تظاهر اليوم عمال في شركة «تي آند سي» لصناعة الملابس، بسبب ضعف اﻷجور، وتأتي هذه التظاهرة، بعد العديد من التظاهرات والاعتصامات والإضربات التي تمت سابقًا وتم فضها بعد وعود بزيادة الأجور ولكنها لم تنفذ حتى الآن.
وكان بيان من اتحاد العمال قد قال إن المفاوضات أسفرت عن إقرار زيادة 25% على الرواتب، على أن تدرس الإدارة رفعها إلى 30%، بالإضافة إلى مضاعفة بدل الوجبة ليصبح 40 جنيهًا، وزيادة حافز الإنتاج إلى 20% من الراتب، لكن ذلك لم ينفذ.
وأشار العمال أن الإدارة وعدت بالعودة إلى صاحب العمل والرد على الاتحاد عقب التظاهرة والاعتصام الأخير«إذا رفضت الإدارة أو عاود العمال الإضراب، فسنحاول فتح تفاوض جديد برعاية وزارة العمل نفسها».
كان بيان الاتحاد تزامن مع تهديد الشركة أمس بفصل العمال المضربين، وإبلاغهم بخصم أجور أيام الإضراب واعتبار اليوم الخميس إجازة إجبارية مخصومة من أجورهم، بحسب عدد من العمال.
من جانبه نفى رئيس الشركة مجدي طلبة، ادعاءات العمال عن اﻷجور وإن الشركة توفر أعلى مرتبات في مصر، وأقل أجر في المصنع يبلغ أربعة آلاف ونصف جنيه، لافتًا إلى أن الزيادة التي أقرتها الإدارة تتراوح ما بين 20% إلى 30%.
وأشار العمال إلى حصول نظرائهم العاملين في فرع الشركة بتركيا على زيادة سنوية في مرتباتهم قدرها 50%، لافتين إلى أن مدير المصنع، تركي الجنسية، قال لهم: «في تركيا زادوا 50% عشان عندهم حكومة تدافع عنهم».
«تي آند سي جارمنت» المتخصصة في تصنيع الملابس الجاهزة لصالح علامات تجارية شهيرة، هي نتاج شراكة بين مجموعة طلبة المصرية ومجموعة تاي التركية ومقرها في المنطقة الصناعية بالعبور.
قال طلبة عضو المجلس التصديري للملابس الجاهزة، إنه لا يستطيع إقرار زيادة سنوية كبيرة بشكل استثنائي، نظرًا لظروف المعيشة الصعبة، لأن هذا سيعني إغلاق المصنع، «ارتفاع الأسعار ما ينفعش ييجي على حساب المصنع مش هنفتحها على البحري»، حسبما قال، مشيرًا إلى أن صناعة الملابس الجاهزة كثيفة العمّال، حيث يعمل بالمصنع سبعة آلاف عامل.
بجانب مطلب زيادة الأجور، يشتكي العمال من عدم صرف مستحقاتهم مقابل الإجازات التي لم يحصلوا عليها، لمدة ثلاث سنوات.
العمال الذين أشاروا إلى سابق تقدمهم بشكاوى لمكتب العمل، دون جدوى، لفتوا كذلك إلى تعرضهم لخصومات تعسفية من الأجور، وعدم احتساب ساعات العمل الإضافية، بجانب دفع مقابل هزيل للعمل في أيام الإجازات الرسمية، وإرغامهم على العمل فيها.
كما ألغت إدارة المصنع، منذ ما يزيد على سنة، تقديم وجبة للعمال من مطبخ الشركة، واستبدلتها ببدل قيمته 20 جنيهًا، عقب وقوع حالات تسمم، يقول أحد العمال:
«تعمل إيه؟ ده كوباية الشاي بعشرة جنيه، ما تكفيش حتى فول وطعمية»، فيما تقول عاملة أخرى: «خلاص، يرجعوا الوجبة ومش مهم التسمم».
وشهد الإضراب الأخير عرضًا من ممثل عن الإدارة لمديري خطوط الإنتاج شمل زيادة سنوية 15%، رفضها العمال، ارتفعت لاحقًا إلى 20%، قبل أن ترتفع بعد الإضراب إلى 25%.
كما نقلت الإدارة للعمال، عبر مديري الخطوط، وعدًا برفع أجور العمال التي تقل عن 3500 جنيه إلى الحد اﻷدنى للأجور، مع وعد آخر بزيادة إضافية 3% متروكة للتقدير الشخصي لمديري الخطوط.
وعود الإدارة تحولت إلى تهديدات حيث حذّر مديرو الخطوط، العمال من الفصل، وعدم الحصول على رواتب يناير إن لم ينته الإضراب فورًا، ما أسفر عن كسر الإضراب جزئيًا في أحد مصانع الشركة أمس، الأمر الذي أدى إلى خلافات بين العمال.
بحسب بيان وزارة التجارة والصناعة، بلغت صادرات شركة تي آند سي 155 مليون دولار في 2024، ومن المتوقع أن تنمو إلى 1170 مليون دولار في العام الجاري.
بيان الوزارة أشار كذلك إلى أن الطاقة الإنتاجية لمصنع الشركة بلغت 60 ألف قطعة ملابس يوميًا، وهو ما جاء في ظل رفع تدريجي لإنتاجية خط الإنتاج الواحد من 900 قطعة يوميًا قبل ثلاث سنوات تقريبًا، إلى 2500 قطعة حاليًا، عبر «الضغط علينا لدرجة أن مفيش وقت بريك تقريبًا، وحتى الوقت المسموح لدخول الحمام تقريبًا برضه مفيش»، كما أوضح عامل بدأ عمله قبل سبع سنوات في الشركة.
التظاهرة الحالية هي امتداد لعشرات التظاهرات والإضرابات التي حدثت في تاريخ الشركة التي أُسست في 2010، بحسب العمال تعلقت جميعها بالأجور.