وقف إطلاق النار في غزة .. الإفراج عن 90 من الأسرى الفلسطينيين ودخول شاحنات مساعدات بالمئات

- ‎فيعربي ودولي

 

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن 90 من الأسرى الفلسطينيين في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تتضمن مرحلته الأولى إطلاق سراحهم مقابل إطلاق حركة حماس سراح ثلاث محتجزات إسرائيليات، ووصلت الحافلات التي تقل الأسرى إلى رام الله، وعاش الفلسطينيون أجواء انتظار طويل بعد أن كانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أطلقت سراح المحتجزات منذ ساعات مساء أمس الأحد.

 

وتعرض الأهالي المتجمعون عند سجن عوفر الإسرائيلي الذين كانوا ينتظرون إطلاق سراح الأسرى لاعتداءات من قبل قوات الاحتلال، ما أدى لإصابة سبعة فلسطينيين بجراح. والأسرى المفرج عنهم هم 78 أسيراً فلسطينياً سيتم نقلهم إلى الضفة الغربية و12 إلى القدس الشرقية المحتلة في اليوم الأول من عملية التسليم، ولفتت القناة 12 العبرية إلى أن 1500 من عناصر مصلحة السجون الإسرائيلية يشاركون في العملية.

 

وكانت كتائب القسام قد سلمت ثلاث محتجزات إسرائيليات، مساء الأحد، إلى طواقم الصليب الأحمر الدولي، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الشاباك في بيان مشترك استلام المحتجزات الثلاث في قطاع غزة، وبحسب البيان: “تقوم وحدة خاصة لجيش الدفاع وقوة من الشاباك بمرافقة المختطفات الثلاث العائدات في طريقهن إلى الأراضي الإسرائيلية، وهناك سيخضعن لتقييم طبي أولي”. وأفاد مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني بأن الأسيرات والأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم مقابل المحتجزات الإسرائيليات الثلاث وصلوا إلى سجن عوفر المقام على أراضي مدينة بيتونيا، غرب رام الله، وسط الضفة الغربية.

 

المئات من شاحنات المساعدات الإنسانية تعبر من مصر إلى غزة

سجلت المعابر من مصر إلى غزة عبور المئات من شاحنات المساعدات الإنسانية، في وقت تتكثف الاستعدادات اللوجستية والطبية لاستقبال مصابين. ودخلت اليوم الاثنين 180 شاحنة مساعدات و8 صهاريج وقود إلى معبري العوجة وكرم أبو سالم، في وقت تتكثف الاستعدادات اللوجستية والطبية لاستقبال المصابين الفلسطينيين من القطاع.

 

شهيد جزائري برصاص قناص في رفح

أكدت عائلة الشاب الجزائري عطايا دراجي الذي استشهد اليوم برصاص قوات الاحتلال في رفح، أنها لم تتمكن من استرجاع جثته حتى الآن، على الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

 

وقالت شقيقته نجلاء دراجي لـ”العربي الجديد” إنه عاد إلى منطقة جنوب رفح، حيث مسكن العائلة لتفقده. ووصل إلى منطقة ممنوعة، حيث استشهد برصاص قناص من قوات الاحتلال. وأكدت نجلاء، أن العائلة وهي من الجالية الجزائرية المقيمة في قطاع غزة، لم تتمكن من استرجاع جثة الشهيد عطايا دراجي حتى الآن.

دشنت دولة قطر اليوم الاثنين جسراً برياً لإمداد قطاع غزة بالوقود خلال الأيام العشرة الأولى لسريان اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ، بواقع (1,250,000) لتر يومياً، تنفيذا لتوجيهات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفقا لوكالة الأنباء القطرية “ٌقنا”.

 

ووصلت اليوم إلى قطاع غزة، عبر معبر كرم أبو سالم، 25 شاحنة محملة بالوقود، ممولة من دولة قطر. ويستخدم الوقود في إنارة المستشفيات ومراكز إيواء النازحين والخدمات الأساسية.

 

وأكدت وزيرة الدولة للتعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية، مريم بنت علي بن ناصر المسند، في تصريح صحفي، “موقف دولة قطر الثابت ودعمها المستمر الهادف للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين”. وشددت على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية في تقديم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في قطاع غزة، مجددة حرص دولة قطر على التعاون مع كافة الشركاء الدوليين من أجل ضمان تدفق المساعدات إلى القطاع.

 

قالت حركة حماس إن “ما كشفته صورُ الدمار الواسع الذي طاول البنى التحتية المدنية في كافة مناطق غزة هو دليلٌ على وحشية هذا الكيان الفاشي المنفلت من كلّ القيم الإنسانية”، مضيفة في بيان أن “هذه الجرائم الوحشية غير المسبوقة في العصر الحديث، نفّذتها حكومة الاحتلال وجيشها الفاشي، أمام سمع وبصر العالم؛ ممَّا يتطلَّب تفعيل كلّ الأطر القانونية الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال وجيشه كمجرمي حرب”.

 

وتابع البيان “على مدار 471 يوماً، لم تفلح جرائم الاحتلال المُمنهجة في زحزحة شعبنا ومقاومته الباسلة عن التمسّك بالأرض ومجابهة العدوان”، مشيراً إلى أن “غزة بشعبها العظيم وإرادتها الصّلبة ستنهض من جديد، لتعيد بناء ما دمّره الاحتلال، وتواصل درب الصمود، حتى دحر الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.

 

أفادت وسائل إعلام فلسطينية بوصول إصابتين برصاص قوات الاحتلال إلى مستشفى العودة بعد اقترابهما من جسر وادي غزة على طريق البحر شمالي المحافظة الوسطى.

بدأت السلطات البلدية في محافظتي غزة والشمال، منذ الساعات الأولى لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أعمال فتح الشوارع الرئيسية، وإزالة أكوام الركام التي نتجت عن العملية العسكرية الإسرائيلية التي تواصلت على مدار أكثر من مائة يوم.

معوقات في طريق المرحلة الثانية من الصفقة

يمنّي الوزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش نفسه باستئناف حرب الإبادة على قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وهذا أمر وارد، وإن كان يبدو صعباً إلى حد ما، فالحرب الحالية كسرت الكثير من القواعد. لكن سموتريتش ليس وحيداً، بوجود وزراء ونواب آخرين في الائتلاف الحكومي ممّن صوّتوا لصالح الصفقة الحالية، يطالبون بالعودة إلى الحرب لاحقاً، لعدم اكتفائهم بحجم الإبادة والدمار الهائل في غزة، وبذريعة القضاء على حركة حماس من أجل تحقيق أهداف الحرب.