في وقت تتنافس دول خليجية ومستثمرين من السعودية وقطر على منطقة شاطئ الغرام (17 كم غرب مطروح)، مع احتمالية تخصيص أراضٍ بديلة للأندية والشركات، ودفع تعويضات للأهالي يواجه الأهالي معضلة حقيقية تتعلق بملكية العقارات والتعويضات المقترحة ل"العقود الزرقاء" وهم نحو 100 منزل في المنطقة، يملك أصحابها عقودًا زرقاء موقّعة مع المحافظة منذ التسعينيات، تثبت هذه العقود البيع والحيازة لكنها لا تمنح ملكية نهائية مسجلة في الشهر العقاري.
إلا أن سواء للعقود أو الأندية أو العرب (السكان الأصليين) الذين يعيشون وفق هذا النظام المتوارث أبًا عن جد، عضت عليهم المحافظة تعويضًا يتراوح بين 75 و95 جنيهًا للمتر، أي ما يعادل 300–400 ألف جنيه للفدان. الأهالي يرون أن السعر العادل يتراوح بين 7 و10 آلاف جنيه للمتر، ما يجعل الفجوة كبيرة جدًا.
وفي تصريح نقلته منصة "صحيح مصر" أحد الملاك، سليمان عبد الراضي (اسم مستعار)، وصف التعويضات بأنها "زهيدة للغاية"، مشيرًا إلى أن التجارب السابقة في مناطق مثل علم الروم ورأس الحكمة أثبتت أن التفاوض الطويل قد يرفع قيمة التعويضات.
https://x.com/SaheehMasr/status/2000568388125429778
وخلال الأيام الماضية، فوجئ سكان خليج الغرام بخطابات رسمية من محافظة مطروح تطالبهم بإخلاء منازلهم خلال فترة وجيزة، مقابل تلك التعويضات المالية التي وصفها الأهالي بأنها زهيدة وغير عادلة، ضمن خطة "للدولة" لإعادة طرح المنطقة أمام مستثمرين من دول الخليج، في إطار "مشروع قومي" لتطوير الشواطئ ومسطح المياه.
ومن جانبها، سارعت (هيئة المجتمعات العمرانية) إلى تحذير 36 جهة بين أندية رياضية ومؤسسات حكومية وخاصة، لإيقاف التعامل على أراضي مقراتهم في الخليج، وعدم تحصيل مقابل حق الانتفاع اعتبارًا من موسم 2026.
كما علقت التراخيص وذلك لجميع التراخيص السابقة للبناء أو إقامة منشآت أو مصايف، في إشارة إلى أن المنطقة ستشهد تغييرًا جذريًا في طبيعتها ووظيفتها السياحية.
يا ساكني مطروح
وخليج الغرام ليس مجرد شاطئ، بل رمز ثقافي وسياحي، الأغنية الشهيرة "يا ساكني مطروح جِنية في بحركم" التي أدتها ليلى مراد في فيلم "شاطئ الغرام"، جعلت المكان قبلة للعشاق والمصطافين.
وخليج الغرام متصل بالبحر عبر بوغاز ضيق لا يتجاوز نصف كيلومتر ويضم مباني ومنتجعات تابعة لمؤسسات حكومية وخاصة، إضافة إلى منشآت للقوات المسلحة والعقارات السكنية فهي غالبًا مملوكة لمصطافين من خارج مطروح.
وتعد المنطقة قلب مطروح السياحي، بأسعار تنافسية جعلتها مقصدًا للعائلات المصرية سنويًا.
من أبرز ما يميز خليج الغرام وجود عشرات الأندية والمصايف التابعة لمؤسسات كبرى. الخطابات الرسمية شملت أسماء بارزة مثل؛ نادي الزمالك، ونادي الإسكندرية الرياضي، ونادي سموحة، وشركة المقاولون العرب، ومعسكر جامعة عين شمس، وشركة حسن علام، ومصيف العاملين المدنيين بوزارة الدفاع، ومعسكر النيابة الإدارية.
وتلقت هذه الجهات تعليمات بوقف أي أعمال إنشاء أو تطوير، ما يعني أن وجودها في المنطقة أصبح مهددًا بالإزالة الكاملة.
وتواجه مطروح عملية بيع قسري باعتبارها وجهة سياحية مميزة، تجمع بين الطبيعة الساحرة والتاريخ الثقافي ضمن توجه من نظام الانقلاب لإعادة هيكلة الساحل الشمالي، عبر طرح مناطق للاستثمار السياحي والعقاري، كما في رأس الحكمة وعلم الروم والتي شهدتا عمليات إخلاء مشابهة، وطرحت للاستثمار بمشروعات ضخمة.
وعبر الأهالي والعرب من سكان المنطقة من فقدان هويتهم المحلية، ومن أن تتحول مطروح إلى منطقة نخبوية بعيدة عن متناول الطبقة المتوسطة.
ولذلك رفض الأهالي التعويضات المقترحة من حكومة الانقلاب، معتبرين أنها لا تعكس القيمة الحقيقية للأراضي، كما أبدوا قلقًا من فقدانهم لمنازلهم ومصايفهم التي ارتبطوا بها لعقود.