مع نفاد المساعدات فى قطاع غزة بسبب الحصار الصهيونى المستمر منذ مطلع مارس الماضى وإغلاق المعابر حذرت منظمات دولية من أن قطاع غزة يعيش مآسي يومية في ظل نقص المساعدات الإنسانية وافتقاد الحد الأدنى من أساسيات العيش الكريم .
وطالبت المنظمات الدولية المجتمع الدولى باجبار دولة الاحتلال على رفع الحصار لانقاذ ما يمكن انقاذه، مؤكدة أن الأطفال والنساء وكبار السن يواجهون الموت جوعا بجانب انهيار المنظومة الصحية لعدم وجود أدوية أو مستلزمات طبية.
يُشار إلى أن دولة الاحتلال منذ الثاني من مارس الماضي، تمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة بشكل كامل، رغم أن غالبية مواطني القطاع يعتمدون بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 19 شهرا إلى فقراء.
ويعد قطع الإمدادات عن سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة “مأساة حقيقية”، حيث نفدت كل المواد الغذائية المخزَّنة خلال وقف إطلاق النار في بداية العام، وهذا هو أطول إغلاق من نوعه يواجهه قطاع غزة على الإطلاق.
رفع الحصار
من جانبها طالبت المفوضية الأوروبية قوات الاحتلال برفع فوري للحصار عن غزة، ودعا أنور العنوني المتحدث باسم المفوضية الأوروبية دولة الاحتلال باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، إلى رفع الحصار المفروض على غزة فورا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، من أجل إنقاذ حياة الملايين من البشر الذين يعانون نتيجة للأوضاع الإنسانية في غزة.
وأعرب العنونى فى تصريحات صحفية عن مخاوفه تجاه غزة، وقال : نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير الإنسانية التي تشير إلى نفاد الإمدادات الغذائية التي تم إدخالها خلال فترة وقف إطلاق النار مشددا على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين يجب أن يتم وفقًا للقانون الإنساني الدولي.
وطالب دولة الاحتلال برفع الحصار عن غزة والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية بشكل واسع
سوء التغذية
وحذر مايكل راين المدير التنفيذي لبرامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ، من عواقب منع دخول المساعدات إلى غزة، وقال “راين” فى تصريحات صحفية إن عقول وأجساد أطفال قطاع غزة تتحطم بعد شهرين من منع دخول المساعدات، وتجدد الضربات.
ولفت إلى أن الجوع ينهش أجساد أطفال غزة وعقولهم. نحن نجوع أطفال غزة. نحن متواطئون، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك .
وأضاف”راين”: بصفتي طبيب، أنا غاضب. هذا لا يُحتمل محذرا من أن المستوى الحالي لسوء التغذية يسبب انهيار المناعة، مؤكدا أن حالات الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا لدى النساء والأطفال تزايدت.
التجويع
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن سلامة إن قوات الاحتلال تنتهج سياسة التغيير الديمغرافي والجغرافي في قطاع غزة، وتتبع النهج ذاته في الضفة الغربية من خلال التوسع الاستيطاني.
ولفت “سلامة” في تصريحات صحفية إلى أن الحلول السياسية وعلى رأسها “حل الدولتين” لا تندرج ضمن أجندة دولة الاحتلال أو الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هنا تتبع دولة الاحتلال سياسة التجويع والحصار ضد الفلسطينيين.
وأوضح أن سلطات الاحتلال تمارس سياسة التجويع والحصار عبر إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني في غزة، مؤكدًا أن نحو 50% من مساحة قطاع غزة تحولت إلى مناطق عازلة بذرائع أمنية واهية تروج لها سلطات الاحتلال .
وأشار “سلامة” إلى أن مجمل هذه السياسات تؤكد أن الهدف الحقيقي هو إبادة الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته، لافتا إلى أن التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بشأن الأسرى الصهاينة كانت مستفزة للرأي العام الإسرائيلي، إذ أشار إلى أن الهدف من توسيع العمليات العسكرية في غزة هو القضاء على حركة حماس .
وشدد على أن نتنياهو لم ينجح في القضاء على حماس، ولم يتمكن من استعادة الأسرى، مؤكدا أن الهدف الصهيوني أصبح واضحًا وهو ارتكاب جريمة إبادة جماعية، وتصفية القضية الفلسطينية، والتوسع الاستيطاني على حساب الأراضي العربية المحتلة وسيادة الدول .
حرب إبادة
وقال خبير السياسات الدولية الدكتور أشرف سنجر ان الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وصلت لمراحل “كارثية”، مشددا على أن ما يواجه أهالى غزة مأساوي للغاية، نتيجة الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الصهيونى على القطاع منذ نحو أكثر من شهرين.
وأضاف “سنجر” في تصريحات صحفية أن الولايات المتحدة هى الدولة الوحيدة القادرة على التأثير على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومنعه من ارتكاب المجازر والانتهاكات غير الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال لا تزال تستخدم القوة المفرطة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، ما أسفر عن استشهاد آلاف المدنيين وإصابة مئات الآلاف بجروح، مؤكدًا أن الاحتلال لا يصطدم مع “أونروا” فقط، بل مع منظمات إنسانية دولية أخرى، في إطار محاولاته لتكريس الحصار واستمرار حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.