مع عودة أهالي شمال غزة إلى بيوتهم (رغم كونها مدمرة) إلا أنه تتكشف معجزة سطرها المجاهدون في شمال غزة في جباليا وبيت لاهيا وبيت حنون، بأسلحتهم البسيطة أما ترسانة الصواريخ والمدافع والرشاشات الآلية بتقنيات متنوعة، وزفت شوارع غزة 3شهداء ارتقوا في كتائب شمال غزة، وهم القائد أحمد حمودة والمجاهد الإمام والداعية ضياء زقوت والمجاهد محمد أبو سلامة.
المحلل السياسي على قناة الجزيرة سعيد زياد @saeedziad كتب كثيرا عن جباليا (مسقط رأسه) وعن جهادهم وبعد انقضاء 471 يوما من الجهاد كشف عن انتشال جثمان أبرز قادة القسام التاريخيين في لواء الشمال، والقائد الأول لكتيبة بيت لاهيا، الشيخ الشهيد أحمد حمودة (أبو حمزة)، والذي قضى مقاتلاً في سبيل تحرير الأرض المقدسة، على ثرى شمال غزة الظاهر.
وعن طبيعة هذا المقاتل الذي رفع الله به راية الجهاد، يضيف “كان شيخاً جليلاً ذا هيبة، يقرأ القرآن بقراءاته العشر، يفرق وقته بين الدعوة والجهاد، ولا يعرف في حياته سواهما، تقبلك الله يا أبا حمزة في الصالحين، فقط خسرنا بفقدك خسارة عظيمة والله”.
https://x.com/saeedziad/status/1881701214745747884
وفي منشور آخر يوضح @saeedziad سعيد زياد إنها “زمرة مقاتلة، محاصرة لمدة 115 يوماً، خاضت معارك تنوء منها الجبال، وصمدت بلا ماء ولا غذاء ولا مؤونة ولا خطوط إمداد، ارتقوا واحداً واحداً شهداء، ومن بقي يدفن من سبق.” وأن قصة الواحد منهم هي “قصة من ألف قصة، أبطالنا المقاتلون، واراهم الثرى أبطالنا المقاتلون، بعد قتالٍ ضارٍ ومعارك ملحمية في معارك معسكر جباليا، تقبلكم الله يا أكرم الناس”.
https://x.com/saeedziad/status/1881463824412537201
وبين بياناتها العسكرية يشير الباحث أحمد بن راشد بن سعيّد عن قصة أحد مجاهدي الشمال وعبر @LoveLiberty_2 يقول عن عنوان (جباليا يقاتل معها الله): “في عملية مقاومة فريدة في التاريخ تمكّن مجاهد قسّـامي في معسكر #جباليا من الإجهاز على قنّاص صهـيوني ومساعدِه من مسافة صفر، وبعد ساعة، قام المجاهد نفسُه بالتنكّر بلباس جنود الاحتلال، ووصل إلى 6 جنود صهاينة ففجّر نفسه فيهم، فتناثرت أشلاؤهم بين قتيلٍ وجريح، فإذا هم كهشيمٍ معتِمٍ، يترامى في اللظى المنسكبِ”.
ويضيف أن “هذا ما أعلنته القسّـام الجُمُعة، أما أمس الخميس، فقد قام أحد مجاهدبيا بطعن ضابط صهيوني و 3 جنود من مسافة صفر في مخيّم جباليا، ثمّ أجهز عليهم، وغنم أسلحتهم.”.
https://x.com/LoveLiberty_2/status/1870212798321418255
وعما واجهه المجاهدون، اعترف العميد إيتسيك كوهين (ضابط كبير في جيش الاحتلال)، أن إسرائيل تنفذ تطهيرًا عرقيًا في شمال غزة، وتخدع العالم بشأن أهدافها الحقيقية في المنطقة المحاصرة.
وفي جلسة إحاطة مغلقة للصحفيين في نوفمبر الماضي، تباهى “كوهين” بأن قوات احتلال تقترب من الإخلاء الكامل لجباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، المدن الثلاث الواقعة في أقصى شمال غزة، والتي كانت تحت قصف صهيوني مكثف منذ أوائل أكتوبر 2024.
وعن المنطقة التي عاد إليها اليوم الغزيين، تابع “كوهين” وقتها: “ليس هناك نية للسماح لسكان شمال قطاع غزة بالعودة إلى منازلهم، قبل أن يضيف أن أوامره الواضحة كانت إنشاء مساحة مطهرة”.
صحيفة (الجارديان) كشفت أن ما يحدث على الأرض في شمال غزة هو: عشرات الآلاف من المدنيين أجبروا على ترك منازلهم وملاجئهم ومستشفياتهم، يومًا بعد يوم، بسبب الغارات الجوية، ونيران المدفعية، وطائرات مُسيرة رباعية المراوح، أو كتائب مسلحة تصل إلى أبوابهم – والتي تتأكد من هدم أو حرق كل ما تبقى.
وتتابع الصحيفة وصف المشهد في شمال غزة، “يتضور السكان المتبقون جوعاً؛ ويضطر بعضهم إلى البقاء على قيد الحياة على الملح والماء فقط، ومع عدم دخول أي طعام إلى المناطق المحاصرة لأكثر من شهر، حذر خبراء الأمن الغذائي العالمي من احتمال قوي بأن المجاعة وشيكة”.
حماس التي استعرضت بقواتهاوأسلحتها، في أول خطوة لتبادل الأسرى الأحد 19 يناير، سبق وأعلنت تل أبيب أنها تسحق شمال غزة تحديدا (تدميرا لا يستثني بقية القطاع) ب“خطة الجنرالات” لقمع محاولات حماس لإعادة ترسيخ موطئ قدم في المنطقة.
الجارديان تصف الوضع في نوفمبر الماضي تقول: “لا شك أن الجيش يواجه جيوباً صغيرة من مقاتلي حماس، ويتكبد خسائر في هذه العملية، ومع ذلك، قال كبار المسؤولين الدفاعيين لصحيفة هآرتس الصهيونية بعد وقت قصير من بدء الحملة إن المستوى السياسي كان يدفع نحو هدف مختلف تماماً، الضم.”.
وزير الدفاع المستقيل يؤاف جالانت صرح بأنه لا يوجد مبرر عسكري لمواصلة الحرب أو إبقاء القوات الإسرائيلية داخل القطاع، وقال للعائلات: “لم يتبق شيء في غزة لنفعله، لقد تحققت الأهداف الرئيسية، أخشى أننا نبقى هناك لمجرد وجود رغبة في البقاء هناك”.
الصهانية ومنهم كوهين كانوا يخططون لتطهير شمال غزة من سكانها الفلسطينيين، ولإعادة إنشاء المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة وهو ما كانوا يحلمون به منذ فك الارتباط الصهيوني بالأرض المحتلة في عام 2005.
المحاكم الدولية غير قادرة على مواكبة المذبحة على الأرض، في حين أن سلسلة التهديدات الفارغة من واشنطن قد شجعت حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب وقاعدتها، الذين سيشعرون بأنهم لا يقهرون بعد فوز ترامب.
معجزة ربانية
الصحفية شيرين عرفة @shirinarafah تصف المشهد بعد نحو ما يزدي عن 3 أشهر ونصف الشهر من الوعيد الصهيوني الذي تلفظ به كوهين وغيره من قادة الاحتلال فتقول: “هل تصدق أن كتائب المقاومة الفلسطينية، التي رأيتها اليوم، أثناء عملية تسليم الأسرى، وهو يرتدون زيهم العسكري المهندم، وبكامل أسلحتهم ولياقتهم البدنية، ويقودون سياراتهم النظيفة، ويقفون فوقها بعزة وشموخ “.
وتضيف “هؤلاء خرجوا للتوِ من حرب إبادة مروعة، تواصلت بالليل والنهار وعلى مدار عام كامل و3 شهور، ألقيت عليهم فيها أكثر من 70,000 طن من القنابل والمتفجرات، وهو ما يفوق مجموع القنابل كافة التي تم إسقاطها خلال الحرب العالمية الثانية، وما يعادل 3 أضعاف القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما ونجازاكي “.
وتصف الوضع في غزة “جحيم مرعب، حاربوا في أثنائه جيشا من أعلى عشرة جيوش في العالم تسليحا وعتادا، وتساعده كتيبة النخبة في الجيش الأمريكي المصنف الأول على العالم تدريبا وإعدادا، بالإضافة إلى إمدادات واستخبارات وتمويل وعتاد وذخائر ومتطوعين من 6 دول أوروبية وغربية، هم الأكثر تطورا والأكبر اقتصادا “.
وتستطرد “هؤلاء الجنود الذين ترونهم، عانوا من حصار خانق استمر من قبل الحرب ولمدة 17 عاما، وتآمر عليهم القريب والغريب، وأُبيدت مدنهم وقُراهم، ومٌسحت من فوق وجه الأرض، هؤلاء فقدوا في الحرب، أهاليهم وعائلاتهم وأقاربهم وجيرانهم، وعاشوا لأكثر من عام داخل أنفاق مظلمة، يعانون فيها مثل باقي أهل غزة من الجوع والعطش، ولا يخرجون منها إلا للقاء العدو، الذي يفوقهم في ميزان القوة بآلاف الأضعاف”.
وتعتبر أن المجاهدين “هؤلاء القوات التي ثبتت وصمدت كما لم تثبت أي قوة عسكرية أخرى على وجه الأرض، وأثخنوا في عدوهم قتلا وتدميرا وتفخيخا، وقادوا حربا إعلامية ونفسية ضده، تحدثت عنها كبرى الأجهزة الإعلامية والقنوات، وأجبروه في النهاية، ومن خلفه أعتى قوة عسكرية وإقتصادية على وجه الأرض، على أن يرضخوا صاغرين لشروطه، ويجلسون معه على طاولة المفاوضات.. هؤلاء هم معجزة الله في أرضه، هؤلاء هم أسياد هذا الزمان وأشرافه”.