تعانى محافظة أسيوط من إزالات عشوائية من جانب سلطات الانقلاب دون خطة واضحة وهو ما أثار انتقادات وغضب المواطنين خاصة أن بعض ما تم إزالته لم يمر على إنشائه سوى أعوام قليلة وهو ما دفع إلى التساؤل لماذا كان الإنشاء؟ ولماذا جاءت الإزالة ؟
المواطنون وصفوا ما يحدث فى المحافظة بمذبحة ميادين أسيوط على يد المحافظ الانقلابى هشام أبو النصر، معربين عن صدمتهم بعد سلسلة إزالات مفاجئة لمجسمات وميادين تاريخية شكلت جزءًا من الهوية البصرية للمدينة.
إهدار المال العام
قرارات محافظ الانقلاب تسببت فى تدمير رموز معمارية وجمالية اعتاد عليها أهل المدينة لعقود طويلة، فيما يُثار جدل واسع حول تكلفة هذه الإزالات والأضرار التي لحقت بالمال العام وسط غياب تفسير رسمي لأسباب هدم معالم أسيوط التاريخية والجمالية.
هذه الممارسات أثارت موجة غضب واسعة داخل مدينة أسيوط إزاء أعنف قرارات طالت ميادين تاريخية وعناصر جمالية شكلت ذاكرة حضارية ممتدة لعقود طويلة.
الإزالات المتلاحقة جاءت سريعة ومفاجئة ودون اعتبار لتكلفتها المرتفعة ما يمثل إهدارا للمال العام بجانب عدم ارتباط هذه الإزالات برؤية واضحة أو استنادها إلى دراسة ما يجعلها تنتهي بطمس رموز وملامح كانت جزءًا من هوية المدينة.
مجسم الحمامة
فى هذا السياق قامت أجهزة المحافظة بإزالة مجسم الحمامة في قلب شارع الهلالي بمدينة أسيوط بقرارات مباشرة من هشام أبو النصر محافظ أسيوط الانقلابى دون الإعلان عن مشروع بديل يبرر تفكيك رمز بصري ظل سنوات طويلة من أهم ملامح المكان .
إزالة مجسم الحمامة جاء ضمن قرارات متعاقبة استهدفت عدة ميادين في توقيت متقارب بصورة اعتبرها البعض مؤشرا على تحركات غير مفهومة لضرب استقرار المشهد العمراني للمدينة.
وانتهى ميدان الحمامة الشهير إلى كتل ركام بعد عملية إزالته بالكامل رغم أنه لم يكن يعاني من تدهور إنشائي ما أثار تساؤلات عن دوافع القرار وحجم الإنفاق الذي تم على الميدان في سنوات سابقة.
ويظل السؤال المتكرر حول إزالة مجسم الحمامة هو أكثر ما يثير الجدل خاصة أن الميدان كان جزءًا راسخًا في خريطة المدينة وشاهدًا على حركة مركزية لا يمكن الاستغناء عنها دون طرح بديل مدروس.
غضب المواطنين
كما أثارت الإزالات المتتالية تساؤلات حول حجم الأموال التي أنفقت على إنشاء هذه الميادين والمجسمات خلال السنوات الماضية وما تم هدمه الآن دون تفسير رسمي أو إعلان عن مشاريع بديلة، ما يضع ملف إهدار المال العام في مقدمة النقاش حول السياسات العمرانية داخل المحافظة.
أم البطل
لم تتوقف أعمال الهدم والإزالة عند حدود ميدان الحمامة فقد تم في الفترة نفسها إزالة تمثال مصر والسلام المعروف باسم أم البطل في ميدان أم البطل وهو أحد أهم الرموز التي أحاطت بمنطقة المحكمة لسنوات طويلة.
كما اختفت النافورة التي كانت تعد من أبرز عناصر الميدان الجمالية دون تقديم تصور واضح لسبب الإزالة أو تكلفة الأعمال الجديدة التي ستشغل الموقع ذاته.
وفي تطور لا يقل إثارة أعلنت المحافظة عن إزالة ميدان الجامعة المعروف باسم الكف وكان قد أنشئ عام 2022 ليختفي بعد فترة قصيرة من إنشائه الأمر الذي يفتح بابا واسعا للتساؤل حول حجم الأنفاق الذي خصص له ثم هدمه بعد أقل من ثلاثة أعوام دون أسباب معلنة.
تمثال عمر مكرم
كما شملت خريطة الهدم تقليص مساحة دوران تمثال عمر مكرم أمام بوابة الجامعة في شارع المكتبات لتنتهي المعالم الأصلية للموقع في إطار موجة القرارات المتتابعة.
هذه التحركات تكشف اتجاها نحو تغيير شامل لميادين المدينة دون إعلان خطة استراتيجية أو دراسة ميدانية توضح مدى الاحتياج الفعلي لهذه الإزالات في ظل غياب أي بدائل هندسية منشورة للرأي العام.
ويزيد من حدة التساؤلات أن إزالة مجسم الحمامة وغيرها من الرموز تمت بشكل مفاجئ وتلت ذلك تصريحات مقتضبة دون عرض مشروع شامل يعكس رؤية تخطيطية طويلة الأجل.
وتكررت خلال الساعات الماضية مشاهد توثق عمليات هدم متزامنة في أكثر من موقع داخل أسيوط ومع استمرار هذه الأعمال تظل إزالة مجسم الحمامة العنوان العريض لسلسلة قرارات تكشف فجوة كبيرة بين الواقع العمراني والقرارات التنفيذية التي جاءت سريعة بدون إعلان أسباب تفصيلية ما يضع ملف إهدار المال العام في مقدمة المشهد.
