قال الصحفي الليبي عبد الله الكبير إن خليفة حفتر، المصاب بالزهايمر، تناسى سريعًا دعمه لقائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والذي استمر منذ أبريل 2022، بعد زيارة نجله إلى السودان وحصوله على الرئاسة الشرفية لنادي المريخ السوداني، فضلًا عن دعمه بالسلاح والمرتزقة من قوات فاغنر الروسية، التي تحولت إلى الفيلق الروسي بعد انتهاء دور فاغنر عمليًا.
وعبر قناة (طيبة) السودانية، أبدى “الكبير” تعجبه من تصرف حفتر، الذي جاء بعد زيارته إلى القاهرة للقاء عبد الفتاح السيسي، وزيارة الأخير لأبوظبي قبل نحو أسبوع، مؤكدًا أن التغير في التصريحات وليس في المواقف، وذلك بعد الانكشاف العالمي لدور الإمارات القذر في المنطقة، لا سيما في ليبيا والسودان، ودعمها للانقلاب على الرئيس محمد مرسي والثورة المضادة في تونس.
لأول مرة منذ 2021
والتقى عبد الفتاح السيسي بخليفة حفتر في 19 يناير، لأول مرة منذ سبتمبر 2021، بدعوى “بلورة خارطة سياسية متكاملة تؤدي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المنتظرة في البلاد”.
وقال بيان مكتب السيسي إنهما أكدا “ضرورة منع التدخلات الخارجية في ليبيا وإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية”.
ودعم مرتزقة فاغنر الروس المشير خليفة حفتر ضد حكومة الوحدة الوطنية، المعترف بها دوليًا، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها طرابلس، والتي تعترف بها الأمم المتحدة وتدعمها تركيا.
وتأتي زيارة حفتر الأخيرة للقاهرة قبل أشهر من إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الوطنية، التي أُرجئت مرارًا بسبب الخلافات حول إطارها القانوني.
كما تأتي متزامنة مع فتح حفتر جبهات على نواحٍ متعددة، منها غرب ليبيا، ولكن الجزائر حشدت شرقًا فأوقفته، وجنوبًا في سبها الليبية، حيث توجهت مليشيا 101 التابعة لصدام حفتر لشن هجوم على مقر جهاز المخابرات العامة، ما أسفر عن سقوط قتيل.
وكان السيسي من الداعمين الرئيسيين لحفتر في الماضي، لكنهما اتخذا مواقف متعارضة في الحرب في السودان، على الحدود الجنوبية للبلدين.
ودعمت القاهرة الجيش السوداني بقيادة رئيس الأركان عبد الفتاح البرهان، في حين يقول محللون إن خليفة حفتر نقل الوقود والأسلحة والمقاتلين إلى قوات الدعم السريع شبه العسكرية، لحساب الإمارات العربية المتحدة.
وأخيرًا، وجدت روسيا في خليفة حفتر بديلًا لوجهتها العربية الجديدة بدلًا من سوريا، وقالت تقارير إن حفتر منح الروس في ليبيا حق السيطرة على قاعدة Matn Al-Sara اللوجستية قرب السودان وتشاد (حيث سبق واعتقل فيها حفتر خلال الثمانينيات كقائد للقوات البرية في الجيش الليبي بعهد القذافي)، والموجهة لدعم النيجر ومالي.
https://x.com/shadowh55543098/status/1881460411129831874
وتحاول موسكو تحييد القوى الموجودة على الأرض، حيث استقبلت الفريق أول محمد الحداد، رئيس الأركان بطرابلس، كممثل للجيش الليبي بزيه العسكري، كما استضافت مؤخرًا خالد حفتر، نجل خليفة حفتر، من قبيلة الفرجان، بالزي المدني.
https://twitter.com/emad_badish/status/1824586761915318617
مشكلة النفط
وقبل نحو أربعة شهور، أغلقت حكومة خليفة حفتر، التي تتخذ من بنغازي مقرًا لها وغير معترف بها دوليًا، جميع حقول النفط، ووقف إنتاجه وتصديره، وذلك على خلفية أزمة البنك المركزي مع حكومة طرابلس.
والنفط هو المصدر الرئيسي لإيرادات النقد الأجنبي في ليبيا، والعِماد الرئيسي لإيرادات البلاد. فقد مثّلت الإيرادات النفطية نحو 96.7% من إجمالي إيرادات عام 2023، بقيمة تصل إلى 20.4 مليار دولار.
هذا في الوقت الذي بقيت فيه ليبيا عاجزة عن استرداد نحو 200 مليار دولار من الأموال المجمدة في البنوك الغربية، في ظل خضوع قطاعها النفطي والمالي للتجاذبات السياسية.
وتعرب حكومة الوحدة الوطنية عن أملها في تنفيذ خطط اقتصادية لزيادة إنتاج النفط الخام إلى مليوني برميل يوميًا بحلول نهاية عام 2025، مع تخصيص استثمارات بقيمة 17 مليار دولار في قطاع الطاقة لتطوير الحقول المنتجة وإعادة تأهيلها، وإعادة فتح الآبار المغلقة، مما سيؤدي إلى زيادة الإنتاج النفطي، والوصول إلى مستوى إيرادات نفطية بنحو 20 مليار دولار في عام 2023.