"عيد بلا طعم" للمعتقلين ولأسرهم خلف وأمام الأسوار، فكل معتقلينا أبطال في سجون الظلم والطغيان، وأهل المعتقلين صامدين ثابتين، في هذه المعركة الجائرة أمام بوابات السجون وفي قاعات الزيارات ينتظرون لحظة لقاء، أو من أقعده مرضه عن تهنئة ذويهم داخل سجون المنقلب عبدالفتاح السيسي الذي عايد المعتقلين برسالة بدت ماسخة.
وكأنه يريد أن يغايظهم، أعلنت داخلية السيسي عن مبادرة "العيد جوّه ليه طعم تاني"، والتي تتضمن توزيع بطاقات تهنئة موقّعة من السيسي شخصيًا على كافة المعتقلين السياسيين بمناسبة عيد الأضحى، مرفقة بجملة تشجيعية تقول: "كل سنة وأنت بخير… لسه فاضلك 9 سنين!"، بالطبع تتغير الجملة وفق السنوات المتبقية لكل معتقل سياسي (بحسب ما ذكرت صحيفة الجمهورية القومية).
تكبيرات المعتقلين
إلا أن المعتقلين، غير عابئين باستفزاز السجان ومغايظته، وكتبت سهيلة ع. المنعم عن هذه اللحظة في زيارة والدها "ريحانة أختي بتحكيلي مشهد ف زيارة بابا النهاردة بتقولي " النهاردة وقت فتح باب السجن ف قاعة زيارة الأهالي، بابا وكل أهالينا المُعتقلين خارجين ف مشهد تكبيرات العيد لأهاليهم واللي كان منهم بابا "
وعلقت "وهي بتحكي المشهد ف لحظة تخيلت قدامي المشهد دا وهما بيكبروا كلهم لحظة خروجهم من بوابات السجن ولحظة فك الأسر ليهم جميعًا. موقف جميل، مُهيب أتمنى حدوثة عاجل غير أجل في عفو وعافية".
أين القرارات؟!
وأشارت منصة عدالة لحقوق الإنسان إلى أن المعتقلين السياسيين الذين أعلنت عنهم "جمهورية السيسي" لا يتم تضمينهم ضمن ما يمسى "قرارات العفو" لاسيما مع عيد الأضحى..
وأوضحت أن آلاف الأسر المصرية تترقب قرارات الإفراج التي تُعلن في الأعياد الرسمية، يتجدد التساؤل المشروع حول استمرار استبعاد المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي من قوائم العفو، في وقت لا تميز فيه النصوص القانونية بين فئات المحتجزين، ولا تُبرر أي انتقائية في تطبيق إجراءات الإفراج.
وأضافت أن القانون المصري ينص على نوعين من العفو، هما "العفو الكامل" و"العفو عن باقي مدة العقوبة"، ويشترط في كليهما توافر ما يُعرف بحسن السلوك داخل السجون، إلا أن التطبيق العملي خلال السنوات الأخيرة يكشف عن تمييز واضح، يتم فيه الإفراج عن السجناء الجنائيين بينما يُستثنى المعتقلون السياسيون، الذين يُقدَّر عددهم بأكثر من 60 ألف محتجز، في ظروف تتنافى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان".
وذكرت أن الصلاحيات الواسعة التي يحتكرها رأس السلطة التنفيذية في إصدار قرارات العفو، دون معايير شفافة أو رقابة قضائية مستقلة، تفتح الباب أمام تغليب الاعتبارات الأمنية والسياسية على قواعد العدالة والإنصاف، وتحوّل هذه القرارات إلى أدوات انتقائية تُكرّس غياب المساواة أمام القانون".
وأشارت إلى أن "استمرار هذا النهج في كل مناسبة دينية أو وطنية، رغم المناشدات الحقوقية المتكررة، يُعد انتهاكًا صارخًا لحق فئة كبيرة من المواطنين في العدالة، ويعمّق معاناة آلاف الأسر التي تنتظر لحظة أمل في عودة أبنائها، لا لشيء سوى لأنهم عبّروا عن رأي أو مارسوا نشاطًا سلميًا مشروعًا".
وأوضحت أن مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان جددت دعوتها للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع معتقلي الرأي والسياسة، وإنهاء سياسة التمييز داخل منظومة العدالة، بما يكفل احترام كرامة الإنسان المصري ويعيد الاعتبار للقانون كمرجعية عادلة تسري على الجميع دون استثناء.
عيد على المعتقلين
ودعت منصة (جِوار – Jewar) إلى المشاركة عبر هاشتاج #عيد_على_المعتقلين ونقلت هذه المعايدة "كل عام وأنتم بألف خير، كل عام وأنتم في قلوبنا وفي دعواتنا، خاصة أهلنا وأحبابنا المعتقلين الذين يقضون العيد بعيدًا عن أحبائهم.. في هذا العيد، نريد أن نذكّر الجميع بأننا لم ننسى المعتقلين، وأن قلوبنا معهم دائمًا.".
وأضافت "شارك معنا فيديو أو بوست تهنئة خاصة للمعتقلين بعيد الأضحى، وقل لهم: "إحنا مش نسينكم" على هاشتاج #عيد_على_المعتقلين".
وأشارت إلى أن الهدف هو "لنكن صوتًا لهم في العيد، ولنرسل لهم أملًا ودفءً من خلال كلماتنا ومشاعرنا.".
ونقلت تكبيرات من داخل السجون قالت إنه "..تكبيرات العيد بصوت المعتقلين من داخل أحد السجون.. صدى التكبير يخترق الجدران والأسلاك، يشهد أن القلوب لم تُعتقل، وأن الأرواح ما زالت تسبّح بحمد الله رغم القيود.. وغدًا في الحرية، سنكبر معًا بصوتٍ واحد، تحت سماءٍ لا تحجبها القضبان.".
https://www.facebook.com/JeWar0/videos/10051066091673048/
ورأت (مزيد) أنه "عيد بلا طعم.. السجون تنغص فرحة العيد على أهالي المعتقلين".
حيث عيد المعتقلين وأهلهم منذ 12 سنة بقليل من الفرح وكثير من الألم حيث الشعور بالفرح ممزوج بحالة قلق وألم تستمر حتى الساعات الأولى من يوم العيد" ومظاهر عيد عند أهالي المعتقلين وفرحه مسروقة والأطفال الصغيرة بدلا من تجهيز طقم العيد والذهاب للصلاه به .. يجهزون انفسهم لزيارة السجن اللعين الذي اختطف فرحه قلوبهم حتي في العيد ..
رسالة لهاجر طاهر قالت: "يصلي الأهالي أمام السجن لرؤيه أبنائهم ليله العيد لإدخال السرور على قلوبهم ومحاوله التخفيف عنهم والربط علي قلوبهم .. فاللهم حريه .. اللهم فرحه .. اللهم حياه طبيعيه بعيدا عن السجن والسجان .. يارب ترحم قلوب زوجات المعتقلين والمطاردين وبنات المعتقلين والمطاردين وإخوان المعتقلين والمطاردين .. يارب الطف بهم وهون عليهم واجمعهم عما قريب ياالله عاجلاً غير آجل ".
ومن بين المعايدات ما كتبته زوجة المعتقل الباحث د.عبدالخالق فاروق السيدة نجلاء سلامة (Naglaa Salama) وكتبت في ليلة العيد "مساء الحرية يا عزيز عيني .. و في عز القهر اللي احنا فيه و وجعنا على حبايبنا و العيد هيجي ازاي و بيوت كتير حزينة لاعتقال حبايبها تذكرت د. ليلى سويف Laila Soueif … أروع مثال للأمومة في مصر ربنا يعينك حبيبتي و يفرحك … و تذكرت كلماتك أما كنت براجعك بعد كل مقال كان ردك هو انا احسن من اللي في غزة … الناس هناك بتدفن ولادها و تكمل نضال … حاولت اخفف وجعي بس للأسف زاد الهم …. حالة د. ليلى و اللي بيحصل لأهلنا في غزة و طبعا وضعنا و وضع الاف المعتقلين … لقيتني بقول … بأي حال عدت يا عيد ".
وشاركت منشورها عبر هاشتاجات منها؛ #الحرية_لعبد_الخالق_فاروق #عيدهم_وعيدنا_معتقل #الحريةـللمعتقلين #عيدهم_في_السجن #الحرية_للأحرار
ونقلت منصة (الحرية لشريف الروبي) هذه المعايدة: "كل سنة وانتم طيبين ..انهردة الوقفة وفيه أُسر كتير هتقضي العيد من غير رب الأسرة.. لو بتفكرو تعملو حاجة حلوة إتصلو عيدو على ولادهم يمكن دة يحسسهم انهم مش لوحدهم.. كل سنة وأُسرة شريف بخير.. كل سنة وكل أُسر المعتقلين بخير.. الحرية لكل المعتقلين".
https://www.facebook.com/photo/?fbid=739795441737720&set=a.203784378672165
وقال حسن Hassan Moustafa : "عيد سعيد عليكم، وتكون أيامكم كلها فرح وسعادة.. لكن كلمتين لازم يتقالوا في العيد: "تطبيع النظام مع الاحتلال هو مشاركة مباشرة في ذبح الفلسطينيين وإبادتهم.. نفس النظام اللي مطبع مع الاحتلال، هو نفسه اللي سجونه في مصر مليانة بعشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين.".
وأضاف، "لما تدور وشك عن الحقيقة دي وتتصرف كأنها ما تخصكش، فده معناه إنك بتقبل ضمنيًا إنك تكون ضحية في يوم من الأيام، سواء للإبادة أو للاعتقال.. اللي بتقبله النهارده على غيرك، بكرة هيسري عليك. #اوقفوا_الابادة #الحريةـللمعتقلين
وكتبت شقيقة المعتقل الصحفي رسام الكاريكتير أشرف عمر Dina Omar Elgabakhangy "#عيدهم_وسطنا مطالبنا، كأهالي معتقلين، الإفراج الفوري عنهم ويرجعوا بيوتهم قبل العيد ويمارسوا حقهم في الحياة الطبيعية وسط أهلهم وحبايبهم. بيوت كتير اتقرر لهم ألم الانتظار بدون ذنب، وصحفيين مخلصيين اتقرر لهم يقضوا أيامهم وسنينهم محبوسين بدون ذنب. كفاية مهازل وظلم ورجعوا المعتقلين لبيوتهم."
وعن شقيقها كتبت رفيده طه "العيد العاشر في الزنزانة .. لا تنسوه وكل المعتقلين من صالح دعائكم في ساعة إجابة ..
https://www.facebook.com/rofayda.taha.3/posts/pfbid023XohtGM2tXPSw1dUvUdqhturV86VeeAWLgEqqKUwzvsY5753fmkeq4sBRRvBUUKil
100 ألف معتقل
وقال د.إسماعيل علي الأستاذ بجامعة الأزهر "في #يوم_عرفة؛ ينبغي أن لا ننسى هؤلاء الأبرار من صالح الدعاء!!
في هذا اليوم العظيم المبارك؛ يجب أنْ لا ننسى الأبرياء النبلاء الذين غيَّبهم الظالم الباغي #السيسي في جحيم السجون، حيث يعانون ويعاني الملايين مِن ذويهم وأحبابهم مرارة الظلم والبغي.
يوجد الآن حوالي 100 ألف من خيرة أبناء #مصر البررة في سجون الباغي #السيسي ـ ظلمًا وعدوانًا ـ.
وقد قلنا ـ ولا نزال نقول ـ: أنَّى لمصر أن تنهض؛ وخِيرةُ أبنائها مضطهدون، يسامون ألوان العذاب في سجون رهيبة، ويُحرَم منهم الوطن؟؟!!!
إنّ أولئك الذين بَغَى عليهم السيسي، واضطهدهم، وزجّ بهم في ظلمات السجون، أو اضطرهم للخروج إلى المنافي، إنما هم مِن خيرة أهل مصر، الذين لا يمكن أن تنهض بدونهم، فمنهم:
• الداعية الغيور على دينه وقومه ووطنه، وقضى عمره في الإصلاح.
• والعالِم الذي قضى حياته في أن يضيء للناس دروبهم التي تبوئهم منازل السعداء في الدارين.
• والشيخ المربِّي الذي أنفق عمرَه في تربية النشء وتعليمهم الإسلام.
• والمعلِّم الصانع للأجيال، المعمِّر للأوطان.
• وأستاذ الجامعة المتقن لتخصصه، المجتهد في أبحاثه، وخدمة مجتمعه، وتعليمه لطلابه.
• والطبيب الثقة المتجرد الذي يتقي ربَّه في مهنته، ويُداوي الناسَ ابتغاءَ مرضات الله.
• والمهندس صاحب الضمير، الأمينُ في عمله.
• والتاجر الصدوق، الحريص على إخراج زكاته، والتخفيف عن المحتاجين.
• والمرأة والفتاة المسلمة العفيفة التي بها تستقيم الأسرة وينصلح المجتمع.
• ورجل البِرّ الساعي على الأرملة والمسكين وابن السبيل.
• والشاب المخلص النابغ في دراسته، الطامح إلى خدمة وطنه.
• والإعلاميّ، والحقوقيّ، والصانع، والعامل، والمخترِع …، وآخرون من كافة شرائح المجتمع، صالحون مصْلِحون مخلصون، لم يكونوا يومًا فاسدين ولا مفسدين، ولم يقترفوا جُرمًا بحق الناس والوطن .. إنهم فقط رفضوا انقلاب السيسي الأثيم !!
وأضاف "ينبغي أن لا ننسى الدعاء لهم في هذا الأيام المباركة.. اللهم فرِّج عن جميع المظلومين والمأسورين والمستضعفين فرجًا عاجلًا، وأصلح البلاد والعباد.. وانتقم من السيسي وكلِّ مَن أعانه ولو بشطر كلمة، وأبدلنا خيرًا منه، عاجلًا غير آجِل يا رب العالمين، يا مَن تقول للشيء كن فيكون.. أنت حسبنا ونعم الوكيل.".