رغم احتفالات المصريين بعيد الفطر المبارك إلا أن حكومة الانقلاب لا ترحمهم من ارتفاع الأسعار المتواصل الذى تشهده كافة السلع والمنتجات والخدمات ليجد المواطنون أنفسهم فى دوامة الفقر والعجز عن الحصول على متطلباتهم الأساسية .
والأغرب من ذلك أن حكومة الانقلاب تستغل أيام الأجازات لاصدار قرارات برفع الأسعار وهو ما يشير إلى تخوفها من ثورة المصريين فى أيام العمل حيث قد تحدث تجمعات فى العديد من الأماكن أما فى أيام الأجازات فهى تضمن أنه لن تكون هناك تجمعات وبالتالى تصدر هذه القرارات لتنغيص حياة المواطنين .
فى هذا السياق شهدت العديد من السلع والمنتجات ارتفاعا فى الأسعار بجانب حالة الترقب التى تشهدها البلاد للإعلان عن رفع اسعار الوقود .. التقرير التالى يكشف عن هذه المآسى :
المكسرات
شهدت أسواق المكسرات ارتفاعًا ملحوظا فى الأسعار مع قدوم عيد الفطر المبارك، وسط إقبال المواطنين على شراء الكاجو، البندق، اللوز، وعين الجمل، والتي تعد من المكونات الأساسية في تجهيزات العيد.
وسجلت أسعار المكسرات ارتفاعًا مقارنة بالعام الماضي، حيث تراوحت أسعار عين الجمل بالقشر بين 500 و580 جنيهًا للكيلو، بينما بلغ سعر عين الجمل الجامبو الفاخر المقشر ما بين 600 و650 جنيهًا.
وتراوح سعر كيلو الفستق ما بين 700 و800 جنيه، في حين سجل الفستق المحمص الأمريكي بين 600 و700 جنيه للكيلو.
فيما تراوح سعر كيلو اللوز ما بين 600 و650 جنيهًا، بينما وصل اللوز الأمريكي إلى 700 جنيه. أما البندق، فتراوح سعره بين 700 و750 جنيهًا، بينما سجل البندق الأمريكي المحمص الأبيض الفاخر بين 750 و800 جنيه.
وبلغ سعر الكاجو نحو 650 جنيهًا للكيلو، بينما تراوح سعر الكاجو الجامبو الفاخر المحمص بين 730 و750 جنيهًا. أما الفول السوداني، فسجل الكيلو بالقشر نحو 100 جنيه، والمقشر 100 جنيه أيضًا، في حين بلغ سعر الفول السوداني الجامبو للحشو ما بين 100 و130 جنيهًا للكيلو.
متوسط أسعار كحك عيد الفطر
وتزامنًا مع ارتفاع أسعار المكسرات، شهدت أسعار كعك العيد زيادات أيضًا، حيث بلغ سعر الكحك السادة 230 جنيهًا للكيلو، فيما سجل الكعك بالعجمية 260 جنيهًا، والكعك بالملبن 280 جنيهًا، أما العحك بالمكسرات فقد وصل إلى 300 جنيه للكيلو.
الخبز
أسعار الخبز شهدت ارتفاعا كبيرا خلال أيام العيد بسبب غياب الرقابة وتوقف المخابز البلدية المدعمة عن الانتاج خلال أيام العيد حيث تراوح سعر الرغيف الذى لا يتجاوز وزنه الـ 100 جرام ما بين جنيهين وجنيهين وربع .
ورغم ذلك تعلن وزارة تموين الانقلاب أن المخابز المدعمة تعمل طوال أيام العيد ولا تتوقف عن الانتاج وهو ما يؤكد أن وزارات وأجهزة الانقلاب تعيش فى معزل عن حياة المصريين أو أنها اعتادت الكذب ولم تعد تستحى من ترديد هذه الأكاذيب .
كان شريف فاروق، وزير تموين الانقلاب قد زعم أنه تم رفع درجة الاستعداد القصوى بكافة قطاعات الوزارة والجهات التابعة ومديريات التموين بالمحافظات استعدادًا لعيد الفطر المبارك، لضمان توافر السلع الأساسية ومنع أي ممارسات احتكارية أو استغلالية للمواطنين بحسب تصريحاته .
وفى هذا السياق زعم حسن محمدي عضو الشعبة العامة للمخابز باتحاد الصناعات والغرف التجارية انتظام عمل المخابز البلدية في جميع المحافظات خلال أيام عيد الفطر المبارك.
وقال محمدي فى تصريحات صحفية، إنه تم توريد حصة المخابز كاملة مقدما لمدة 3 أيام قبل إجازة العيد، بجانب صرف حصة المخابز الأصلية، منوهًا بأنه تم تحديد الإجازات بالمخابز بطريقة لا تؤثر على سير العمل وفق تعبيره .
وأشار إلى أن عدد المخابز البلدية يبلغ 35 ألف مخبز، يورد لكل مخبز حصته من الدقيق والتي تبلغ 20 شكارة، وتنتج نحو 300 مليون رغيف خبز يوميا بحسب تصريحاته.
البن
كما ارتفع أسعار البن وسجل الكيلو 600 جنيه لأول مرة وحول هذا الارتفاع قال حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب الفلاحين، إن أسعار القهوة ارتفعت إلى مستوى غير مسبوق في مصر وفي معظم دول العالم، مؤكدا أن سعر كيلو البن وصل في بعض الأنواع لأكثر من 600 جنيه.
وأضاف أبوصدام في تصريحات صحفية : أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع الكبير في أسعار القهوة هو الزيادة العالمية في أسعار البن، الناتجة عن زيادة الطلب وقلة الإنتاج موضحا أن مصر تعتمد على الاستيراد بنسبة 100% في صناعة القهوة، بسبب عدم جودة زراعة أشجار البن في البلاد، حيث إن المناخ والتربة فى مصر غير ملائمين لزراعة هذه الأشجار، التي تحتاج إلى مناخ استوائي أو شبه استوائي وتربة حامضية.
وأشار إلى تراجع الإنتاج العالمي من حبوب البن نتيجة تعرض البرازيل وفيتنام للجفاف، بالإضافة إلى التغيرات المناخية غير المناسبة خلال مراحل نمو وإثمار أشجار البن، مما أدى إلى تساقط الأوراق وعدم نمو الأزهار والعقد كما يجب، حيث يمثل إنتاج هذين البلدين أكثر من 55% من الإنتاج العالمي.
وأوضح أبوصدام أن ما ساهم فى ارتفاع أسعار البن أيضا ارتفاع تكلفة شحن وتأمين البضائع المستوردة نتيجة للتوترات في منطقة البحر الأحمر والعالم، مما زاد من الضغط على الأسعار. كما زادت الطلبات على القهوة عالميًا ومحليًا، خاصة لدى الأجيال الشابة، حيث يزداد الإقبال على تناول القهوة في فصل الشتاء، بنسبة تصل إلى 25% مقارنة بفصل الصيف.
وأكد أن مصر تستورد البن من عدة دول، منها البرازيل وفيتنام وإندونيسيا وإثيوبيا وكولومبيا لافتا إلى أن التغيرات المناخية التي تؤدي إلى قلة الإنتاج حاليًا قد تفتح فرصًا جديدة لزراعة البن في مناطق لم يكن من الممكن زراعته فيها من قبل.
وتوقع أبوصدام أن يؤدي ارتفاع أسعار القهوة إلى زيادة الاهتمام بأشجار البن والتوسع في زراعتها، مما يدفع الباحثين والعلماء لاستنباط أصناف جديدة من أشجار البن ذات الإنتاجية العالية التي تتحمل التغيرات المناخية الصعبة، مع اتجاه المستثمرين الزراعيين للاستثمار في تحسين زراعة البن وطرقها لمواجهة التحديات، حيث أصبحت القهوة مشروبًا أساسيًا وعادة يومية يصعب الاستغناء عنها في جميع دول العالم.