العملية العسكرية التى يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة تحت اسم "عربات جدعون" تلقى معارضة كبيرة من دول العالم بل حتى داخل دولة الاحتلال نفسها ..كل الاراء تتفق على أن هذه حرب ابادة جماعية تقتل المدنيين والأطفال والنساء وتؤكد أن جيش الاحتلال لن يستطيع تحقيق أى أهداف من تلك التى أعلنها منذ بداية طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر 2023 سواء استعادة الأسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية أو القضاء على حركة حماس .
الهدف الحقيقي من هذه العملية هو تدمير قطاع غزة وقتل الآلاف من المدنيين ودفعهم إلى الهجرة خارج القطاع أما احتلال غزة فهذا أمر مستبعد لأن جيش الاحتلال ليس لديه أعداد من الجنود تستطيع تغطية وتأمين كل هذه المساحة .
نفاق دبلوماسي
من جانبه قال الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، إن دولة الاحتلال تخوض حربًا بلا أي رادع حقيقي، وتحظى عمليًا بكل الأضواء الخضراء للاستمرار في عدوانها على الشعب الفلسطيني.
وأضاف عوض فى تصريحات صحفية، أن الدعم غير المشروط من بعض القوى الكبرى يمنح دولة الاحتلال الوقت والمساحة لتنفيذ أهدافها دون محاسبة.
وأشار إلى أن الحديث الأخير بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كشف حجم الدعم والتواطؤ الدولي، لافتًا إلى أن كل ما دار في هذا الحوار يصب في مصلحة الاحتلال ويمنحه ما يريد من غطاء زمني لاستكمال مخططاته.
وانتقد عوض موقف الاحتلال من مقتل موظفين في السفارة الصهيونية بواشنطن والذي يعتبره ظاهرة إرهاب وكراهية، في مقابل الصمت الكامل تجاه قتل الأطفال والنساء والشيوخ في غزة، مشددًا على أن دولة الاحتلال لا تحزن على الفلسطينيين ولا تحسب حسابًا لحياتهم.
نفاق دولي
وأكد أن دولة الاحتلال تستغل هذه الحرب لتحقيق أقصى استفادة ممكنة، سواء من حيث استرداد ما خسرته سياسيًا وأمنيًا، أو من خلال رسم معادلات جديدة قد تمتد لعقود قادمة.
ووصف الحرب الحالية بأنها سهلة جدًا بالنسبة لدولة الاحتلال في ظل صمت ونفاق دولي موضحا أن دولة الاحتلال لا تتجه للمفاوضات لإنهاء الحرب أو التوصل لحل عادل، بل فقط لكسب الوقت وخداع المجتمع الدولي.
وأكد عوض أن الهدف الحقيقي هو تصفية القضية الفلسطينية عبر القتل والتهجير، مشددا على أن ما يظهر من ردود فعل دولية تجاه دولة الاحتلال ليس سوى نفاق دبلوماسي، وأنه لا توجد إرادة حقيقية لوقف هذا الجنون، وقال : إن الكلفة الإنسانية يدفعها فقط الشعب الفلسطيني.
غزة الصغيرة
وحذر زيد تيم أمين سر حركة فتح بهولندا، من أن دولة الاحتلال تنفذ خطة ممنهجة لتقسيم قطاع غزة إلى كانتونات صغيرة، في إطار عملية عربات جدعون، بهدف تغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي للقطاع وإخضاع السكان لسيطرة أمنية صارمة، وليس الأمن.
وقال تيم في تصريحات صحفية انّ الاحتلال يسعى إلى السيطرة على مساحة تتراوح بين 70 إلى 75% من قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا يأتي ضمن رؤية استراتيجية تستند إلى أبعاد دينية وتاريخية، وتهدف إلى فرض "غزة الصغيرة"، وهي نسخة مختزلة من القطاع يسهل التحكم فيها.
وأشار إلى أنّ الاحتلال يقوم بتجريف المناطق التي تصلح للاستخدام كنفق أو إقامة بنية تحتية مقاومة، وذلك ليس فقط لتأمين حدوده، بل لعزل التجمعات السكانية ضمن مناطق مغلقة، يمكن التعامل معها أمنيًا بشكل منفصل.
وأوضح تيم أنّ الهدف هو إنشاء مجمعات ومناطق توزيع خاضعة لسيطرة صهيونية مباشرة أو عبر مؤسسات دولية، كمقدمة لإلغاء دور وكالة الأونروا التي تخدم أكثر من 8 ملايين لاجئ فلسطيني، واستبدالها بهيئات جديدة على رأسها مسئولون أمريكيون مثل ديفيد، المكلف بإدارة ملف الإغاثة العالمية .
ولفتً إلى أنّ الوضع الإنساني في غزة يزداد تدهورًا، حيث تعاني المنطقة من مجاعة حقيقية، وبدأت تظهر مؤشرات واضحة على أزمة غذائية خانقة، تتجلى في مقاطع مصورة تُظهر أشخاصًا لم يتناولوا الطعام لأيام متتالية.
حرب عبثية
وأكد المحلل العسكري الصهيوني آفي يسسخروف، أن العدوان المتواصل على قطاع غزة لن يؤدي إلى نتائج جديدة، واصفا إياه بأنه "حرب عبثية" تكرر ذات المسارات التي اتبعتها دولة الاحتلال منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر عام 2023.
وقال يسسخروف، في تصريحات صحفية إن الجيش الاحتلال سيواصل تعزيز قواته في غزة ضمن حملة ’عربات جدعون‘، وسيسيطر مجددا على معاقل حماس وأحياء سكنية ومخيمات لاجئين، وسيواصل استهداف المسلحين وقادة الحركة بمساعدة استخبارات الشاباك وأمان .
وأشار إلى أن العملية قد تؤدي إلى مقتل آلاف آخرين من عناصر حماس، لكنها ستترافق أيضا مع مزيد من الأبرياء الذين سيُقتلون، وبيوت ستُهدم، وأحياء ستُسوى بالأرض، مشبها المشهد المتوقع في مناطق كدير البلح والبريج والمغازي بما جرى سابقا في رفح وخانيونس.
ولفت يسسخروف إلى أن حماس لا تزال واقفة على قدميها، ولا تظهر أي استعداد للاستسلام أو تحرير المخطوفين، مضيفا أن كل من يتوقع نتيجة مختلفة للفعل ذاته، تنتظره خيبة أمل.
وانتقد التوجه الحكومي الذي يتحدث عن تغيير السياسة أو الاحتفاظ بالأرض، مشددا على أنه ليس لدى جيش الاحتلال القدرة البشرية للسيطرة الدائمة على كل شارع أو مخيم في القطاع .
وحذر من أن هذا التوجه سيجعل دولة الاحتلال مسئولة عن تقديم المساعدات لمليوني فلسطيني على أساس دائم.
وتساءل يسسخروف ما هو هدف دولة الاحتلال في الحملة الحالية؟ هل هو فقط تحرير المخطوفين؟، مشيرا إلى أن الحرب تُدار حاليا لأسباب سياسية تخدم بقاء حكومة نتنياهو، حتى وإن كان الثمن هو المزيد من القتلى الفلسطينيين والجنود الصهاينة.
وأكد أن الهدف الحقيقي يجب أن يكون تحرير المخطوفين وتقويض حكم حماس وضرب قدراتها العسكرية، موضحا أن الحملة الحالية قد تُلحق ضررا جزئيا بالجناح العسكري لحماس، لكنها لن تؤدي إلى سقوط الحركة، ما دامت دولة الاحتلال تمتنع عن وضع خطة لليوم التالي.
وقال يسسخروف : مجرد القرار الصهيونى بعدم البحث في مرحلة ما بعد الحرب، لا يعمل إلا على مساعدة حماس في جهودها للبقاء