الصهاينة فى الجحور والملاجئ ..هذا ما تفعله إيران ضد دولة الاحتلال ..أين الحكام الخونة ؟

- ‎فيعربي ودولي

 

 

حالة من الدمار والخراب تشهدها الأراضى الفلسطينية المحتلة بسبب الهجمات الإيرانية المكثفة بالصواريخ البالستية والمسيرات والتى جاءت كجزء من الرد الإيرانى على الهجوم الصهيونى المباغت فجر أول أمس الجمعة .

الصرخات تتعالى داخل الإراضى المحتلة ..الصهاينة لجأوا إلى الملاجئ والجحور ..وهذا جعلهم يدركون أنه لا مكان لهم على هذه الأرض وأنهم يتوجب عليهم الرحيل والعودة إلى المستنقعات التى جاءوا منها سواء فى الغرب أو الشرق…الاتهامات بدأت توجه إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكى الإرهابى دونالد ترامب بأنهم السبب فيما يحدث للصهاينة فى أرض كانوا يزعمون أنها أرضهم ..

أين الحكام الخونة الفشلة مما يحدث الآن ؟ هل سيواصلون دعم الصهاينة على حساب محور المقاومة وعلى حساب الشعب الفلسطينى أم سيواصلون سياسة الاستجداء والاستذلال للغرب والأمريكان على حساب قضايا عربية اسلامية لن تفرط فيها الشعوب حتى لو باعها الحكام الخونة ؟  

كانت إيران قد أطلقت مئات الصواريخ الباليستية باتجاه الأراضٍ الفلسطينية المحتلة ، في إطار عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3". ردًا على الهجوم الصهيونى  

وجاء الهجوم الإيراني بعد أقل من 24 ساعة على غارات جوية صهيونية غير مسبوقة، استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية، إلى جانب اغتيال عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين.

وكشفت مقاطع فيديو وصور متداولة حجم الدمار الكبير في عدة مناطق فى الأراضى المحتلة، خصوصًا تل أبيب، نتيجة الصواريخ الإيرانية.

واعنرفت القناة 12 الصهيونية بأن الدفعات الصاروخية الإيرانية أثارت الرعب في جميع أنحاء البلاد.

 

موازين الصراع

 

فى هذا السياق أكد أحمد السيد باحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية ، أن الرد الإيراني عدل نسبيًا في موازين الصراع، وأنهى التصور الذي دام لساعات بأن دولة الاحتلال هي المتحكمة في ميدان القتال وسماء إيران، موضحا أنه حينما استعادت إيران زمام الأمر قصفت تل أبيب بشكل غير مسبوق بعشرات الصواريخ البالستية، فضلًا عن إسقاط طارتين شبحيتين من طراز إف-35 وأسر أحد قائديها .

وأضاف السيد فى تصريحات صحفية : استمرار الوضع على ما هو عليه سيجبر أمريكا على أمرين إما التدخل المباشر لمساعدة حليفتها دولة الصهاينة وتعديل كفتها، وهو ما يعني أن احتمالية التصعيد كبيرة إذ إنه في هذه الحالة سيبدأ وكلاء إيران في التدخل في الحرب، وبالتالي ستزيد احتماليات التوتر، وستعود الاضطرابات إلى خطوط وممرات الملاحة في البحر الأحمر، أو أن أمريكا تضغط على الطرفين لوقف القتال تمهيدًا لاتفاقات وتفاهمات للعودة إلى المسار التفاوضي .

 

الملاجئ والجحور

 

وقال السفير أحمد مجاهد، إن الرد الإيرانى على العدوان الصهيوني، قوى وغير متوقع، بل وأقوى من المتوقع، ويبدو أنه فاجأ الصهاينة كما فاجأ الجميع.

وأضاف مجاهد في تدوينة عبر صفحته على موقع التواصل "فيسبوك" : أن الرد وإن بدا حتى الآن غير مساو فى الدرجة والأثر للهجوم الصهيوني، إلا أنه يحقق أهدافا عدة، بينها أنه يحفظ ماء الوجه لطهران مرحليا، من خلال إظهار القدرة على الردع وإلحاق الأذى بدولة الاحتلال. كما أن الرد الإيراني، يقلل نسبيا أثر الضربة الصهيونية ويرفع شرعية النظام الإيرانى الداخلية ، ويستعيد بعضا من الشعبية الإقليمية المنسحقة لإيران فى الشارع العربى .

وأوضح ان الرد الإيراني يؤكد أنه حتى دولة الاحتلال يمكن ضربها بالطول وبالعرض وفى العمق، وأن القبة الحديدية ممكنة الاختراق، متوقعا أن يؤدى هذا الى قلب الطاولة على نتينياهو  واليمين المتطرف الحاكم باعتباره تسبب فى إدخال دولة الاحتلال إلى الملاجئ والجحور، وأين؟ فى قلب تل أبيب.

وشدد مجاهد على أن الرد الإيراني يعمق أزمة نتنياهو، الذى ربما كان أحد أهدافه غير المعلنة لضرب إيران هو صرف الأنظار عن أزمته فى غزة وغياب استراتيجية الحل أو الخروج داخليا، وتحول صورة دولة الاحتلال لدى الشعوب الغربية من دولة ديمقراطية محاصرة إلى منبوذة سيئة السمعة، مما يجعله حليفا ثقيلا ومزعجا لأصدقائه من الحكام الغربيين.

 

الصمود

 

وتوقع أن يعيد الرد الإيراني فتح احتمالات البدائل: إما التصعيد وإما العودة للمفاوضات. وهناك فجوة بين الموقفين الأمريكى والصهيونى: ترامب يريد منطقة هادئة تحت السيطرة وصفقات ومكاسب اقتصادية تحت "السلام الأمريكى" القائم على التجارة ووراءها العصا الغليظة لمن عصى، أما نتنياهو فيسعى لاغتنام الفرصة الاستراتيجية السانحة وتحقيق "السلام الصهيونى" القائم على السحق بالقوة ، والبقاء فى السلطة والتحول إلى أسطورة لدى شعبه بدلا من الانتهاء فى إحدى الزنازين الصهيونية .

وأكد مجاهد أن الأيام القادمة قد تشهد محاولات أمريكية لإعادة دولة الاحتلال إلى دورها المقبول أمريكيا وإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات؛ ونزول دولة الاحتلال إلى الخطة (ب) بعد فشل خطتها الأولية فى إسقاط النظام الإيرانى، أى تعطيل البرنامج النووى لطهران وإعادته سنوات إلى الوراء كما فعلت سابقا، فضلا عن قطع الطريق على أى حل تفاوضى محتمل. أما إيران، فستسابق الريح لإجراء اختبار نووى، إن كانت بالفعل تمتلك الإمكانية .    

وأوضح أن كل ذلك يتوقف على مدى قدرة طرفى المواجهة على الصمود. إيران تحارب وحدها وحلفاؤها لا يعتمد عليهم فى أى مواجهات عسكرية، فى حين أن دولة الاحتلال تحارب ويساندها الغرب الذى أظهر دعما يمكنها الاعتماد عليه. ولكن الأمر متوقف على إشارة أمريكية.