رغم رحيل عائلتها.. أم محمد زين الدين مصرية صامدة بخيمتها في غزة

- ‎فيتقارير

تعيش أم محمد زين الدين، السيدة المصرية التي انتقلت إلى غزة قبل نحو أربعين عاماً بعد زواجها من فلسطيني، حياةً مليئة بالصبر والصمود. ورغم رحيل زوجها، بقيت ثابتة تواجه حرب الإبادة في غزة.

تمثل أم محمد كل معاني الحب والأخلاق والأخوة والتضحية، وتجسد صورة الشعب المصري الشقيق الذي كان ولا يزال داعماً ومناصراً للحق الفلسطيني، بحسب منصة الساحات الإخبارية في غزة.

وقد اهتم رواد منصات التواصل الاجتماعي بقصتها، حيث كتب حساب @tufanmisr:
"فخر لكل مصري.. سيدة مصرية صامدة في غزة.. أم محمد زين الدين تعيش في غزة منذ حوالي 40 سنة بعد زواجها من فلسطيني، ورغم رحيله ظلت صامدة وعاشت حرب الإبادة في غزة."
رابط التغريدة

وعلق الكاتب فايد أبو شمالة @fayedfa قائلاً:
"الصمود على أطلال العشق والوفاء.. حكاية الزوجة المصرية أم محمد زين الدين في غزة."
رابط التغريدة

حكاية صمود

أم محمد، مصرية الأصل وفلسطينية الهوية، لم تكن ضيفة على غزة، بل أصبحت جزءاً من نسيجها الاجتماعي. شاركت أهلها الحصار والخوف والخبز، حتى غدت غزة بيتها الحقيقي.

بعد وفاة زوجها، قطعت له عهداً أن تحمي البيت الذي لم يكن مجرد حجارة، بل ذاكرة وحياة كاملة. ومع العدوان الأخير الذي دمّر منزلها، بقي العهد قائماً رغم سقوط السقف والجدران.

اليوم، تجلس أم محمد أمام خيمتها وقد جمعت من تحت الركام بعض ما تبقى من حياتها: مطبخ صغير، سريراً خشبياً، أغطية وسجادة. تعتبر هذه الأشياء بقايا حياة رفضت أن تُدفن. تحمل مصحفها بثبات وتؤكد أنها لن تغادر غزة مهما كان الثمن، فالأرض بالنسبة لها أغلى من العرض، ولا يمكن التفريط بها أو ببيت زوجها وأرض أبنائها.

رمز للمقاومة

أم محمد ليست مقاتلة ولا سياسية، لكنها تحولت إلى رمز للمقاومة بالصمود والذاكرة والعهد. وجودها في الخيمة فعل مقاومة بحد ذاته، إذ يثبت أن البيوت قد تُدمَّر لكن المعنى لا يُقصف، وأن النساء يمكن أن يحمين فكرة الوطن لا الجدران فقط.

في خيمتها الصغيرة، تجلس كأنها تحرس غزة كلها، لا تطلب شيئاً ولا ترفع شعاراً، بل تكتفي بالقول: "هنا عشت، وهنا سأبقى." وهذا الإصرار وحده يكفي ليكون مقاومة كاملة.

 

المصريون في غزة

لا توجد إحصاءات رسمية دقيقة عن عدد المصريين المقيمين داخل قطاع غزة، لكن المصادر تشير إلى أن وجودهم محدود للغاية ويقتصر على حالات فردية مرتبطة بالزواج أو العمل، ولا توجد جالية مصرية كبيرة أو منظمة داخل القطاع.

  • يعاني القطاع منذ سنوات من حصار شديد وظروف معيشية صعبة، ما يجعل الاستقرار فيه صعباً لغير الفلسطينيين.
  • معظم المصريين يدخلون غزة عبر معبر رفح لأغراض مؤقتة مثل المساعدات الإنسانية، مشاريع إعادة الإعمار، أو زيارة أقارب.
  • تقارير مراكز الدراسات المصرية تؤكد أن العدد ضئيل جداً ولا يشكل جالية.
  • الروابط بين المصريين والفلسطينيين في غزة غالباً ما تكون عبر زيجات، خصوصاً في المناطق الحدودية بشمال سيناء.
  • لعبت مصر دوراً محورياً في إدارة غزة تاريخياً (1948–1967)، وظلت العلاقة وثيقة عبر العقود.
  • شركات مصرية تشارك حالياً في مشاريع إعادة إعمار غزة بعد حرب أكتوبر 2023، ما يتيح وجود بعض العمالة المصرية المؤقتة داخل القطاع.
  • مصر هي الوسيط الأساسي في اتفاقات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وتدير معبر رفح، ما يجعلها الجهة الأكثر اتصالاً بغزة على المستوى الرسمي.