رشوة أم شراكة استراتيجية .. “بن سلمان ” يشترى طريقه إلى العرش ب 600 مليار دولار ” .. هل تصمت العائلة المالكة ؟!

- ‎فيتقارير

 

في واحدة من أضخم الشراكات الاقتصادية والسياسية في تاريخ العلاقات السعودية الأمريكية، وقّع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حزمة اتفاقيات ومذكرات تفاهم تجاوزت قيمتها 600 مليار دولار، ما أثار جدلًا واسعًا حول خلفيات هذه الصفقات ودوافعها السياسية.

تأتي هذه الاتفاقيات في ظل سعي محمد بن سلمان لتأمين دعم أمريكي قوي يُعبد طريقه نحو اعتلاء العرش رسميًا، في وقت يرى مراقبون أن العقبة الأبرز أمامه داخل بيت الحكم السعودي هو الأمير أحمد بن عبد العزيز، الشقيق الأصغر للملك سلمان، وآخر الأبناء الأحياء للملك المؤسس عبد العزيز، والذي يُنظر إليه وفق "النظام العرفي" للعائلة الحاكمة بوصفه الأحق بالعرش.

رشوة أم شراكة استراتيجية؟

وبينما وصفت وسائل الإعلام السعودية الاتفاقيات بأنها "شراكة اقتصادية استراتيجية"، يرى محللون أنها أقرب إلى "رشوة سياسية ضخمة" تهدف إلى شراء الغطاء الدولي لصعود ابن سلمان ملكًا.

في هذا السياق، يقول الخبير الأمريكي في شؤون الخليج جيمس دورسي: "ترامب لا يتعامل مع الملفات الجيوسياسية من منطلق المبادئ، بل وفق منطق المال والصفقات، وهذه الاتفاقيات هي رسالة مباشرة من محمد بن سلمان مفادها: سندفع ما يلزم لتبقى على موقفك الداعم لي".

ويضيف دورسي، في تصريح لـعربي21، أن "صفقة 600 مليار دولار تبدو استمرارًا للنهج ذاته الذي رأيناه في زيارة ترامب الأولى للسعودية عام 2017، حين أُعلنت صفقات بقيمة 450 مليار دولار تقريبًا، لكن الجديد اليوم أن محمد بن سلمان أصبح هو الحاكم الفعلي ويريد الشرعية من واشنطن".

مقارنة مع صفقة 2017

وتُذكر هذه الاتفاقيات الضخمة بصفقة 2017، التي أعلن عنها خلال زيارة ترامب الأولى إلى الرياض في ولايته الأولى، وشملت حينها تعهدات بقيمة 110 مليارات دولار لتسليح المملكة، و340 مليار دولار استثمارات على مدى عشر سنوات.

غير أن صفقة 2025 تبدو أكثر عمقًا من سابقتها، من حيث التوزيع القطاعي للأموال والتشبيك المؤسسي بين الجانبين، حيث طالت مجالات الدفاع والطاقة والتكنولوجيا والصحة والبنية التحتية، وصولًا إلى الفضاء والتعاون القضائي.

أبرز ملامح صفقة 2025:

  • صفقات دفاعية بـ142 مليار دولار تشمل طائرات مقاتلة ومنظومات "ثاد" و"باتريوت".

  • استثمارات بـ20 مليار دولار في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.

  • مشاريع تعدين مشتركة وتأمين سلاسل التوريد الحيوية للصناعات التقنية.

  • اتفاقيات ثقافية وبرامج بيئية في إطار تحسين الصورة الدولية للمملكة.

هل تصمت العائلة المالكة؟

حتى الآن، لم تصدر مواقف علنية من أبناء  الملك  وأحفاد الملك المؤسس عبد العزيز المعارضين لطموحات محمد بن سلمان، لكن تسريبات غير مؤكدة تحدثت عن امتعاض في أوساط بعض الأمراء من تجاوز التقاليد الحاكمة لانتقال السلطة.

ويرى مراقبون أن ضخ هذه المليارات قد يكون محاولة استباقية من ابن سلمان لحسم الموقف الدولي تجاه توليه العرش، خاصة إذا فاز ترامب بولاية ثانية في الانتخابات المقبلة.

لكن تبقى الأسئلة مطروحة: هل تكفي هذه الأموال لتأمين شرعية العرش؟ وهل يتوقف ترامب عند هذا الحد أم يواصل ابتزاز الرياض؟ وهل تملك العائلة المالكة السعودية القدرة على معارضة ابن سلمان في ظل قبضة أمنية مشددة؟

في المحصلة، ما يحدث اليوم لا يمكن فصله عن معادلة المال مقابل الشرعية، حيث يبدو أن الأمير الطموح يدفع الثمن مقدما لضمان كرسي الحكم، مستغلًا شهية ترامب المفتوحة لأي صفقة مالية تعيد له ألق السلطة من بوابة الخليج.