تواصلت احتجاجات المواطنين على قرار حكومة الانقلاب بتغيير قواعد صرف الألبان المدعمة للأطفال الرضع، مؤكدين أن هذا القرار يحرم الأطفال الذين يعانون ظروفًا اجتماعية صعبة من حقهم فى الحصول على هذه الألبان، ما يشكل تهديدًا لصحتهم وحياتهم.
وحذر المواطنون من أن قرارات صحة الانقلاب سوف تؤدى إلى حرمان ملايين الأسر من علبة لبن الأطفال خاصة أن مصر لديها مليون و400 ألف رضيع.
فيما أكد الخبراء أن هذه التعديلات ستؤدى إلى نتائج كارثية للعديد من الأسر التى ستواجه صعوبة فى الحصول على غذاء اطفالها.
وتوقعوا أن تؤدى هذه التعديلات إلى عواقب وخيمة على صحة الأطفال، حيث إن التغذية السليمة هي أساس وقاية الأطفال من الأمراض والنمو السليم.
وقال الخبراء إن التقليل من فرص الحصول على ألبان الأطفال يمكن أن يزيد من معدلات سوء التغذية، ما ينعكس سلبًا على المجتمع ككل، مشددين على ضرورة مراجعة هذه التغييرات مراجعة دقيقة لتجنب التأثيرات السلبية على صحة الأطفال.
3 مجموعات
كانت وزارة الصحة بحكومة الانقلاب قد قررت تحديد الفئات المستحقة لألبان الأطفال بزعم تقليص الاستفادة من هذه المواد من قبل الأشخاص غير المستحقين.
وتضمنت القيود التى فرضتها حكومة الانقلاب على توزيع الألبان تحديد الفئات المستحقة فى 3 مجموعات:
المجموعة الأولى: تستحق الصرف بعد التقييم، وتضم ولادة طفلين توأم فأكثر بما يكفي للطفل الواحد (مهما كان عدد التوائم)، أو وفاة الأم وإصابة الأم بالفشل الكلوي أو الفشل الكبدي أو مرضها بمرض يستدعي العلاج الكيماوي أو الإشعاعي، أوإصابتها بنوبات صرعية تؤثر على سلامة الطفل، أوإصابتها بمرض نفسي أو عقلي شديد أومرض الإيدز أو حجزها بالرعاية المركزة لمدة لا تقل عن 3 أيام.
المجموعة الثانية: تستحق الصرف لفترة زمنية محددة مع إعادة التقييم، الأم المصابة بالدرن (أول أسبوعين من العلاج)، أو تلقيها أنواعًا معينة من الأدوية جرى تحديدها في القرار.
المجموعة الثالثة: الأطفال كريمو النسب، وهم الأطفال الذين تم العثور عليهم ولم يُستدل على أسرتهم من النسب.
يشار إلى أن تقارير جمعيات الأطفال تؤكد أن من 15 إلى 20% من الرضع يستحقون صرف الألبان ، كما أن منظمة الصحة العالمية تُصنف مصر ضمن فى زمن الانقلاب فى المرتبة الـ60 بين الدول الأسوأ في تغذية الأطفال،
صحة الأطفال
حول تعديلات اللبن المدعم قالت سلوى أم لطفل رضيع: أتمنى أن تهتم حكومة الانقلاب أكثر بتبسيط الإجراءات.
وأضافت: “أنا من الناس اللى مرات كثيرة لازم أروح أقدم أوراقى فى مكان بعيد عشان أحصل على اللبن، وكل مرة الموضوع بيأخذ وقت أطول أتمنى يكون فى حلول للمشاكل دى.”
وتساءلت مريم لطفى أم لطفلة ٨ شهور: “لماذا تستهدف حكومة الانقلاب الأسر من محدودى الدخل محذرة من محاولات حكومة الانقلاب لتوفير الأموال على حساب صحة الأطفال.”
وأضافت: “يعنى ايه يصدر قانون جديد يحدد صرف لبن الأطفال لبعض الحالات المرضية المحددة، ويتم استبعاد الكثير من الحالات الأخرى التى قد تحتاج إلى رضاعة صناعية؟”.
داعيةً إلى طرح أفكار بديلة لتوفير الاموال دون المساس بصحة الأطفال، وطالبت مريم حكومة الانقلاب بوقف المشاريع التى تستهلك موارد ضخمة دون عائد حقيقى. على سبيل المثال، وقف مشاريع التوسع العمرانى فى الصحراء، أو تأجيل مشروعات مثل قطار الكهرباء (LRT) الذى يستهلك كميات كبيرة من الكهرباء دون تحقيق مكاسب.”
احتياجات الأطفال
وتساءل أحمد، أب لطفل يبلغ من العمر شهرين: “إزاى نقدر نواجه الغلاء وارتفاع الأسعار المستمر اللى بنعانى منه فى الوقت الحالى، وفى نفس الوقت حكومة الانقلاب بتصعب علينا الحصول على لبن الأطفال المدعم؟”
وأعرب عن أسفه لأن حكومة الانقلاب أصبحت تضغط على المواطنين بشكل مستمر، وأصبح من الصعب تلبية احتياجات أطفالنا الأساسية.
وأضاف: “هل هناك حل لهذا الوضع؟ وهل حكومة الانقلاب ستراعى الظروف الصعبة التى نمر بها؟”
فساد التوزيع
ووصف محمود فؤاد، المدير التنفيذي لجمعية الحق في الدواء، الشروط التي وضعتها صحه الانقلاب بأنها متعسفه وجائره وكان يجب مراعاة الآلاف من الحالات الأخري أو العمل علي سد “فساد التوزيع” الذي يتم وينتج عنه تسريب الألبان الصناعية للخارج بمصانع الحلويات أو الكافيهات.
وانتقد “فؤاد” فى تصريحات صحفية عدم تساوي جميع الحالات في الصرف الشهري لافتًا إلى أنه كان يمكن لصحة الانقلاب وضع هذة الشروط في المرحله الثانية وليست الأولي التي تبدأ من سن يوم الي 12 شهرًا حيث يكون فيها الرضيع تناول كمية من طعامه الوحيد.
وتساءل: “كيف للسيدات الخاضعات لبرنامج تكافل وكرامة أو صغار العاملات وعددهم بالملايين أن يستطيعوا شراء من 4 الي 6 علب ألبان صناعية تتكلف شهريًا من 1200 إلى 2000 جنيه؟.”
وطالب “فؤاد” مسؤولي الانقلاب بإعادة النظر في هذا القرار المتعسف وإعادة وضع شروط إنسانية وأخلاقية لمنع حرمان مئات الآلاف من المواليد من وجبتهم الوحيده علي مدار 24 شهرًا، مشيرًا إلى أن مصر تستهلك أقل من 730 الف عبوة من خلال اكثر من 1130 منفذًا بعد ميكنة 250 لجنة فحص كما أن هناك 140 منفذًا تابعًا للتأمين الصحي.”
اللبن الصناعى
وأكد الدكتور محمد رجب، إخصائى الأطفال وحديثى الولادة، أن الرضاعة الطبيعية هى الغذاء الأساسى والأفضل للطفل، حيث تسهم فى تقوية المناعة بشكل كبير، وتقوى العلاقة بين الأم وطفلها، فضلاً عن دورها فى الوقاية من مشاكل صحية محتملة مثل حساسية الألبان.
وأوضح «رجب» فى تصريحات صحفية أن هناك بعض الحالات التى تستدعى اللجوء إلى اللبن الصناعى مع الرضاعة الطبيعية، منها عدم زيادة الوزن بالمعدل الطبيعى، مشددًا على ضرورة استشارة الطبيب قبل اتخاذ أى قرارات، حيث إن الأطفال حديثي الولادة قد يفقدون وزنهم فى الأيام الأولى بعد الولادة، ولكن يبدأون استعادة الوزن تدريجيًّا.
وقال: “هناك حالات قد تكون الرضاعة الطبيعية غير كافية بالنسبة لها موضحا أنه إذا كان الطفل لا ينام فترة كافية بعد كل رضعة، أو يعانى الإمساك أو كثرة البكاء، فقد يكون ذلك مؤشرًا على أنه لا يحصل على كفايته من لبن الأم، وفى هذه الحالة يمكن استخدام اللبن الصناعى كمساعد.”
وأشار «رجب» إلى ضرورة عدم استخدام اللبن الصناعى إلا بعد أن يتعود الطفل على الرضاعة الطبيعية بشكلٍ كامل، وألا يتم تقديمه إلا تحت إشراف الطبيب خاصة إذا لم يكن اللبن الصناعى مناسبًا للطفل، حتى لا يؤدى إلى مشاكل هضمية أو إسهال، ونصح الأمهات بألا يتجاوز عدد مرات الرضاعة الصناعية أكثر من مرتين أو ثلاث مرات يوميًا، محذرًا من أن الاعتماد على الرضاعة الصناعية قد يؤثر على إفراز لبن الأم بشكل طبيعى.