بدأت شاحنات الإغاثة الدخول إلى قطاع من معبر كرم أبو سالم، جنوب رفح الفلسطينية، بعد دقائق من تنفيذ الكيان الصهيوني قرار وقف إطلاق النار، ظهر أمس الأحد. وأشرف مسؤولو بعثة الاتحاد الأوروبي، على ترتيب إجراءات دخول 200 شاحنة إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة، تحمل المساعدات إلى غزة بالتنسيق بين الهلال الأحمر المصري ووكالة غوث اللاجئين والهلال الأحمر الفلسطيني، وسلطة الاحتلال.
وكانت 500 شاحنة مساعدات قد تراصت قبيل وقف إطلاق النار، أمام معبر رفح استعدادا للدخول، جرى تحميلها من مخازن “أونروا” في ميناء العريش ومواد الإغاثة من تبرعات المصريين والدول العربية المكدسة في استاد العريش ومطارها مساء السبت الماضى . وأكد مسؤولو الهلال الأحمر المصري، تحميل الشاحنات بالأدوية والوقود والأغذية الجافة والملابس والبطاطين والإغاثة العاجلة.
وحظى دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، باهتمام واسع من قبل المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي، وفتحت أبواب الدعوات لتبرع المواطنين بما يقدرون عليه، والإسراع في انقاذ المحاصرين داخل القطاع منذ 15 شهرا من مجاعة إنسانية، والحد من انتشار الأوبئة جراء وجود المئات من جثث الشهداء الذين قضوا تحت الأنقاض ولم يواروا الثرى حتى الآن.
وأكد شهود عيان تباطؤ دخول الشحنات، بسبب تأخير رئيس حكومة الاحتلال، في تنفيذ وقف إطلاق النار حتى الحادية عشرة والربع صباحا بتوقيت القدس، بدلا من الثامنة و30 دقيقة صباحا، ووجود صعوبات بعمليات التفتيش مع رفض الطرف الإسرائيلي مشاركة” وكالة غوث اللاجئين” في الإشراف على دخول المساعدات، واعتماد إجراءات التفتيش المنفذة دخل المنافذ المصرية، والتزامه بتعليمات أمنية مشددة، لمراقبة المواد المحملة على الشاحنات.
وتحركت قافلة شاحنات تحمل الوقود والمساعدات الإنسانية إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة، لعدم جاهزية بوابة دخول رفح التي حطمتها قوات الاحتلال بالكامل، بعد احتلال المعبر ومحور فيلادليفي (صلاح الدين) بامتداد 13 كيلومتراً على الحدود الفلسطينية المصرية.
فيما بدأ التحالف الوطني للجمعيات الأهلية تجميع المساعدات الغذائية والإنسانية، من 29 فرعا بأنحاء المحافظات، قبيل وقف إطلاق النار، من تبرعات المواطنين ومخصصات الجمعيات الأهلية، مع فتح باب التبرعات أمام المواطنين، لتقديم كافة المساعدات التي يطلبها الهلال الأحمر الفلسطيني. ودعا عبد القوى المتبرعين إلى الاهتمام بتقديم الأغذية الجافة والبطاطين والأدوية، كألوية أولى خلال الأسبوع الجاري، لمساعدة الغزاويين على مواجهة البرد القارس وعلاج مصابي العدوان على غزة.
وشكلت مؤسسات سيادية غرفة عمليات مشتركة في العاصمة القاهرة، لمتابعة تنفيذ اتفاق الهدنة، الذي جرى سريانه في الثانية عشرة و15 ظهرا بتوقيت القاهرة، والتجهيز لدخول 600 شاحنة يوميا محملة بالمساعدات الغذائية والطبية والخيام ومعدات الإيواء العاجل، منها 50 شحنة وقود، والإشراف على إطلاق سراح 33 أسير إسرائيلي لدى حماس.
ويجرى تجميع الشاحنات على الطرق الرئيسية بالعاصمة ومدن القناة، وترتيب دخول القوافل، عبر معبر كرم أبو سالم، لحين الانتهاء من تطهير معبر رفح من آثار المتفجرات والعدوان الإسرائيلي الذي أتى على البنية الأساسية لمنفذ المعبر من الاتجاه الفلسطيني.
وأكد مكتب الأونروا بالقاهرة امتلاكه 4000 شحنة مساعدات إنسانية جاهزة لدخول غزة من الحدود المصرية، بينما تؤكد مصادر الهلال الأحمر، جاهزيتها لإدخال 2000 شحنة خلال الأيام المقبلة للقطاع من تبرعات المؤسسات المحلية، عدا ما يخطط التحالف الوطني للجمعيات الأهلية والمؤسسات الرسمية من دفعه من مساعدات خلال الأيام المقبلة.
\
جاء تراكم الشحنات جراء عرقلة الاحتلال دخول شحنات الإغاثة من مصر إلى قطاع غزة، عدة مرات، عام 2024، بدأت حدتها في مايو/أيار 2024، بعد سيطرة الاحتلال على معبر رفح، ومنع دخول الشاحنات إلى غزة، وتهديده بإنهاء الدور المصري وسيطاً في المفاوضات مع حماس، وفي أغسطس/آب 2024، توقفت حركة عبور الشاحنات إلى القطاع، عدة أيام، إلى أن توقفت تماما بما تسبب في مجاعة بالقطاع.
أعلن المفوض السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيف بوريل في سبتمبر/أيلول 2024، عن وجود أكثر من ألف شاحنة مساعدات متوقفة منذ أشهر عند معبر رفح، بما ساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. وأكدت الخارجية المصرية في بيان رسمي، الاتفاق على دخول 600 شحنة مواد غذائية وطبية واغاثية يوميا، تتضمن 50 شاحنة للوقود، خلال أيام المرحلة الأولى من تنفيذ الهدنة، التي تستهدف إطلاق سراح 1890 معتقلا فلسطينيا، مقبل الافراج عن 33 أسير إسرائيلي.
تجري الخارجية والمؤسسات الأمنية المسؤولة عن مراقبة تنفيذ الهدنة، ودخول المساعدات إلى غزة، مشاورات لحظية مع ممثلي الوفود الفلسطينية والقطرية والأمريكية والإسرائيلية والاتحاد الأوروبي والأونروا، الذين توافدوا للقاهرة، خلال اليومين الماضيين، لمتابعة سير المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، التي تستمر 42 يوما، وتشمل تبادل الأسرى من الاسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، وتسهيل خروج الجرحى من قطاع غزة إلى مصر وضمان تشغيل المعابر بين مصر والقطاع، لتكثيف ادخال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفعال.