بعد استهداف طائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع سد مروي شمال السودان قبل أيام، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء واسعة شملت بورتسودان وأم درمان وعطبرة، ورغم أن جسم السد لم يُصب بأذى، إلا أن التساؤلات تعالت حول تأثيرات تلك التطورات على مصر وسدها العالي، وهل هذا الهجوم رسالة للسيسي، الداعم لقوات الجيش السوداني.
ويرى أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، أن استهداف سد مروي يمثل تطورًا خطيرًا، مشددًا على أن استخدام السدود في الحرب الدائرة أو إرسال رسائل سياسية “أمر خطير يستوجب التوقف عنده”.
ويُعد سد مروي من أكبر السدود في السودان، حيث يخزن 12 مليار م3، فضلاً عن إنتاجه حوالي 1250 ميغاوات من الكهرباء، ما يمثل 40% من استهلاك البلاد ككل.
الدعم السريع يستهدف سد مروي
واستهدفت قوات الدعم السريع محطة كهرباء السد، مما تسبب في اشتعال الحرائق بمحولات كهربائية وانقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة، دون تأثير على جسم السد.
يُذكر أنه مع تصاعد المعارك في السودان خلال الأيام الماضية، أعلن الجيش، يوم الاثنين، أن قوات الدعم السريع استهدفت عبر المسيرات سد مروي ومحطة الكهرباء، ما أدى إلى وقوع خسائر.
وقالت قيادة الفرقة 19 مشاة بمروي إنها تصدت لعدد من تلك المسيرات في المنطقة.
فيما كشف مصدر سوداني أن حريقاً اندلع في جزء من محطة كهرباء سد مروي، مضيفاً أنه تم إيقاف المحطة لحين مراجعة الأضرار.
كما أوضح المصدر أن المحطة التحويلية هي المسؤولة عن نقل الكهرباء إلى الشبكة القومية التي تغذي عدداً من الولايات السودانية بالطاقة الكهربائية، وعلى رأسها العاصمة الخرطوم.
أهمية سد مروي لمصر
أما عن تأثيرات استهداف سد مروي على الدولة المصرية ومصالحها، فأكد شراقي أن السد يشكل أهمية قصوى بالنسبة لمصر، باعتباره أكبر وأقرب السدود السودانية من السد العالي، حيث إن المسافة بينهما حوالي 1000 كم، ويصل التصريف اليومي في موسم الفيضان إلى نحو 800 مليون م3.
وأكد أنه يجب على الحكومة المصرية متابعة الأحداث السودانية عن كثب، وكذلك إدارة السد العالي، تحسباً لأي تطورات في الأحداث قد تؤدي إلى مخاطر على السد المصري.
يقع سد مروي عند الشلال الرابع على مجرى نهر النيل في الولاية الشمالية، على بعد 360 كم شمال الخرطوم، وهو سد خرساني اكتمل بناؤه في عام 2009، ويبلغ إجمالي طوله 9.7 كم، فيما يصل ارتفاعه إلى 67 متراً، وعرضه 82 متراً. وتبلغ سعته التخزينية 12.5 مليار م3 عند منسوب 290 م (فوق سطح البحر)، ولديه القدرة على إنتاج 1250 ميغاوات كهرباء من خلال 10 توربينات، سعة كل منها 125 ميغاوات. وبالتالي، يُعد أكبر السدود السودانية من حيث تخزين المياه وتوليد الكهرباء.