يتوقع مراقبون أن يكون فيلم (استنساخ) الجديد تحول لـ"داعية" (قطايف) سامح حسين، فبعد أن كان يسدد نصائح الثمانينيات الأشبه ب(كلمتين وبس) للفنان الراحل فؤاد المهندس، محور حلقاته، حتى منتصف شهر رمضان وتلقيه نشره الإسكريبت من أجهزة سامسونج المخابرات، هو اليوم على موعد مع إنتاج مخابراتي في شكل يوتيوبر (عبد الرحمن محمد) صاحب قناة ARM ARTS على "يوتيوب" لفيلمه الجديد (علمي في إطار درامي) والذي يبتعد فيه عن الكوميديا التي ظهر فيها إلى جوار طلعت زكريا وأشرف عبدالباقي ومسلسل (ست ستات).
على منصات التواصل لاسيما على (فيس بوك) وأمام سيل من الدعاية المدفوعة، سواء بالنقل أو بالاستفاضة في الثناء على مقدم (قطايف) رغم أنه كان مؤدٍ فقط لمن يكتب له الحلقات، تماما كما كان دوره في قناة (مدرستنا) بتقديم برنامج يظهر فيه مشتركا مع آخرين بهيئة إعلامي، ما زال هناك من يتابع تنقلات أمثال هؤلاء لينقلنا إلى صورة أوضح عما تخفيهالأكمة.
الكاتب حسام عبد العزيز على فيسبوك نشر صور وبرومو الفيلم الجديد للأستاذ سامح وعلق "الفنان وهو ماسك إيد واحدة ورايح بها على السرير ووراه ثلاث ستات غيرها بضحكات لا مؤاخذة، وهو بينظر لهم نظرة كلها…. ".
وأضاف عن سامح "ده اللي كان بيتقال لنا في أول أسبوع من رمضان: وصل لشرائح لم يصل إليها الشيوخ، وماتقفلوش في وشه التوبة، وكفاية تحسسوا الناس إن الدين ده بتاعكم لوحدكم. ".
وفي رسالة لمن يحسن الظن كتب "لا إحنا آسفين يا مغفلي التيار الإسلامي، الدين ده مش ملكنا لوحدنا، الدين ملك اللي بيعملوا مشاهد في أوض النوم مع النسوان".
https://www.facebook.com/hoswriter/posts/pfbid0SVb8yQvkju6MKNvY5ppvvpidGpW2XH4ZfKvAwck88fjDSggqhv8RWEu7nmPYYYTpl
تعليقات خفيفة
ومع أن الفنان وبرنامجه احتُفي به من وزارة الأوقاف ووزير الكلاب أسامة الأزهري ومن مسؤولي الإعلام بالشركة المتحدة، إلا أن جمهور السوشيال رآه بشكل مختلف فكتبت غادة (Ghada Moosa)، "سبحان الله في بداية ظهوره ببرنامج الكنافة ده كنت حاسة بشيء غريب، وخصوصاً لما فرقع فجأة بالشكل المريب ده اتضح لي وللكثيرين أن الهدف كان إنه يربي جمهور يكون متأثرا به، وفي ظهره ويهاجم بعنف كل من ينتقده ويعمى عن سوء أعماله أيّاً كان لونها أو محتواها، ويمررها له عن طيب نفس، لأنه سامح حسين قدوتنا اللي وصل لقلوبنا أكثر من شيوخ كتير".
وكتبت ألماي محمود العشري، "قطايف ولطايف بقى".
وعلق مصطفى جلال، "كان المفروض يسمى البرنامج بتاعه (مقاطف)".
وكتب أحمد الغندور طرباي "قطايف بالمحرمات".
وأضاف مراقبون أن ظهور سامح حسين وحديث السوشيال ميديا عنه بفنانين سبقوه، واتخذوا قرار تغيير جلدهم على الشاشة، والخروج عن المألوف، وتقديم أعمال مختلفة عنهم لم يطرحوها من قبل.
الفيلم الجديد استنساخ يعرض حاليا في السينمات، ويأتي في إطار بعيد تمامًا عن كوميديا سامح حسين، وتدور أحداثه حول الذكاء الاصطناعي وتطور التكنولوجيا الحديثة، وما يمكن أن يترتب عليه في المستقبل، وشخصيته فيه توافق شخصيته فاسمه (يونس العربي) في الفليم، ويظهر مرة شخصا طيبا وأخرى شريرا بوجهين مختلفين.
الشاهد أن سامح حسين بعد ابتعاده عن تقديم الكوميديا، يصر على الجزء الثاني من برنامج (قطايف) إنتاج الشركات المخابراتية.
الظهور للتجارة
ومن التعليقات التي كتبها مهتمون حول مثل هذه شخصيات، الناقد (إسلام بهجت) على (فيس بوك)، فطرح فكرة هل سامح حسين تاجر دين أم مشخصاتي على الساحة؟ وأشار إلى أن بعض الفنانين يحترفون تقديم أعمال ترفيهية لرفع الذوق العام، ويحملون رسالة تخدم المجتمع، مستدركا أنه على الجانب الآخر يظهر لنا نماذج فنية تتاجر بهذه الرسائل وتستغلها لمجرد الظهور، بغض النظر عن المضمون أو القيم التي يفترض أن يحملها العمل، أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو الفنان سامح حسين وبرنامجه الذي حمل اسم "قطايف".
وأضاف "كان من المتوقع أن يكون هذا البرنامج نقطة تحول في مسيرة سامح حسين بعد غيابه الطويل عن الساحة الفنية، ولكن للأسف، كانت المفاجأة أن هذا البرنامج لم يكن سوى فقاعة إعلامية كبيرة، تحولت إلى مجرد حيلة للظهور على الساحة بعد غياب طويل، لم يكن الهدف من البرنامج تقديم محتوى هادف أو رسالة أخلاقية، بل كان مجرد أداة تسويقية لتقديم نفسه بشكل جديد وكأنه صاحب رسالة دينية وأخلاقية تهدف لإصلاح المجتمع.".
ترميز فنان
وأشار "بهجت" إلى أن "البرنامج، الذي كان يعرض على السوشيال ميديا، كان يدّعي أنه يتحدث عن الأخلاق والدين، ويعرض مفاهيم تربوية وقيمية لجمهور رمضان، ولكنه في الحقيقة كان مجرد وسيلة لبيع صورة سامح حسين على أنه الفنان الذي يقدّم محتوى ذا قيمة.
وأضاف أن الناس اعتقدوا أن سامح حسين قد أصبح فنانًا ناضجًا يهتم بالقضايا الكبيرة والمهمة، خاصة مع تصدره لبرامج تناقش موضوعات دينية وأخلاقية، ولكن، في الحقيقة، لم يكن هذا سوى ستار لعرض سلعة جديدة في السوق: "عودة سامح حسين إلى الفن"، ولكن هذه المرة من خلال "شباك الدين".
وعن الفليم الجديد أضاف أن "سامح حسين استخدم الدين والأخلاق كأداة للوصول إلى الجمهور، وكان يعرض نفسه كمُصلح اجتماعي يهتم بالأمور الدينية والتربوية، لكن في النهاية، كانت الصدمة الكبرى حين تم الإعلان عن مشروعه السينمائي الجديد، الذي لم يكن سوى فيلم تجاري يهدف لتحقيق الربح السريع، وليس تقديم محتوى يرقى إلى المستوى الذي كان يروج له.".
ظهور السيسي
"قطايف محشية بلح" كان العنوان الذي رآه الكاتب في إشارة إلى تبعية البرنامج الرمضاني الذي دفعت له الأجهزة ليظهر في أولوية محركات بحث منصات التواصل محشياً بالكثير من الضجة الإعلامية والكلمات الرنانة، ولكن في النهاية كانت المحشيات عبارة عن "بلح" فارغ، بحسب الكاتب.
وخلص الكاتب إلى أن سامح حسين لا يختلف عن أي "تاجر دين" يبحث عن الربح من خلال طرح أفكار براقة وأعمال ترويجية لا تمت للرسالة الفنية بصلة بهدف العودة إلى الساحة بأي شكل من الأشكال، ولو كان ذلك على حساب الأخلاق والدين. كان من المفترض أن يكون برنامجه "قطايف" خطوة نحو التغيير والعودة بمحتوى مختلف، ولكنه في النهاية لم يكن سوى حلقة جديدة في مسلسل "التجارة بالدين." حيث ما قدمه مجرد مادة سطحية، محشوة بالكلمات المعسولة والوعود الزائفة، في سبيل الوصول إلى هدف واحد، العودة للساحة لتقديم فيلم تجاري تقليدي.