

 

وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تمر بها مصر، بلغت تكلفة إنشاء المسجد أكثر من 800 مليون جنيه مصري، وهو مبلغ كبير كان يمكن استخدامه في مشاريع صحية وتعليمية لتخفيف معاناة ملايين المصريين، إذ يرى الخبراء أن تكلفة البناء والتشطيب فقط يمكنها بناء نحو 3 آلاف فصل دراسي، ونحو 500 مستشفى يمكنها المساهمة في حل الكثير من الازمات الصحية بمصر.

خاصةً وأن عدد المصلين المتواجدين حاليًا في العاصمة والمناطق المجاورة لا يتجاوز ألف مصل على أقصى تقدير، وفق شهود عيان.

 

ويثير مشروع المسجد الكبير، تساؤلات واستهجان حول أولويات الإنفاق العام في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.

 

ووفق مراقبون، فإن مشروع المسجد  يمثل هدر للمال العام في وقت تعيش فيه مصر أزمة اقتصادية خانقة يشكو فيها المواطن من صعوبة تدبير قوت يومه، إذ يعاني المصريون من ارتفاع مستمر في أسعار جميع السلع والمنتجات الأساسية، ومن تراجع دخولهم بصورة غير مسبوقة بفعل التضخم.

فيما يطبل اعلاميو السيسي بأن المسجد دخل موسوعة غينيس العالمية لأكبر منبر وأثقل نجفة.

 

وكان السيسي افتتح المسجد في أول رمضان الماضي، والذي يقع على مساحة 19 ألفاً و100 متر مربع، ونفذته شركة “المقاولون العرب” تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتكلفة تخطت 800 مليون جنيه.

 

وحضر حفل الافتتاح عدد من المسؤولين على رأسهم شيخ الأزهر أحمد الطيب، ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ورئيس مجلس النواب حنفي جبالي، ووزير الأوقاف المقال محمد مختار جمعة، وعدد كبير من الوزراء والسفراء، إضافة إلى عدد من الفنانين والمنشدين، منهم هشام عباس وأحمد العمري ومصطفى عاطف لغناء الأغاني والأناشيد الدينية.

 

وتضم العاصمة الإدارية الجديدة، التي تقع على بعد 45 كيلومترًا شرق العاصمة القاهرة مسجدًا آخر يعد واحدًا من أكبر المساجد على مستوى العالم، وهو مسجد الفتاح العليم المقام على مساحة 106 أفدنة، بينها فدانان تقريباً لمبنى المسجد الذي تعلوه 21 قبة، ويضم 7 قاعات مناسبات، وافتتحه السيسي في يناير 2019، بالتزامن مع افتتاح كاتدرائية “ميلاد المسيح” يوم عيد الميلاد.

 

ويأتي افتتاح المسجد الكبير غدًا الجمعة للجمهور بعد عام من افتتاحه رسميًا قبل عام، ولعل أبرز ما يخفيه المسجد هو حالة الفقر المدقعع التي يعانيها المصريون الذين يحتاج إلى المصانع والشركات والمستشفيات والمدارس أكثر من حاجتهم للمساجد التي تتوافر بكثرة في ربوع مصر.