نتنياهو يهاجم منع مصر عبور الفلسطينيين من معبر رفح : ما وراء ذلك؟

- ‎فيتقارير

في حرب كلامية اشتعلت بين الجانب المصري والجانب الصهيوني ربما للتغطية على ملف التهجير والإتاوات التي يأخذها  المنقلب السيسي وكلبه العرجاني من الفلسطينيين لعبور معبر رفح، فضلا عن دخول الشاحنات والمعونات للجانب الفلسطيني.

 

ويستغرب العديد من المحللين أسباب هذا التراشق، فالسيسي كلب الصهاينة المطيع، لكن يوعزون ذلك بعد فضحهم من قبل ترامب الذي أكد أنه قدم مساعدات كثيرة لمصر والأردن وأنهم سيفعلون ” يقصد سيستقبلون الغزاوييين في أراضيهم”.

 

ويرى المحللون أنه بعد اجتماعات ومقابلات مع ترامب سواء زيارات أو مكالمات هاتفية، أعربوا خلالها عن انزعاجهم من تصريحاته، حيث أن تصريحاته تضعهم في موقف محرج أمام شعوبهم، كان لا بد من تغيير السياق الإعلامي والعمل على تلميعهم وجعلهم أبطالا، وفي الكواليس ، هم أول المناصرين والمنفذين لسيدهم ترامب.

 

 رد الخارجية المصرية على نتنياهو

 

واستهجنت  وزارة الخارجية  تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي قالت إنها تتضمن ادعاءات وتضليل متعمد يتنافى مع جهودها في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرة إلى دخول أكثر من 5 آلاف شاحنة من مصر منذ وقف إطلاق النار، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية.

 

وقالت الوزارة: إن “مصر تعرب عن استهجانها لتصريحات أدلى بها نتنياهو لقناة إعلامية أميركية، السبت، تتضمن ادعاءات وتضليل متعمد ومرفوض يتنافى مع الجهود التي بذلتها وتبذلها مصر منذ بدء العدوان على غزة، وقيامها بإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الفلسطيني وآخرها أكثر من 5 آلاف شاحنة من مصر منذ وقف إطلاق النار، وتسهيل عبور الجرحى والمصابين ومزدوجي الجنسية.

 

وزعم نتنياهو في تصريحات لـ”فوكس نيوز” السبت، أن مصر تمنع سكان غزة من مغادرة القطاع،” يقصد الإتاوات المقدرة بـ 7آلاف دولار نظير عبور الفرد” فيما لم توضح الوزارة في بيانها ما إذا كانت تقصد هذه الادعاءات تحديداً أم تصريحات أخرى.

 

وأكدت الخارجية المصرية أن “تلك التصريحات تستهدف التغطية وتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الصارخة التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين وتدمير المنشآت الحيوية الفلسطينية من مستشفيات ومؤسسات تعليمية ومحطات كهرباء ومياه الشرب، فضلاً عن استخدام الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيين”.

 

ولفتت إلى أن مصر تعرب عن رفضها التام لأية تصريحات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني إلى مصر أو الأردن أو السعودية، وتعرب عن تضامنها مع أبناء غزة البواسل الذين يتمسكون بأرضهم، رغم كل ما يتعرضون له من أهوال للدفاع عن قضيتهم العادلة والمشروعة.

 

وأكدت وزارة الخارجية أن مصر “تؤكد على التمسك بالثوابت المصرية والعربية الراسخة والمرتكزة على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

 سماسرة رفح ومخطط التهجير

 

وكانت «ميدل إيست آي»،قد قالت: إنها “حصلت من مصادر دبلوماسية وسياسية ومخابراتية مصرية، عن الخطة التي سترسم ملامح المرحلة القادمة لتهجير الفلسطينيين عبر عبورهم من معبر رفح وعدم عودتهم مرة أخرى، بحيث يظهر عبدالفتاح السيسي كبطلا برفضه دخولهم لسيناء، وهو المخطط الذي يتم ترويجه، وهو بحسب خبراء ليس مطروح من الأساس بل إنها خطة شيطانية، لعدم لفت الانتباه، للخطة الأساسية وهي عبورهم من معبر رفح واندماجهم في العديد من المحافظات لاحكام القبضة الأمنية عليهم”.

 

أكدت المصادر أن السيناريو المطروح هو السماح للفلسطينيين بالعبور من معبر رفح دون العودة، والذي ظهر بوادره الأيام الماضية بعبور مئات الفلسطينيين عبر معبر رفح نظير 7 آلاف دولار، إتاوة تفرضها شركة العرجاني المسئولة عن إعطاء التراخيص والموافقة الأمنية للدخول، ومن ثم عبورهم إلى محافظات مصر، مثلما حدث مع السوريين والسودانيين وخاصة القاهرة والجيزة والإسكندرية، حيث يستهدف السيسي تحصيل 70 مليار دولار عبر عبورهم من معبر رفح، بالإضافة إلى ما سيحصل عليه من الأمريكان ومن المعونات التي سيتلقاها الفلسطيونين أثناء إقامتهم في مصر.

وما يرجح هذا السيناريو أن مصر بها أكثر منن 9 مليون لاجئ سوداني وسوري وإفريقي، وأن الوضع في سوريا الآن يرحب بعودة السوريين إلى بلادهم ليحل مكانهم الفلسطينيين، الذين سيعيشون تحت قبضة أمنية محكمة عكس لو تركوهم في سيناء سيشكلون خطراء على أمن مصر، نظرا لعدم قدرة مصر على السيطرة عليهم متجمعين في مكان واحد وتحت سيطرة حماس.

 

ويرى المحللون أن السيسي ونتنياهو وترامب سيدفعون سكان قطاع غزة الأيام القادمة للهروب من الجحيم الذي سيصنعوه في غزة هذه المرة لن يكون بإلقاء المتفجرات على السكان بل عبر تجويعهم وفقرهم ، ليكون الحل البديل لهم هو النجاة بأرواحهم نحو معبر رفح، فلا حياة في غزة ولا معونات ستدخل ولا دول ستدفع دولار لإعمار القطاع وهوما يظهر جليا، حيث أن الوضع الحالي لا يوحي بذلك وأن الحقوقيون فقط هم من يسعون لجمع التبرعات والمعونات لأهالي القطاع.

 

في وقت سابق الأحد، أعلنت وزارة الخارجية المصرية عقد قمة عربية طارئة في القاهرة في 27 فبراير 2025، بعد خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل سكان غزة إلى مصر والأردن، والتي قٌوبلت برفض عربي ودولي، بينما حظيت بترحيب من اليمين الإسرائيلي ونتنياهو، الذي وصف الخطة بـ”الثورية”.