سمحت سلطات الانقلاب بإجلاء "الإسرائيليين" عبر معبر طابا بـ"10 دولارات" للفرد، تزامنا مع منع أهل غزة من الخروج من معبر رفح نهائيا، بعدما كانت رسوم الخروج 7 آلاف دولار للفرد.
وقال الإعلام العبري: إن "مصر تنفّذ مخططًا لإفراغ إسرائيل من الداخل!"
وأضافت "وسائل إعلام صهيونية" عن أن السلطات المصرية تسهّل خروج آلاف "الإسرائيليين" عبر معبر طابا إلى سيناء، حيث يتم نقلهم إلى القاهرة ومن ثم إلى دولهم الأجنبية الأصلية، هربًا من أجواء الحرب الدائرة مع إيران، ومع استمرار إغلاق المطارات الإسرائيلية بالكامل.
في المقابل، أصدرت السلطات قرارًا بمنع مغادرة مواطنيها، خوفًا من موجة هروب جماعي قد تؤدي إلى إضعاف الجبهة الداخلية وانهيار معنويات الشارع.
ووصف مراقبون ما يجري بأنه نزوح ناعم منظم، قد يعيد تشكيل التركيبة السكانية في الداخل الإسرائيلي إذا استمرت الحرب واتسع نطاقها.
فارين من القصف الإيراني
المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بحكومة السيسي، السفير تميم خلاف، قال في تصريحات صحفية: إن "هناك دولاً أوروبية وآسيوية طلبت بالفعل إجلاء رعاياها عبر الأراضي المصرية، بعد إغلاق المجال الجوي لإسرائيل".
ولم يوضح "تميم خلاف" الموقف بالنسبة لاستقبال مصر الصهاينة في هذا التوقيت، إلا أن تقارير قالت إنه لا يوجد ما يمنع من استقبال أي شخص استوفى الاشتراطات القانونية ويدخل البلاد بشكل شرعي.
وأقام الصهاينة المقدر أعدادهم بالآلاف بفنادق في جنوب سيناء قبل الحرب الإسرائيلية – الإيرانية ورغبوا في تمديد إقاماتهم، لم يمنعهم أحد من ذلك.
وعلى مدار الأيام الماضية تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عما وصفته بـ"هجرة يهود" إلى أميركا عبر دخول مصر براً، ثم السفر إلى الولايات المتحدة.
وتداول ناشطو التواصل صورا لمطار شرم الشيخ يكتظ بعشرات من الأجانب، الذين قيل إنهم "إسرائيليين"، لكن المصدر المسؤول قال إن هذه صور قديمة، وليست للوضع الحالي، مشيراً إلى أن أغلب من يغادرون من مطار شرم الشيخ حالياً هم أجانب من دول أخرى، علقوا بها وطلبت دولهم تسهيل عبورهم من مصر.
رئيس جمعية مستثمري طابا ونويبع للسياحة سامي سليمان قال: إن "ما يحدث حالياً هو أن هناك تدفقاً من معبر طابا البري لأجانب قادمين من إسرائيل إلى مدينتي طابا ونويبع، ويتوجهون لمطار شرم الشيخ الدولي للسفر إلى دولهم بعدما كانوا عالقين في إسرائيل بسبب إغلاق المجال الجوي هناك، وكذلك في الأردن".
وتستقبل مصر جنسيات أجنبية دخلوا إلى البلاد بشكل شرعي، وتستضيفهم وتوفر لهم الحقوق المكفولة للضيوف، ولا تتدخل السياسة في هذه الأمور.
وقال الصحفي نظام المهداوي @NezamMahdawi: "لا بلطجية بانتظار اليهود الفارّين من الكيان نحو #مصر، فهُم يلقَون كل الترحيب في جمهورية #السيسي الانقلابي، لن يشتمهم أحد، ولن يضربهم أو يتعرّض لهم أحد، فهم يمرّون عبر دولة منحتهم عهد الأمان، ويصلون حتى مطار شرم الشيخ دون قيد أو شرط، لم تشترط الدولة إدخال قطرة ماء إلى #غزة مقابل استقبال أبناء الكيان، بل على العكس: سلّطت كل أدواتها الأمنية ضد الفلسطينيين ومناصريهم، فهاجمتهم، وطردتهم، وأهانت كرامتهم.. مرحباً بكم في جمهورية مصر السيسي… الصهيونية.".
وعلق الأكاديمي أحمد عبد الباسط Ahmed Abdel-Basit Mohamed، "10 دولار للإسرائليين لدخول مصر من طابا.. 8 آلاف دولار للغزاويين لدخول مصر من رفح.. اااه يا ولاد 🐕 يا مجرمين".
https://www.facebook.com/photo/?fbid=10162774088173917&set=a.10150740532708917
وعلق المستشار وليد شرابي "أعداد كبيرة من الإسرائيليين تغادر الأراضي المحتلة برا إلى شرم الشيخ في مصر ، تتم إجراءات دخول الإسرائيلي في ثوانٍ بسهولة ويسر وابتسامة من الأمن.. * بدون فيزا * بدون ضرب من البلطجية في مصر * بدون هتك لأعراض العابرين * بدون ذل من أمن المعبر *بدون دفع 5 آلاف دولار للعرجاني عن كل فرد".
تقارير صهيونية
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، عن بعض المسافرين "الإسرائيليين": إنه "بموجب معاهدة السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل عام 1979، أُنشئ معبر طابا في 1982، وذلك بعد يوم واحد من اكتمال انسحاب إسرائيل من سيناء، ليعمل كنقطة عبور برية للزوار القادمين إلى مصر لأغراض السياحة".
وفي عام 1989، بعد استعادة مصر طابا بموجب قرار تحكيم دولي، جرى تطوير المعبر وتحويله من خيمة مؤقتة إلى مبنى دائم. وفي 1995، أعلن افتتاحه رسميًا.
وإلى جانب الفارين من الحرب، يوجد نحو 100 ألف "إسرائيلي" عالق، خارج الكيان، يحاولون العودة بحسب "يديعوت أحرونوت"، ويسلكون المسار نفسه بشكل عكسي، إذا أرادوا العبور عبر مصر، عن طريق السفر إلى القاهرة أو شرم الشيخ، ثم إلى طابا، ومن طابا إلى الداخل الصهيوني.
وكانت وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي، صنف يوم الجمعة الماضي، الأجواء الجوية لدول: العراق – الأردن – لبنان – "إسرائيل" – إيران، بوصفها "عالية الخطورة".
وبعد تجاوز المسافرين المعبر يتجهون إلى مطار عمان الدولي، قال المرشد السياحي بالكيان باتريك عمار، عبر حسابه الشخصي على فيسبوك اليوم الخميس، أن عبور المعبر يستغرق ساعتين فقط.
وكان مجلس الأمن القومي "الإسرائيلي" حذر الأحد الماضي، من الذهاب إلى سيناء أو الأردن لـ"انطوائهما على مخاطر أمنية مرتفعة؛ بسبب احتمال وقوع هجمات إرهـابية"، ووضعوهما في المنطقة الحمراء (تجنب السفر تمامًا).
وفضل مستوطنون رحلات منظمة بشكل سري، للسفر إلى قبرص عبر البحر، من مواني حيفا وهرتسليا، وأشكلون، بقيمة تتراوح بين 2500 و6000 شيكل (720 دولارًا أمريكيًا إلى 1730 دولارًا)، ومنها إلى أوروبا، بحسب صحيفة هآرتس العبرية.