سجن الأبعادية .. مقبرة السياسيين بالإهمال الطبيفى فى ذكرى ثورة يناير.

- ‎فيحريات

قال حقوقيون إن سجن الابعادية (شديد الحراسة) بدمنهور أنشئ في سنة 1908 على مساحة 10 أفدنة محاطا بأسوار عالية، وضمن الاستعراض الدوري الشامل لملف مصر لحقوق الإنسان منحت الفرصة للمنظمات الحقوقية في مصر إلى إظهار الوجه الأكثر سوءا للانقلاب في مصر لسجونه ومنها الابعادية الذي أُشتهر منذ تأسيسه بأنه مقبرة للسياسيين.

وقال الحقوقيون إنه تحول عقب فض رابعة العدوية؛ لمعتقل سياسي لكل معارضي الانقلاب حيث يعاني فيه المعتقلين من سوء التهوية وقطع المياه والكهرباء وتُوفي داخل أسواره عدد كبير من المعتقلين بسبب الإهمال الطبي الناتج عن تغافل إدارة السجن في توفير الأدوية اللازمة لهم.

https://x.com/morabetoooon/status/1882410570164376032

 

وفي يوليو الماضي كانت حالة جديدة من الوفيات وكانت حالة الوفاة الـ 26 خلال 2024 لمحتجز سياسي داخل سجن “الأبعادية” بدمنهور وهو د. سمير يونس صلاح (67 عامًا)، وكان قد رحل قسرًا لمصر من الكويت عقب اعتقاله هناك منذ عامين، في مخالفة للاتفاقات الدولية التي تمنع الترحيل القسري لأي متهم قد يتعرض لمعاملة غير إنسانية.

 

ونشرت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان تقريرًا في يونيو 2023، نقلت فيه شكوى 23 نزيلًا في سجن الأبعادية من إجبارهم على الركوع لرئيس المباحث أو التغريب إلى سجن الوادي الجديد.

 

وتلقت الشبكة المصرية شكاوى واستغاثة من 23 نزيلاً من المرحّلين من سجن ليمان 430 وادي النطرون، بعد تهديد رئيس مباحث مركز دمنهور 2 للإصلاح والتأهيل، المقدم عصام عبد العزيز، لهم بعقابهم جميعًا وتغريبهم إلى سجون الوادي الجديد أو المنيا، والذي يبعد عن محل إقامتهم مئات الكيلومترات، بعدما رفضوا الركوع له، فبالغ في إهانتهم، قائلا “أنتم مفكرين نفسكم في كنيسة”.

 

وحسب الشبكة المصرية، فقد كان السجناء الـ23 ضمن 105 نزلاء صدر بحقهم قرار من مصلحة السجون بترحيلهم مؤخرا إلى مركز دمنهور للإصلاح والتأهيل 2 الجديد، حيث تمت مصادرة متعلقاتهم الشخصية التي أحضروها معهم من ليمان 430 وادي النطرون. وأصر رئيس المباحث عصام عبد العزيز على ترحيلهم إلى السجن القديم، وهددهم بتغريبهم إلى سجن المنيا أو سجن الوادي الجديد في قلب الصحراء الغربية.

ويضم سجن الأبعادية 12 عنبر كبير، 5 منها للمساجين السياسيين، و3 للسجناء الجنائيين، وعنبر للتأديب، و3 عنابر للنساء. إلا أنه طبقًا لشهادات بعض المحتجزين السابقين فإنه عادة ما يتم تسكين السياسيين مع الجنائيين.

ويصف محتجز سابق للجبهة المصرية بأن سجن الأبعادية عند دخوله يتكون من ساحة ويليها جراج، ثم في الاتجاه اليمين مبنى إداري، ويليه القاعة المخصصة للزيارة ولها سلم خلفي يتصل بالسجن من الخلف.

 

ويوجد في العنبر الواحد “تقفيصة” حديد، ويضم 18 زنزانة على دور واحد ومقسمة على جناحين متقابلين. ويخصص للتريّض مساحة ما بين 4 أو 5 عنابر تُسمى الرُبع. وتوجد بالسجن زنازين للإيراد في عنبر 6، كما يوجد بالسجن رُبع للمحكوم عليهم بالإعدام، ويحيط بالسجن أبراج مراقبة.

 

زنزانة إيراد

 

وزنزانة الإيراد عبارة عن غرفة صغيرة بها دورة مياه بدون أي ساتر، طاقتها الاستيعابية حوالي ثمانية أشخاص ويوجد بها مصباح إنارة واحد.

وتضم غرف التسكين 18 شخص، منهم مُسيّر جنائي ونبطشي جنائي، وغير مسموح في الأصل بدخول الملاءات والأغطية، ويُسمح فقط بدخول بطاطين من طبقة واحدة.

 

وباب الزنزانة لا يفتح سوى مرة يوميًا صباحًا، ليقوم السجناء بملء مياه وتخزينها لاستخدامها لأن المياه داخل الزنزانة غير صالحة للشرب، وبالتالي فإن احتمالية تنظيف الغرفة في الصباح وإخراج الأغطية في الهواء هي ضئيلة جدًا لذلك ينتشر بالسجن الإصابة بالأمراض الجلدية كالجرب.

 

ويوجد بالزنزانة منفذ للتهوية عرضه 20 سم × 1.5 متر طول وفي الجهة المقابلة له يوجد منفذ آخر، وذكر المحتجز السابق بأن التهوية سيئة للغاية.،ويكون الجو داخل الزنزانة في الشتاء شديد البرودة ولا يقوم السجن بتسليم بطاطين أو أغطية.

 

وبالنسبة للتريّض، تبلغ مدته 10 دقائق أو 20 دقيقة كحد أقصى، وتخرج كل زنزانة للتريّض بصورة منفصلة في ساحة العنبر، والتي يوجد فوقها سلك حديدي لا يسمح بدخول الشمس بصورة كبيرة.

 

ويختار “النبطشي” أفضل موقع في الزنزانة ليكون مكانه ثم بعد ذلك يتم تقسيم باقي الأماكن على المحتجزين، فيكون موقعه مقابل لباب الزنزانة وبعيد عن دورة المياه، أو المطبخ، ويمكن للنبطشي من خلال ما ينقله من أخبار للإدارة أن يتسبب في نقل أحد أفراد الزنزانة إلى التأديب أو توقيع أي عقوبة عليه، كما أنه لا يشارك في تنظيف دورة المياه أو غير ذلك.

 

أما الزنازين المخصصة للمحكوم عليهم بالإعدام تبلغ مساحتها 1.5 متر × 2.5متر، ويسكنها 3 أفراد، ولا يوجد بها دورة مياه، تحتوي فقط على جردل لقضاء الحاجة. كما لا يوجد بها منافذ للتهوية ولا إضاءة حتى أثناء النهار، ومليئة بالحشرات. ولا يخرج منها المحتجزون سوى نصف ساعة في اليوم لاستلام التعيين ودخول دورة المياه.

 

أما “التعيين” داخل السجن، فيتكون من عدس، وفول، وخضار، وقطعة لحم رديئة مرتين أسبوعيًا، وخبز، ويُمنع دخول الخبز من الزيارة ويكون مصدره الوحيد هو التعيين. ويتوافر ب”الكانتين”،  منتجات البقالة الأساسية كالشاي، والسكر، وغير ذلك. ولا يُسمح بدخول الصابون والمطهرات من الزيارة ولكن يمكن شراؤها من الكانتين.

 

وإذا أراد معتقل أن يعرض على الطبيب، فلابد أن يستأذن المسير الجنائي ووصف معتقلون المستشفى بأنه سيء، كما أن الطبيب المسؤول لا يقوم بدوره بل ويتعنت مع السجناء السياسيين خصوصًا، ويكشف كشفًا ظاهريًا فقط. ويذكر المحتجز السابق أنه عند دخوله المستشفى وجد عدد من السجناء مصابين بأمراض جلدية وفي غرفة شبه منعزلة. كما ذكر أيضًا أن السجناء المرضى يلاقون تعنت كبير في إدخال الأدوية اللازمة لهم.

 

وهناك زيارة خاصة كل شهر تتم في قاعة للزيارة وتستغرق 15 دقيقة، وزيارة أخرى من وراء السلك الحديدي كل أسبوع لمدة 10 دقائق، وهذه الأخيرة يكون من الصعب خلالها التواصل بين السجين وذويه نظرًا لكبر المسافة بينهم وكثرة عدد السجناء وذويهم.

 

وأثناء الزيارة الخاصة يتواجد الكثير من المخبرين في القاعة لسماع الحوارات التي تدور، ويتم في هذه الزيارة التعامل مع السجناء أمام الأهالي بطريقة سيئة وتكون إجراءات التفتيش مهينة للمعتقل ولأهله.

ويُسمح لكل فرد في الزيارة بإدخال بطانيتين فقط وغير مسموح في الأساس بدخول أواني الطهي أو الملاعق أو الأغطية أو ماكينات الحلاقة، ويمكن شراء الأخيرة فقط من داخل السجن.

 

ويُمنع كذلك دخول المخبوزات والخضار المطهو، ويمكن إدخال الأرز، والمكرونة، واللحم، والدجاج، والسمك، كما يُمنع عادة دخول الفاكهة.

وعن الحق في التعليم، تتعنت إدارة السجن مع المعتقلين لاسيما في دخول الكتب الدراسية بخلاف الأوراق والمذكرات والامتحانات يتم إجرائها في المكتبة وظروف الزنزانة لا تتلاقى والمذاكرة حيث الإضاءة والتكدس.